الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٤ مساءً

إلى بن مبارك ورؤساء تحرير الصحف

عارف الدوش
الاثنين ، ١٧ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
مؤتمر الحوار الوطني خرج " بوثيقة الحوار "والمؤتمر بكل ما دار فيه والوثيقة خلاصته يعد إنجازاً تاريخياً به تقترب اليمن نحو الديمقراطية الحقيقية وحل اشكالياتها منذ عقود طويلة وقد تغزلنا بالوثيقة كثيراً وهي تستحق منا الغزل والإطراء والاستزادة منهما وشاركنا العالم كله فتغزل بها أكثر منا وقلنا وقالوا الكثير حول " وثيقة الحوار " ومحتوياتها.



ويعلم الجميع أنها " وثيقة" توافقت عليها كل القوى السياسية ومكونات الشعب اليمني بما في ذلك لأول مرة " الشباب والنساء وفئات كانت مهمشة في السابق كمنظمات المجتمع المدني وفئة المهمشين" وسمع اليمنيون ومعهم كل المهتمين باليمن في العالم الذين حرصوا على أن لا ينزلق شعب اليمن الطيب المكافح الغلبان إلى الهاوية ، سمعوا نقاشات وحوارات ساخنة تناولت لأول مرة القضايا الجوهرية التي تهم اليمنيين وحتى تلك التي كانت مسكوت عنها قبل مؤتمر الحوار الوطني.



لقد ارتفعت أصوات وأفكار تيار وطني يمني شارك في مؤتمر الحوار بفعالية وحقق نجاحات كبيرة من خلال نجاح مؤتمر الحوار وخروجه بـ" وثيقة الحوار " بعد أن ظل هذا التيار الوطني الواسع مقموعاً بكل أدوات وأساليب القمع والإسكات " مادية ومعنوية " فكان للشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني وللمقموعين والمقصيين والمهمشين والمسحوقين والمنهوبين صوت مرفوع ومسموع وصولات وجولات من النقاشات والحوارات كانت خلاصتها " وثيقة الحوار الوطني " التي تحتاج إلى نضال كبير لتنفيذها.



وكان يوم اختتام مؤتمر الحوار يوماً مشهوداً فقد رفع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي " وثيقة الحوار عالياً أمام شاشات التلفزة كمنجز هام لأبناء الشعب احتوى بين دفتي كتاب " وثيقة الحوار " أهم المخارج العملية لبناء دولة يمنية جديدة اتحادية ديمقراطية وبمسؤولية وتلقائية وثقة بالشعب دعا الأخ الرئيس على الهواء مباشرة أبناء الشعب اليمني إلى تحمل مسؤوليتهم في تنفيذ ما تحتويه " وثيقة الحوار" كون هذه الوثيقة تهم كل فئات الشعب وشرائحه وأطيافه ومناطقه ولا تهم الأخ الرئيس أو الحكومة فقط.



فقد قال لي قيادي يمني من الرعيل الأول الذين ناضلوا لتحقيق الإستقلال وبناء الدولة في جنوب الوطن بعد ذلك والتي كانت دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بشهادة الجميع ، قال لي في حديث دار بيننا وهو يسألني عن كتاب " وثيقة الحوار " وما إذا كنت استطيع الحصول على نسخة منه باعتباري كنت أحد كوادر الأمانة العامة للحوار قال : لقد كنت أتوقع بعد أن شاهدت الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي يرفع وثيقة الحوار عالياً أمام شاشات التلفزة في حفل اختتام الحوار أن ذلك سيكون مفهوماً لدى مؤسسات الدولة وأجهزتها وبالتالي سنجد كتاب "وثيقة الحوار الوطني" في كل مكان وبطباعات متعددة ومتنوعة.



ومن ضمن ما تناوله الحديث بيننا أهمية وضرورة طباعة "وثيقة الحوار الوطني " بطبعات شعبية وتوزيعها بشكل واسع بين الناس في كل مكان حتى يستطيع اقتناءها وقراءتها أكبر عدد من أبناء الشعب ولا يمنع من أن تكون هناك طباعات بورق فاخر وتوزع كهدايا لكبار المسؤولين والسفراء وكبار المثقفين والصحفيين والكتاب وفي مراكز الأبحاث والجامعات لكنها ستظل في رفوف المكتبات وربما لن تقرأ.



باختصار احتراماً لوقت القارئ أولاً وللحيز المتاح وتعليمات الزملاء في الصحف بضرورة الاختصار والتكثيف فإني أورد هنا بعض المقترحات العاجلة عبارة عن رأي أثق بأن الدكتور بن مبارك سيقف أمامها بجدية :



1- أن تقوم الصحف اليومية " الثورة – أكتوبر – الجمهورية " بنشر وثيقة الحوار كحلقات بمساحة نصف صفحة يومياً، وهنا وجب تسجيل الشكر لصحيفة 26 سبتمبر التي بادرت إلى ذلك وبدأت بنشر " وثيقة" الحوار على حلقات.

2- أن تقوم الصحف اليومية بنشر وثيقة الحوار الوطني كاملة كملحق على أن يسبق ذلك نشر إعلان للقراءة يتكرر ثلاثة أيام يحدد اليوم المحدد لنشر الوثيقة كاملة مجاناً مع الصحيفة ولصحيفة الجمهورية تجارب ناجحة ومفيدة في نشر ملاحق مجانية.

3- أن يتم التنسيق مع رؤساء تحرير الصحف اليومية - وهي صحف تصدر عن مؤسسات تمتلك مطابع صحفية متطورة –لطباعة " وثيقة" الحوار في كتاب بطبعات شعبية رخيصة الثمن وبأحجام صغيرة ومتوسطة وتوزيعها على نطاق واسع في المكتبات والأكشاش على أن يكون ثمنها بسيطا .

4- أن يتم تقسيم محتويات " وثيقة الحوار " بشكل كتيبات صغيرة يحمل كل واحد منها قرارات وتوصيات كل فريق من فرق المؤتمر التسعة وقد علمت بأن الدكتور بن مبارك وجه بذلك وهو حيز التنفيذ ولكني اعتقد أن سيكون بورق فاخر ملون وسيوزع كهدايا وأنا أريده بورق رخيص وأن يوزع على نطاق واسع لأبناء الشعب.



صحيح أن الملتقيات والندوات واللقاءات الموسعة في المحافظات للتوعية بوثيقة الحوار هامة ولها نتائجها الطيبة وأن توزيع وثيقة الحوار على مراكز الأبحاث والجامعات وحتى على عدد من الصحفيين والإعلاميين شيء طيب ونشرها الكترونياً في كل المواقع أكثر من رائع ، ولكن كم الذين يستخدمون الانترنت وموال الكهرباء طفي لصي يلعب دوره في القراءة الإلكترونية وتظل القراءة من كتاب أو ملاحق مطبوعة هي الأفضل من نواح متعددة .



وأخيراً: صدقوني لا قرار مجلس الأمن الدولي ولا وصول " وثيقة الحوار " إلى رفوف مكتبات الوزراء والدبلوماسيين وكبار المثقفين والصحفيين سيجعلها معروفة ومنتشرة أبدا الشعب كل الشعب هو الذي سيجعل الوثيقة أكثر انتشاراً وسيحفظها وسيدافع عن محتوياتها وسيطالب بتنفيذها وسيكون عوناً للقيادة وكل الشرفاء المخلصين للتنفيذ والتمسك بما جاء فيها فاستقطعوا بعض المال لتجعلوا " وثيقة الحوار " في متناول كل من يستطيع القراءة والكتابة، وفقكم الله.