الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٩ صباحاً

عن خداع باسندوة وتابعه بادي !

طارق مصطفى سلام
الأحد ، ١٣ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
( للعلم والإحاطة : فأن الحكومة قامت بتأجيل رفع الدعم على المشتقات النفطية وفي هذه اللحظة الراهنة فقط .. إلا أنها لم تصرف النظر عن هذا الأمر كليا .!) .
نعم النظام السابق لم يرحل وهو الذي ما يزال يحكمنا حتى الان وللتدليل على ذلك تابعوا معي فحوى ومحتوى هذا المقال..

هناك سوء فهم لهذا الأمر أو على أقل تقدير هناك من أختلط عليه هذا الأمر, وهذا الأمر محل الشك والخلاف يكمن في مضمون ومحتوى تصريح الناطق الرسمي للحكومة – الزميل راجح بادي – الذي أدلى به يوم الاحد (الموافق 6أبريل 2014م) لقناة يمن شباب, وكذا تصريح دولة رئيس الوزراء الاستاذ باسندوة يوم الاثنين (الموافق 7أبريل 2014م ) من قبل المواقع الاخبارية ووسائل الاعلام كافة ..

فهناك البعض من الساسة والمواطنين ممن اعتقدوا وظنوا (وبعض الظن أثم) ان الأخ راجح بادي بداية ثم رئيس الحكومة باسندوة تاليا ولاحقا نفوا نفيا قاطعا صحة الاخبار المتداولة عن رفع الدعم للمشتقات النفطية .. وأنهم أكدوا وأقسموا وبالأيمان الغليظة انها ليست سوى مجرد ترهات وشائعات يتعمد بثها وترويجها متنفذي النظام السابق وأبواقهم المأجورة ولغرض خبيث لم يعد يخفى على أحد .. وهنا ظن البعض ان حكومة الوفاق الرشيدة قد قررت التراجع نهائيا عن عزمها برفع الدعم .. وهنا (ايضا) أنطلى الأمر على البعض الأخر ممن هم قليلي الحيلة وضعيفي الهمة وعديمي الاحساس والذكاء والوسيلة .. نعم فمن أعتقد بصحة هذا التصريح المراوغ وأقتنع بشفافية ذلك البيان المخادع هو غلطان وواهم وقد أحسن الظن والاعتقاد ووضع ثقته في غير مكانها .

نعم, فما زالت حكومتنا الموقرة تمهد لهذه الخطوة المغامرة وتعد لهذا الإجراء الخطير والظالم برفع الدعم عن المشتقات النفطية وبنسبة 100% وهو الاجراء المتعسف لفقراء المواطنين الذي يزيد من مصاعب الحياة اليومية للمواطن اليمني البسيط ويضيف لهُ أعباء جديدة تفوق قدرته على الصبر والاحتمال, ويلحق أكبر الاضرار بقوته اليومي الذي يعاني الأمرين من أجل توفير الحد الأدنى منه ..فما قامت به الحكومة عندما سمحت لوزير المالية صخر الوجيه من اطلاق تلك التصريحات الغريبة في مجلس النواب نهاية الاسبوع الماضي عن رفع الدعم (والتي أصبحنا متأكدين من إدلائه بها بعد ان نشرت المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي تسجيل لشريط فيديو يوثق لهذا الأمر) كان بمثابة اطلاق بالونة اختبار لجس نبض الشارع الشعبي ومحاولة لمعرفة ردة فعل عامة الناس وتحديدا المواطن اليمني البسيط الذي يعنيه هذا الأمر مباشرة كونه يؤثر كثيرا فيه وعلى قدراته الفعلية في الاستمرار في هذه الحياة من عدمه ..

ثم ان الحكومة الذكية لم تنفي الأمر برمته بل انها أكدت حدوثه مستقبلا وقريبا في سياق نفيها للخبر ذاته وعلى طريقة (هو أمر قائم ولكن ليس في الوقت الراهن )..
نعم الحكومة ليست بحاجة لقتل الشعب في الوقت الراهن طالما ان هناك من يقوم بهذه المهمة نيابة عنها وعلى الوجه الأكمل ..نعم لماذا تخاطر الحكومة الفاشية وتدخل نفسها في مغامرة غير محسوبة العواقب والنتائج هي في غنى عنها وذلك عندما تقوم بقتل الشعب المسكين بمزيد من جرعات التجويع وعمليات الافقار الممنهجة, وهو الشعب (العرطة)المغلوب على امره الذي يستكين لأوامرها كافة ..

نعم .. لماذا تغامر الحكومة العنصرية القائمة (في اللحظة الراهنة) وتواجهه الشعب الصابر المسكين بمزيد من الجرع القاتلة لتقضي عليه بعمليات تجويع كافرة معد لها سلفا, بينما هناك من يقتل هذا الشعب العازف المسكين بإطلاق النار والرصاص وفي كل مكان وناحية من نواحي الوطن اليمني الكبير وتحت مسميات عدة ..عمليات ارهابية مفخخة .. حروب قبلية طاحنة ..تناحر مذهبي وعقائدي عقيم ..نزاعات طائفية ومناطقية مستمرة ..خلافات حزبية وجهوية دائمة .. وأخيراً وليس آخراً تأتي الموضة الصادمة لمباغتات الموتور القاتل أخر صرخة في عالم الاغتيالات السياسية ومصادرة الحق بالحياة, وذلك عوضا عن زوار الفجر وباعثي الرعب اياهم في العهد البائد..
اليس هو ذات السلوك الظالم للعهد البائد في تجويع الناس برفع الدعم وتركيع الشعب بمزيد من الجرعات !؟ ..

اليس هو ذات النظام السابق الذي خرجنا للشارع نطالب برحيله إلى غير رجعة وقدمنا من أجل ذلك التضحيات الجسام والشهداء الاماجد العظام ..؟ .
اليس هو ذات النظام السابق (الذي زعمنا انه رحل) وبذات السمات الفاشية والعنصرية وذات الاداء الفاسد والفاشل؟ فكيف لهُ ان يعود؟ وكيف لنا ان نقبل به ؟ ..ثم نزعم بأنه قد رحل !؟ .

نعم .. النظام السابق الفاسد لم يرحل مطلقا وهو من يحكمنا اليوم, ويمسك بزمام امورنا, وما يزال جاثم على صدورنا, وكاتم على انفاسنا, ولابد له ان يرحل بقوة الحق وان طال بنا الدرب وعانينا من مشقة السفر ..

فالقوة الظالمة التي يمارسها النظام السابق القائم الأن يمكنها ان تصنع قمعا وتفرض طاغية ولكنها لا تصنع حقاً ..انما الحق الذي نتمسك به نحن الشعب هو من يصنع قوة منصفة تزلزل سلطان الطاغية وتزيل عرشه للأبد .. ف الحق للقوة والقوة بالحق ولا شيء غير ذلك مما يزعمون ويدعون زورا وبهتانا .

وليعلم القاصي قبل الداني, بأنهُ وحتى اللحظة وتاريخه, فأن النظام السابق الفاسد لم يرحل بل هو يسرح ويمرح في نعيم الوطن ومروجه, وعلى أشلاء ضحايا مذبحته البشعة وجرائمه العديدة, ويفسد أرضنا وسمائنا بالأموال المسروقة, ويعبث بحاضرنا ومستقبلنا بسند من ثروات الشعب المنهوبة, ويحتمي بالحصانة الممنوحة, ولا يتم توقيفه أبدا.. بل ان من رحل هو المواطن المسكين المقهور في حقوقه والمنهك في لقمة عيشه .. ومن كاد ان يرحل ايضا هو شعبنا اليمني المكافح المغلوب على امره المقموع في حريته والمهموم في مصدر رزقه في الماضي والحاضر..!! .

اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد ..