الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٧ مساءً

الإصلاح ضد الحوثة ..فيلمٌ لا أتمنى أبداً مشاهدته

فكري القباطي
الاربعاء ، ١٩ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٥:١٠ مساءً
من المثير للاستهجان والاستغرابِ في آنٍ واحد هيَ تلكَ النظرةِ العوراءِ إلى حقيقة الصراع الدائر في اليمن حالياً ..

الكثير من الجراثيم المنتشرة في النت والإعلام المقروء تزج بالإخوان المسلمين في كل معركةٍ يخوضها الحوثي وبالتالي فإن كل قبيلةٍ تدافع عن أرضها ضد أي توغلٍ حوثي فيها تُصبح في رمشة عين قبيلةً إخوانية !!

وكأن العزة والكرامة والإباء والدفاع عن الأرض والعرض مجرد أجندةٍ دينية انبثقت من رسائل الإمام حسن البنا لِتصبح حكراً على الإخوان المسلمين لا غير وبناءً على ذلك فإن الإستسلام والخضوع أمام التوسع الحوثي هو الحل الوحيد لأي كيانٍ قبلي أو مدني يريد أن يُثبت براءتهُ من أي انتماءٍ سياسي أمام هذه الأقلام المتجرثمة بالحقد والغل والتطرف ..

الأمر واضحٌ ولا يحتاج إلى تفسيرٍ فنحنُ أمام ظاهرةٍ فريدةٍ تستدعي منا السخرية لا التفكير فالحوثي اليوم يحارب كل شيء وليس من حق أحدٍ أن يقف في وجهه وإلا دخل في قواميس الإرهابِ والأخونة وهذا ما يُثبت أن هناك اتجاهاً أحادياً بين عدة أطرافٍ فرقتها البراقع وجمعتها المصالح لتسهيل الطريق أمام الحوثيين لاحتلال الوطن وما زاد من حدة الشكوكِ هو تصريح حسن زيد حينما قالها بكل وقاحةٍ أن محاربة الحوثيين تؤدي إلى توسعهم ولكنه في المقابل لم يذكرِ الحل البديلِ أمام عنجهية الحوثيين وإصرارهم على التوسعِ إلا إن كان يقصد أن الإنحناء لن يكون عيباً حينما تكون التضحية والدفاع عن الأرض والعقيدةِ فتنة ؟!

لذلك كان لا بد لنا أن نكون أكثر إنصافاً من هذه الجراثيم المنتشرة في الفيس بوك حتى يأخذ كل كيانٍ ديني وقبلي وحزبي حارب ضد الحوثيين حقهُ من الإنصاف و حتى تعلم هذه الجراثيم أن العزة والكرامة والشجاعة ليست حكراً على الإخوان فقط ..

أولاً : مديرية خبان
حينما نصب أنصار الحوثي النقاط المسلحة في بعض مداخل المديرية وقفت خبان على قدمِ رجلٍ واحد ضدهم وكان الرجل الذي قاد مقاتلي خبان البواسل هو الشيخ/ عبدالواحد هزام الشلالي الدعام وهو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ولا يمت بصلةٍ إلى الإخوان المسلمين ..

ثانياً : دماج
حينما شن الحوثيون حرباً طاحنة ضد قرية دماج وقفَ السلفيون على قدمِ رجلٍ واحد دفاعاً عن دماج ولا أظن أنه كان من بينهم إخوانياً واحداً ..

ثالثاً : كتاف
لا أظن أحداً يجهل سلفية قبائل كتاف التي شنت حرباً ضارية ضد الحوثيين في صعده ..

رابعاً : حجه
مدينة حجه وإلى وقتٍ قريبٍ كان المؤتمر يُفاخر بها كونها أحد أهم المحافظات التي يمتلك فيها أغلبية ساحقة ولهذا فمن الإنصافِ أن نعطي المؤتمر الشعبي العام حقهُ في الدفاع عن مدينةِ حجه التي حاول الحوثيون مراراً وتكراراً احتلالها لتأمين منفذين أحدهما بحري والآخر بري ..

خامساً : الشيخ حسين الأحمر وهو الرجل الذي قاد قبائل حاشد في حربها ضد الحوثة المتمرسين والمتعسكرين فيها هو مؤتمري سابق ورئيس حزب التضامن حالياً وليس من العدلِ أن نطبع على جبهته الكريمة قبلةً إخوانيةً هو لا يرغبُ بها، هذا بالإضافة إلى أن جليدان وهو أحد المشائخ الذين شاركوا في الحرب ضد الحوثة يُعتبر حليفاً من حلفاء علي عبد الله صالح وهو المسؤول الأول عن مجزرة ملعب الثورة وعلى الرغم من كونهِ المتهم الأول بخيانة قبائل حاشد وتسليم بعض مناطقها للحوثيين إلا أن هذا لن يغفر لهُ أبداً خطيئة الأيام التي حارب فيها الحوثيين احتراماً لأهل الشرفِ آل الأحمر ..

سادساً : الأمن القومي الذي حاول الحوثيون اقتحامه فقتل رجاله العشرات منهم وجرح وأسر المئات ينتمي للدولة لا للإخوان المسلمين مع العلم أن رئيس جهاز الأمن القومي محسوب على المؤتمر ..

سابعاً : علي عبد الله صالح الذي خاض ست حروب مع الحوثيين لم يكن إصلاحياً ولا أظنه يحب الإصلاحيين ..

ثامناً وتاسعاً : الجوف وأرحب إصلاحيين أباً عن جد ولهذا لم يستطع الحوثي أن يدخل شبراً واحداً فيها ..

إذن هيَ قسمةٌ ضيزى ولن يصعب على كل ذي عقلٍ وبصيرةٍ أن يتبين سخافتها وهشاشتها في حال طرحنا اثنين من تسعة ثم تقاسموا السبعة الحروب الأخرى فيما بينكم حتى تعلموا كيف أن دوائر الثورة المضادة في الأحزاب اليسارية مع بعض الأوساخ المتبرقعة بصفةٍ مستقلة تُشكل حلفاً يُسهم في تقديم الحوثي على أنه مجرد طرف صراع يتقاسم مع الإخوان نصيباً وافراً من أخطائه !!
وسأكون سيئاً إن لم أقدم للعفافيش واليساريين الليبراليين والحراكيش وأخيراً الحوثة نصيحةً أختم بها هذه السطور ..
لا تُمعنوا في إستفزاز إخوان اليمن ..
إياكم أن تُحركوا تلك المخالبَ النائمة فلستم أنتم فقط من سيدفع الثمن بل حتى نحن أبناء الوطن الذين لم نحمل سلاحاً أبداً سندفع معكم الثمن في حال تمكنتم من إيقاظ تلك الأسود الرابضة في عرائنها ..
بضعة مجاهدين من إخوان سوريا لا علم لهم ولا خبرة ولا دراية في الحروب نراهم اليوم يُقارعون ويقرعون مئات الآلاف من الشيعة المدربين والمدججين بالسلاح ..
في مصر اليوم يُقدم الإخوان المسلمون للعالم درساً في النضال والكفاح والتضحية والصمود أمام أقوى ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط وكلما زادوا فيهم قتلاً كلما زاد كفاحهم ونضالهم اشتعالاً وبصدورٍ عارية ..

سيكون الأمر مختلفاً جداً في اليمن ..
إخوان اليمن لديهم كل شيء يتعلقُ بالحرب والحديثُ هنا يطول وخذوا الدروس من الحروبِ السابقةِ التي خاضها هذا الحزب ضد أنظمةٍ وجيوش تعاقبت على شمال الوطن وجنوبه ..

لو أعلن إخوان اليمن النفير العام فلن يكون الحوثة هم الضحية الوحيدة ولهذا أتمنى ألا تُفرط جراثيم الفتنة والثورة المضادة في أمنياتها بنشوب حرب بين الإخوان والحوثة وبالذات نواعم اليسار - وهم الحلقة الأضعف - فهؤلاء بالذات لو شبت نيران حربٍ طاحنة بين الإخوان والحوثة فستسمع الملائكة صراخهم وعويلهم - كما سمعت يوماً نباح كلاب قوم لوط - ...

وقد يكون ذلك خياراً أخيراً إذا وضعنا في الاعتبار أن الحرب ضرورةً حينما يُصبح الجنوح إلى السلمِ عِبئاً .. ولكن !!

علينا أن نعمل جاهدين على أن يبقى هذا الخيار الأخير خارجاً عن أي احتمالاتٍ مطروحة لحل مشكلة التوسع الحوثي التي نعول على الله ثم على أبناء القبائل في الحد منها ..

وكما يقول المثل الصنعاني ...
من طلب الجن ركضوه ..
فما بالكم بمن طلب الإصلاحيين ؟؟