الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤١ مساءً

متى يرد الدين؟!

خالد الصرابي
الجمعة ، ٠٤ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
الوطن جميل مهما حاول الحاقدون في مساعيهم الفاشلة الى تشويه صورته الرائعة والمخزونة في ذاكرتنا وهواجسنا جيل بعد اخر فلن يتمكنوا من ذلك , ومهما عانينا على أرضه من ويلات القهر والحرمان فلن يتحول ذلك الى كره في قلوبنا لهذه التربة التي ترعرعنا روحا وجسدا وفكرا على رباها الطهور , ويكفينا ان نستقي قيم ومعاني العشق الوطني المفرط والذي يحمل في طياته معالم النضال والاستبسال كلغة علينا قراءتها بل وحفظ ما تختزنه من مكنونات الفداء والتضحية التي ما تزال اثارها شواهد حية على من تبقى من اولاءك الابطال – رموز الثورات اليمنية سبتمبر واكتوبر- الخالدتين ..ما قدموه من تضحيات بطولية كان منهم واجب وطني مقدس سنبقى نحن الاجيال في عجز تام عن الرد الذي ليسوا في انتظاره , وذلك لادراكهم الشديد بان العمل الوطني لايراد به مقابل , وهذا الشعور هو ما يجب علينا تعلمه .. لكن ذلك لايعني اهمالنا لهم لنشاهد ونلامس العديد منهم في اوضاع حقيقة يرثى لها وقد لايصدق احد بانها وصلت الى سير بعضهم حفاة على الاقدام فما صنعوه هو من اجلنا واشراقة هذا الوطن .. هناك سعداء في حياتهم ممن عاصروا هذه الثورات لكن عزيمتهم لم تكلفهم بمقدار خطوة واحد في سبيل الوطن كما فعل هؤلاء الابطال لكن حياتهم اليوم في رخاء على العكس تماما من رفاق النضال . انها مفارقات عجيبة قل ما تحدث فمن غير المعقول ان يكون وطنا وابناءه احد اوطان النكران لجهود بذلت خلالها اغلى ما يمكن للانسان تقديمه وهي"الروح" لكن ما حدث يمكن ان نسميه نوع من الاهمال واختلاط الاوراق فيحين تسعى الدولة للبحث عنهم تنقلب الموازين ونجد صفوف غيرها قد اصطفت قبلهم لتنال استحقاقهم , وبهذا نكون دائما متجنين عليهم في اللحظة التي ينتظرون لفتة كريمة عسى ان تسعدهم في لحظات ما قبل الرحيل لتمكنهم من رضاء النفس تجاه جيل ذاقوا مرارة العناء من اجله ..عندما وجدت احدهم كانت صدمة كبيرة . في جعبته يحمل بطائق منظمة الثورة والعديد من الاستمارات ما يعني انه فعلا مدرج ضمن تلك الكوكبة لكنه يعاني من سعيه الشاق خلف مرتبه . هل هذا هو الجزاء! وعود ودستة توقيعات تجعلك من خلال وضعة تدرك عدم مصداقية احد منها .. نحن هنا نعاقب انفسنا وستظل بصمة سوداء تطاردنا في كل مكان وزمان اما بالنسبة لهم فقد تحققت امنيتهم ذلك الانتصار الذي حققته ارادتهم في فجر الثورة والذي أشرقت عقبه شمس يومنا لهذا فان الاعتنا بهم دين نحمله في اعناقنا وألم لن نستريح منه قبل ان يرضوا عنا.