الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٢ مساءً

اليمن السعيد بأبنائه .. التعيس بحكامه

بلال الشقاقي
الخميس ، ٢٧ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
كنت اندهش مستغرباً وأتسأل كل ما سمعت وصف اليمن بالسعيد"اليمن السعيد" مع ان المتابع لكل ما يحصل في اليمن من مشاكل وحروب وفقر ووووالخ ينبغي له ان سميها اليمن التعيس وليس السعيد,.

اليمن ارتبط اسمه تاريخيا بالسعادة "اليمن السعيد" ولم يكن هذا الوصف مرتبط بالحالة الاقتصادية او السياسية لليمن بل كان مرتبط اوﻻ بطبيعة اﻻرض وبالخيرات التي وهبها الله سبحانه وتعالى

ويقال ان اسم اليمن السعيد "أطلقه الاسكندر الروماني على هذه البلاد لأنه فشل في غزوها ، وكان الرومان يسمونها "العربية السعيدة" ,وكذا سماها فون هافن في رسائله باللغة الفرنسية ،
يقول كوركيل هانسن:"كل شيء حتى ذلك الوقت كان يدل على أن هذه الأرض التي يتهيأون لاكتشافها لأول مرة في تاريخها هي حقا أرض السعادة على وجه الأرض"
"لقد تجاوزت عاصمة اليمن السعيد كل توقعاتهم فصنعاء كانت حقا جنة الله على الأرض وأكثر من ذلك"
ويقال سميت بهذا الاسم لأنها كانت البلد الغني الوحيد على الأرض ,ويقال كانت أرض الأحلام.
الى اخره من المقولات التي قيل عن سبب تسمية اليمن بالسعيده..


وفي اعتقادي انه ليس مرتبط فقط بطبيعة الارض لكن ايضاً بطبيعة الانسان اليمني على مر الازمان والعصور .. وتستطيع لمس هذه السعادة في حياة الناس البسطاء, عندما ترى بائع متجول يكد من الصباح الباكر الى الليل من اجل تحصيل ما يقتات به هو وعائلته وفي الاخير يجني بضع المئات من الرياﻻت ﻻ تغني وﻻ تسمن من جوع ,مع كل هذا تراه مبتسم مبتهج يضحك من اعماق قلبه ,عندما تسائله هل يكفيك هذا الشغل ويسد حاجاتك؟ يرد مباشرة ومن دون اي تردد بقول: حمد و شكر الحمد لله على هذه النعمه الذي نحن فيها! , تراه راضي وقانع بما معه ,وعايش حياته ومستمتع فيها ويمكن مستمتع اكثر من معه الملايين.. تستيع لمس هذه السعادة عن ما ترى الناس يستقبلونك بابتسامه برئيه صادقة وغير متكلفة يلقون كل مشاكلهم وفقرهم و كل شي من شأنه ان يعكر صفوهم يلقونه وراء ظهورهم ويبتسمون مع مايعانيه البلد من فقر و قلة ذات اليد و حروب أهلية لا تكاد تتوقف .
لو ذهبت الى اي دولة عربية مجاورة او بعيدة متوفر فيه اغلب الخدمات العامه والبنا التحتيه ومستوى دخل الفرد مرتفع وتفوق اليمن بالكثير من الاشياء ان لم يكن بكل شي.. لكن مع هذا كله ﻻ تراى الرضى والقناعه عند شعوب هذه البلدان كما هي الموجودة في الشعب اليمني , لذالك لم تلقب اليمن "باليمن السعيد" عبطاً بل كان لسبب و لشي موجود موجود في طبيعة اﻻنسان اليمني .

اﻻنسان اليمني ظل سعيد برغم كل اﻻحداث والمصائب والمشاكل ,ويتأقلم بسرعه شديدة مع كل اﻻوضاع ويخلق من كل مشكلة حل يساعده على التكيف مع المتغيرات الجديدة .

ومع اﻻسف أ‘بتلي اليمنيين بحكام استغلوا طبيعة الانسان اليمني الفريدة من نوعها وكذالك استغلوا طبيعة الاض اليمنية التي وصفة بالجنتين بما فيها من ثروات وخيرات استغلوها اسواء استغلال وبعناوين وشعارات واسباب مختلفه قديما وحديثا ومازل الى الان مستمر!

قديما في عهد الامامة استغلت طيبة اليمنيين بخزعبلات وخرفات حرمتهم من حقوقهم ومن الاطلاع على ما يحصل في العالم الخارجي مت ثقافة وتطور , وحتى بعد ثورة 26 سبتمبر استغلت من قبل القبيلة ومشائخها ... الخ

والان تستغل بحجة الامن والاستقرار , وللاسف ان هذا يحصل بعد ثورة 11 فبراير التي كسرت حاجز الصمت , فالان كل من يطالب بمحاكمة قاتل او فاسد يتهم بانه يثير البللة وعدم الاستقرار , والى غير ذالك من القضايا التي تنتهك فيها حقوق المواطن اليمني وهي للاسف كثيرة جداً يطول سردها !!

يكفي استنزافاً في اليمن من حقها ان تكون سعيده ..
اليمن يمتلك مميزات فريدة حباها الله فيه الانسان بطبيعته الفريدة والارض بخيرتها , محتاجين بس من يستثمر هذه المميزات والموارد من اجل ان يكون اليمن بحق وحقيقة اليمن السعيد .