الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٩ مساءً

انتبه انت يمني بدرجة مواطن الا ربع !!

علي العمري
الاربعاء ، ٢٦ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لا تستغربوا ان تكون هناك درجات حتى في المواطنة التي لا يمكن لأي دولة ان تنتقص من مواطنة مواطنيها الا في اليمن العزيز ، قد يمكن انكم سمعتوا عن الدرجات الوظيفية ان هناك تفاوت بين موظف وموظف في الدرجة الوظيفية كلاً على حسب شهادته الدراسية وهذا في الدول الأخرى ، ولكن عندنا في اليمن اكد لكم ان الدرجات الوظيفية مرتبطة بدرجة المواطنة كلاً على حسب الفصيلة التي ينتمي اليها .

ومن اجل ان يفهم الجميع هناك درجات متفاوتة في المواطنة وفي الوظيفة ، ليس كل يمني مواطن بكامل درجته الحقوقية ومن ضمنها الوظيفية ، ودرجات المواطنة تتلخص في الآتي : المسئول من وزير وما فوق الى ما قبل الرئيس يعتبر ( مواطن ونصف ) كما لجماعته المقربين من الدرجة الأولى والدرجة الثانية لهم هذا التصنيف ، اما المسئول الحكومي من رتبة عقيد الى درجة وكيل وزارة يعتبر في سلم المواطنة ( مواطن وربع ) اما حاشية المسئولين ابناء العمومة وابناء القبيلة يعتبروا في سلم المواطنة من الدرجة الأولى يعني ( مواطن كامل ) ولهم الأولوية في المعاملة بعد تلك المواصفات التي ذكرناها بالنسبة للمسئولين الكبار .

نرجع نطرح لكم يا سادة يا كرام المواطنة الناقصة لغير الذين ذكرناهم ومن ضمنهم انا بشحمي ولحمي ، انا ليس لي اي حقوق تذكر في قاموس ولاة امورنا من اصحاب الفخامة والجلالة والسمو ، ولا يمكن ان اصل الى اي مطلب من مطالب المواطن العادي فجعلت نفسي في درجة ( مواطن الا ربع ) يعني اقل من العادي بالنسبة للدول الأخرى التي تعامل مواطنيها ، وفي نفس الوقت الحمد لله انا افضل من غيري الذين هم أقل درجة .

وهناك درجات أخرى تعتبر ( درجة نصف مواطن ، وربع مواطن ، والغير مواطن ) .

النصف المواطن يا سادة يا كرام لا يستطيع ان يدّرس اولاده في المدارس الحكومية الا بواسطة ولا يستطيع حتى وان درسوا ان يوظفهم ولو في ادنى الوظائف العامة وكل هم ذلك النصف انما لقمة عيشه اليومية والتي صَرفت نظره عن الاهتمام بالمستحيل .

اما الدرجة الدنيا في المواطنة فتتلخص في المشردين والمهمشين الذين يعتبروا في قاموس اصحاب الدرجات العلياء في المواطنة من اصحاب السعادة انما عبئ ثقيل على سمعتهم وكابوس في ضميرهم الذي لم يصحى حتى الساعة خاصة عندما تتطرق وسائل الاعلام الى نبش قضاياهم التي يندي لها الجبين .

اصحاب المواطنة العلياء لهم الأولوية في كل شيء ، الدراسات العلياء في الخارج والبعثات الدراسية لهم ، الوظائف العلياء في الوزارات والمؤسسات وفي كليات الشرطة والجيش لهم ، السكن الذي تخصصه الدولة في الأحياء الراقية لهم ، الأراضي الحكومية والخاصة ينهبوها لهم لا يستطيع لا قانون ولا نظام ولا قضاء ولا حتى قدرة الله عليهم اصبحوا لا يهابوها ، السيارات الفارهة وحتى الشوارع التي يمروا فيها يجب ان تكون فاضية وسالكة لهم والا فرتكوا بمن يعرقل سيرهم الى ما هم ذاهبون اليه .

يا سادة يا كرام خلوها على الله حتى الموظفين في الدوائر الحكومية الذين توظفوا بوساطات ورشاوي ودفعوا دمائهم ثمن لتلك الوظيفة يعتبرون موظفين لدى اصحاب الهامات العالية المرتفعة بقوة السلاح والنظام ، ونحن لمن يا فقيه ( قال لكم الله ) ونعم بالله اللهم لا حسد .

والله من وراء القصد .