الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٧ مساءً

فتش عن الحزب !

د . أشرف الكبسي
الثلاثاء ، ٠١ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
على هامش الحاضر وحاشية التاريخ ، وخارج أطر الوجود ، في حده الإنساني الأدنى ، الواعي بهمومه ومشكلاته ، وحجم بؤسه ومعاناته ، يتلاشى هؤلاء عدماً في سحابة غبار حزبيتهم المقيتة ، لتتناهى إلى مسامعك غرائبيات ضيق الولاء ، وترهات حمى الانتماء : ..لولا عالمية حزب الإصلاح ، لما تكررت نجاحات حزب العدالة (الأردوغانية) في تركيا ، ولما كنا جميعاً (عيال تسعة).! لولا جمهورية المؤتمر (الصالحي) ، لما تمكن الحزب الجمهوري (ببوشيه) الابن والأب من الفوز يوماً بمقعد الرئاسة الأمريكية.! ديمقراطية الصين دونما استلهام لعظيم التجربة الحزبية الاشتراكية (الياسينية) ، كانت لتتسول على أبواب الإتحاد الأفريقي.! لولا عبقرية سياسات أحزاب هندسة الوحدة ، وبعثيتها الحقة الناصرية ، لظل جدار برلين قائماً ، يفصلها كما كان ، عن شبه جزيرة القرم.!

أيوجد اليوم في هذه البلاد ، ما يمكن تسميته ، حزباً وطنياً سياسياً ، بما لهذا المصطلح من مدلول إنساني عقلاني ودلالات حضارية منطقية ؟ قطعاً لا.. إلا إن جاز لنا على سبيل المجاز المختل ومن باب حماقة المقاربة ، تماماً كما نجوز لأنفسنا وصف هيئة كبار العاطلين بمجلس النواب ، وجمعية كبار المتقاعدين بمجلس الشورى.!

إن كان بإمكانك وضع لوحة تعريفية ، أعلى مدخل مزرعتك ، مكتوب عليها (حزب) ، فذلك لا يعني أنك أسست حزباً ، لتدعي أنك راعيه ، والخيل والليل والشمس والمنجل شعاره ، وانتهازيتك منهجه وسياسته ، وغباء ملامح وجهك ديمومة برنامجه ، وجوالة الثعالب من ذئابك كوادره ، وجموع القطعان قواعده ، والبغبغاء ممثله الرسمي وناطقه.. والأدهى ، يا صاحب الحزب ، إن كنت أنت ومزرعتك ، مع كل (وطنيتك) مملوك للغير ، ومع كل (ديانتك) رهن إشارة لفخامته ، أو واقف على الطابور ، بباب جلالته..!

حباً بالله.. أسموها مزارع سائسه ، إقطاعيات متسيسة ، جماعات مسلحة مسيسة.. أسموها ما شئتم.. فقط لا تسموها ، وهذا حالنا وحالها: أحزاباً وطنية سياسية.!