السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٢ صباحاً

الطريق الي الهاوية ...3

د. وليد العليمي
الثلاثاء ، ٠١ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى أله وصحبه ومن تبعه بإحسان الي يوم الدين ، إن متعاطي نبتة القات يغادر منزله غالبا بدون تناول الإفطارنتيجة لقلة الشهية وأحيانا لفقدها كعرض أساسي مثبت علميا من أعراض إدمان تعاطي القات ، عند التاسعة أو العاشرة صباحا يصل المتعاطي الي مقرعمله إن كان ملتزما بموعد الحضور في الدوام الرسمي ،وعلى سبيل العادة لا تحت إلحاح الرغبة في الطعام يطلب المتعاطي إفطارا متواضعا يفتقر الي العناصر الغذائية الهامة قد يكون ساندوتش وكوب شاى (بلا سلطات أو فواكة) ،ونتيجة للأرق الذي أصابه ليلة البارحة ، و لتناوله افطار غير متوازن غذائيا ، يكون المتعاطي مشوش الذهن ، فاقدا للتركيز ، مستثارعصبيا ،قد يدخل في صدام محتدم وعراك خاطف مع أي شخص ولأتفه الأسباب ،وفي حقيقة الأمر فإن المتعاطي مرفوع القلم عنه ،لانه يكون في حالة لا يستطيع فيها إحكام السيطرة على نفسه وترويض مشاعره المنفلتة ،لأسباب فسيولوجية بحتة فخلايا جسمه مستثارة عصبيا نتيجة لنقص معدل الكالسيوم وتزايد معدل الصوديوم في الدم ،الناتج عن قلة الشهية والأرق في ان واحد، هذه الأسباب تؤثرفي سير حركة العمل وتعطل مصالح الناس ،ومع إنتصاف النهار، عند الساعة الثانية عشرة أو الواحدة ظهرا يغادر المتعاطي مقر عمله ، ليلحق بركب المتعاطين "الموالعة "باللغة العامية اليمنية الدراجة ،والذين يأتون من كل فج عميق الي أسواق بيع نبتة القات ،والتي تنتشر في العاصمة وعواصم المحافظات وكل مدن وقرى اليمن تقريبا ، وعند منتصف النهار تمتلأ هذه الأسواق عن أخرها بالمتعاطين الذين قدموا لشراء نبتة القات، وبذلك يكون إجمالي ساعات العمل التي انجزها الموظف الحكومي المتعاطي (من ثلاث الي أربع ساعات يوميا)، إن المتعاطي في عجلة من أمره فأوراق نبتة القات التي يحملها في يده تغويه وتجذبه الي عالمها الغيرواقعي ،ورفقاء التعاطي في إنتظارمقدمه في الموعد المضروب بينهم بعد منتصف نهاركل يوم ، من أجل ذلك يتناول المتعاطي طعام غداء متواضع أيضا كطعام الإفطار،يفتقر الي معظم العناصر الغذائية الأساسية ، لعدة أسباب الأول لانه في عجلة من أمره ،والثاني لأنه أشترى نبتة القات بمعظم نقوده ، وأصبح عنده شراء الكيف والمزاج والتعاطي أهم بكثير من شراء الطعام ،وأصبح تعاطي القات وشرائه الهدف الأساسي ،بينما تناول طعام الغداء مجرد تحصيل حاصل وعادة لكي يتمكن من التعاطي ، عادة جلسة تعاطي القات "المقيل" تبدأ عند الواحدة أو الثانية بعدالظهر ، ويخصص عادة المتعاطي غرفة خاصة للتعاطي يختلف حجمها وأثاثهاحسب مكانته الإجتماعية بين الناس ،وقدرته الإقتصادية ،وقد يمضغ المتعاطي نبتة القات في مقر عمله ،وأثناء تأديته لمهام وظيفته ،وفي عقله إعتقاد خاطئ وتصورغير واقعي أن هذا المخدر يساعده على أداء مهامه ،بل وصل تصور المتعاطي البعيد عن الصواب الي أن نبتة القات تحسن من أدائه وتساعده على تحمل أعباء مهامه ،وحقيقة الأمر أن ما يحصل مع متعاطي القات هوما يحصل مع إدمان أي مخدر،من تشوش الذهن ،ونقص التركيز،وإستثارة الأعصاب ،وتبعا لدراسة أجريت منتصف التسعينات على بعض طلاب جامعة صنعاء ،توصلت الدراسة إلي أن من تناولوا نبتة القات طوال أيام الدراسة الجامعية وأثناء المذاكرة والإستعداد لأداءالإمتحانات ،وأيام أداء الإمتحانات ،ممن شملتهم الدراسة،كانت نتائجهم سيئة ومخيبة للأمال ،بينما الطلاب الذين لا يمضغون نبتة القات كانت نتائجهم أفضل بكثير وحققوا مراكز متقدمة، تستمر جلسة التعاطي "المقيل " من الثانية بعدالظهر الي العاشرة مساءا تقريبا ،(حوالي من ست الي ثمان ساعات يوميا) أى ضعف ساعات العمل الحكومي ، وأثناء التعاطي في أغلب الأحيان يدخن المتعاطي السيجارة أو الشيشة ، فيفاقم من مشاكله الصحية والإقتصادية والإجتماعية والنفسية، مجالس التعاطي (الدواوين )تكتض بالمتعاطين وبدخان السجائروالشيشة وبأوراق نبتة القات وسيقانها ،وبأفكارهم المشوشة والمغيبة عن أرض الواقع ،ويقوم المتعاطين بقفل النوافذ والأبواب ليصبح الكيف أكثرتأثيراوأشد ضررا ،إنها غرزة حقيقية لتعاطي مخدرالقات"كما يقول إخواننا المصريين عن أماكن تعاطي المخدرات" ،ولاكن الغرزة في اليمن تسمى (ديوان مقيل) وبموافقة رسمية من السلطات الحكومية ،بل إن بعض الوزارات تخصص ملحق خاص في مكاتبها للتعاطي بشكل علني ،والمدمنين في أنحاء العالم يغلقوا أبواب ونوافذ غرزهم حتى لا يعلم أحد بما يفعلوه وخوفا من مداهمة السلطات ، أما في غرز اليمن يغلقوا أبوابها ونوافذها لكى يبسط الكيف سطوته ويصبح المزاج سيد الموقف ...يتبع) قطب التغييرالهندي جواهر لال نهرو كان تغييريا بحق عندما حددبعض عناصر التغيير بقوله (إن العمل الشاق والتعاون الوفير ضروريان اذا ما اردنا بناء هذه الامة الجديدة الحرة اما الذين يضيعون وقتهم في الثرثرة والمناقشة وفي المنازعات التافهة فهم لا يخدمون بحق بلادهم)


• السراج المنير جزء (14) :-

- وفي الميسرة نصب "الزبير"
أميرا للرأى والإزدجارِ

- بعثه على المهاجرين وجيادهم
عبر"كداء" بإعتبارِ

- فغرس راية الحق
في "الحجون" تمكينا وأنتصارِ

- وعلى "البيادقة" أمر
"ابن الجراح" محبة وإيثارِ

- وعلى الأنصار كلف "سعدا"
وكف أيديهم غاية الأوطارِ

- وأعز الله قريشا
بالفتح عشرة أعشارِ


- وكان نصر الله
تتويجا للصبروالإنتظارِ

- وجاشت الصدور حمدا
أناء الليل وأطراف النهارِ

- وحطم الأصنام بالحق
وزهق باطل الإستصغارِ

- وصلى في البيت وكبر
وكان ابن حذر وأحذارِ

- وأذهب الله عنهم
الرجس وجاهلية الأفكارِ

- وكان يوم وفاءوبر
ميمون وتواضع وإعمارِ

- وفي "الصفا" أعز
أنصاره صحبة ومدارِ

- وحرم سفك الدماء
وعادات الجهل والإفقارِ

- إلا سقاية "الحجيج"
وسدانة البيت للزوارِ


- وتسعة أهدر دمهم
مانحا الحياة للأبشارِ

- وبجوار الكعبة أطرقوا
برؤوسهم وأنكشف الستارِ

- وكبل الخوف أنفسهم
فرجفت فزعا واحتضارِ

- فأعلن عفوا شاملا
صان الأموال والأعمارِ

- وأجار من أجارت "أم هاني"
في صفح كريم الأسبارِ

- ودخل في الإسلام أفواجا
من الناس مودة وإستقرارِ