الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٥ مساءً

أهمية تعيين ناطقين رسميين للمؤسسات والحكومات

د . محمد نائف
الاربعاء ، ٠٢ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
في عصر المعلومات والتكنولوجيا، يؤمن الكثير من الناس والمؤسسات والدول بأهمية توفير المعلومة الصحيحة لمن يطلبها ويحتاجها في وقتها. لذلك نرى الكثير من الدول والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية تُعين ناطقين رسميين تكون مهمتهم تقديم المعلومة للوسائل الإعلامية من مصادر معروفة ومعلومة حتى لا يكون هناك مجال لأي لغط وجدل وتخبط.

في هذا السياق، شعرت الحكومة اليمنية بأهمية هذا الأمر فقامت في شهر فبراير الماضي بتعيين السيد راجح بادي ناطقاً رسمياً باسمها بحيث يكون مصدر تَستقى منه الوسائل الإعلامية المختلفة المعلومات التي تتعلق بأي أخبار عن الحكومة اليمنية، فاستبشر اليمنيون خيراً بقرب التخلص من الناطقين الرسميين الوهميين مثل "مصدر مسؤول" و "مصدر مطلع" و"مصدر موثوق" و"مصدر خاص" الذين اعتدنا على نسب الأخبار التي تطالعنا بها وسائل الإعلام المختلفة إليهم.

منذ تعيين السيد راجح بادي في هذا المنصب وهو يعقد مؤتمرات صحفية أسبوعية يطلع فيها الوسائل الإعلامية على أبرز ما يتم تداوله من قضايا في اجتماعات مجلس الوزراء ويعبر فيه عن موقف الحكومة من القضايا التي تهم الرأي العام والوسائل الإعلامية بحيث تُستقى المعلومات من مصادرها الحقيقية بصورة مباشرة وتتجنب الوسائل الإعلامية نقل معلومات مغلوطة للرأي العام من مصادر غير معلومة تثير الجدل واللغط بين المواطنين وتفقد بذلك "موضوعيتها" و"مصداقيتها" و"دقتها" وحياديتها" كما تدعي بعض الوسائل الإعلامية التي لا علاقة لها بهذه المصطلحات لا من قريب ولا من بعيد.

ينبغي أن تقوم المؤسسات الحكومية والوزارات، خاصة الوزارات المهمة مثل الداخلية والدفاع والنفط والمالية بتعيين متحدثين رسميين تكون مهمتهم الرد على استفسارات الوسائل الإعلامية وإطلاع الرأي العام على كل ما يستجد من أحداث ومشاريع في كل منها ولا يتركون من يعمل في الوسائل الإعلامية ينغمسون في التكهنات والتنجيم والتخبط وضرب الودع ومن يم نقل معلومات مغلوطة. على سبيل المثال لا الحصر، سمعنا وقرأنا الكثير من الأخبار عن نفط وغاز محافظة الجوف وظل أصحاب الشأن في وزارة النفط يسمعون و يقرؤون مثلنا وكأن الأمر لا يعنيهم فلم يقوموا بنفي أو تأكيد مثل تلك الأخبار. وهنا نطرح تساؤل عن ما هي وظيفة وزارة النفط بالضبط إذا لم تضع الحقائق بشفافية أمام الرأي العام حتى لا يظل المواطنين تحت رحمة بائعي ومروجي الوهم بحسن أو سوء نية؟

أخيراً، نعود ونكرر نأمل أن تعي المؤسسات والوزارات الحكومية أهمية توفير المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب وتحذوا حذو رئاسة الوزراء فتقوم بتعيين أشخاص محددين يقدمون المعلومة الصحيحة بصورة سريعة من مصادرها حتى يعرف المواطن من أين يستقي المعلومات والأخبار الدقيقة ولا يلتفت إلى ما قد تُروج من معلومات لا أساس لها من الصحة من قبل من يستخدم وسائل الإعلام في نشر الإشاعات وتوجيه الرأي العام في اتجاه معين. نحن نعيش في عصر المعلومات والمعلومة المغلوطة تنتقل بسرعة الضوء وقد تُبنى عليها أفعال وقرارات يُكتشف بعد حين أنها لم تكن في محلها بعد فوات الأوان.