الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٥ مساءً

في ذكرى جمعة الكرامة ..النقطة الفارقة ..

المهيب الحميدي
الثلاثاء ، ١٨ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
(١)
( ماقبل فبراير )..
قبل ١١ فبراير كان هناك شعب انهكه العطش ، فاقل تحت شجرة الصبر ، ينتظر السماء ان تمطر ، دون ان يكلف نفسه عناء حفر بئر في الارض ، و بعد انسداد الافق السياسي ووصوله الى مرحلة الذروة بين المعارضة والسلطة وبعد ان صادرت السلطة كل وسائل التغيير وسيرتها لصالحها عبر تزوير الانتخابات وغيرها ، ووصول الحالة المعيشية للمواطن الى درجة لا يمكن تحملها آنذاك ، نتيجة لذلك حدثت تراكمات للمقاومة السلمية لذلك النظام ووصلت القناعة لدى الكثير من الشباب ان ذاك النظام لم يعد بمقدوره ادارة دفة الحكم في البلد فقرروا اسقاطه مستفيدين مما يحدث من المحيط العربي من ثورات ضد التسلط والاستبداد ..

(٢)
(ثوار اليمن في الساحات) ..
بعد ان تكونت قناعة لدى قطاع واسع من الشعب اليمني بأن النظام القائم لم يعد صالحا لادارة البلد وبعد انتصار ثورة "الياسمين " في تونس وثورة الشعب المصري في مصر، خرج ثوار اليمن في مسيرات الى امام تلك السفارات تأييدا لها ومباركة من قبل شباب اليمن المتعطش للتغيير ، حيث خرج العديد من النشطاء في صنعاء وبعض المحافظات الاخرى ، احتفالا بنجاح تلك الثورات ، وفي ليلة سقوط نظام مبارك خرج شباب تعز للاحتفال بذلك الانتصار الثوري المصري الذي كان ملهمة لهم للسير نحو التغيير المنشود حيث كان النظام المصري من اعتى الانظمة القمعية في الوطن العربي مما اعطى حافزا قويا لدى ثوار اليمن ...
فبدا ثوار تعز انشاء اول "ساحة للحرية والتغيير" ونصبت اول "خيمة" في اعتصام دآئم في ساحة الحرية بتعز واقيمت اول جمعة ثورية في هذه الساحة وسميت "جمعة البداية".
(٣)
(ثوار صنعاء في ساحة التغير)
بعد الخروج المستمر للمسيرات والوقفات الاحتجاجية في صنعاء وبعد انشاء اول ساحة للحرية بتعز وبعد مواجهة النظام للمسيرات السلمية في صنعاء بصورة قمعية ووحشية وبعد احتلال ميدان التحرير من قبل انصار صالح قطعا للطريق على شباب التغيير في صنعاء ، أعلن شباب التغيير في العاصمة على بدء الاعتصام الدائم والمفتوح وانشاء الساحة الثانية بعد ساحة الحرية بتعز .
وبعد ان ظل النظام السابق متصلب على أرائه ، ولم يقدم اي تنازلات بل بالعكس بدأ يعد العدة لمواجهة شباب التغيير واقتحام الساحات ..
(٤)
(جمعة الكرامة ونقطة التحول )
بدأ الزخم الثوري يقوى وينشط وبدأت الساحات تكسب كل يوم ثوار من فئات مختلفة ، حيث زاد عدد المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء ونصبت العديد من الخيام بصورة دائمة ومستمرة ، شعر النظام بمدى خطورة ذلك ، وبدء يعد العدة لاقتحام ساحات الحرية والتغيير والبداية كانت من امانة العاصمة ، حيث اوكلت تلك المهمه الى قيادة أمنية وتنفيذيه فيها "يحيى صالح ، ومحافظ المحويت " وغيرهم ، حيث قاموا بإعداد تلك الخطة الاجرامية وتنفيذها عبر عصابات القتل واصحاب السوابق .
حتى اتت جمعة الكرامة التي بعثت الحياة في حياة الاموات واشعلت ضمائر الناس الصامته في الثامن عشر من مارس الذي استيقظ الثورا فيه لصلاة الفجر على اصوات "الرصاص الحي والمباشر" من مختلف الاماكن المحيطة بالساحة ، لكن الثوار الذين ينشدون التغيير قرروا الصمود ومواجهات تلك الهمجية "بصدور عارية " وثبات نادر الوجود ، ودافعوا عن كرامتهم وساحتهم بكل استبسال ، فسقط العديد من الشهداء ، الشهيد تلو الاخر ، لكن عزيمة الثوار أقوى واشد ، كان كلما سقط شهيد تجد ثبات الثوار يزداد قوة واصرار ، وسطروا بذلك ملحمة ثورية أدهشت العالم
وكشفت مدى همجية ذلك النظام القمعي .
وهنا سقطت ذرات الكرامة لذلك النظام الذي كان يتشدق بها وانتصرت كرامة الثوار اليمنيين ، فكانت هذه الحادثة "نقطة تحول" كبير في عمر الثورة ، حيث لم يكن بمقدور الكثير من الشرفاء والواطنيين تحمل ذلك ، فأعلن الجيش ممثلا بقيادة الفرقة الاولى مدرع تأييدهم للثورة الشبابية السلمية واعلانهم الدفاع عن الثوار ، واعلنت القبائل الكبيرة في اليمن ، كقبيلة "حاشد" ومشائخها والعديد من القبائل الاخرى انضمامها لثورة الشباب .
فكانت جمعة الكرامة كرامة لكل اليمنين ، حينها بدأ كل اركان النظام السابق يتهاوى ، فأعلن العديد من السلك الدبلوماسي واعضاء مجلس النواب وكثير من قيادات المؤتمر الشعبي العام انظمامهم للثورة الشبابية الشعبية السلمية ، وقطاعات واسعة من الاحزاب والتنظيمات السياسية بما فيها المكون الرئيسي للمعارضة "اللقاء المشترك" ثم بدأت تتوالى اقامة الساحات في عموم محافظات الجمهورية في " اب ، والحديدة ، و عدن ، و حضرموت ، والبيضاء ، وحجه ، و ذمار ، واشتعلت ثورة التغيير في كل مكان ..

ولكن للاسف تعود تلك الذكرى لعامها الثالث وما يزال القتله يسرحون ويمرحون على دماء الشهداء الذين سقطوا بتلك المجزره اللعينة ..
لابد ان تنير كلماتنا المطالبة باسقاط "الحصانة" الدروب التي رواها شهداؤنا بدمائهم ، والا فالمواقد اولى بها من ان تنتظر بزوغ الفجر لتزينه بعد النصر بأقحوان الالم ..