الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٩ مساءً

الثورة : مواقف ومبادئ وتضحيات .. تكليف وتسلق ..!!

عباس الضالعي
الاربعاء ، ١٦ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
لا احد ينكر ان تضحيات الشباب الذين قدموا دمائهم رخيصة من اجل يمن جديد يقوم على العدل والمساواة والعيش الكريم ، لا ينكر احد التفاف الشعب حول ثورة الشباب والتفاف قيادات سياسية وعسكرية وقبلية كبيرة.

هذه القوى والقيادات قدمت تضحيات كبيرة وتنازلت عن متاع علي صالح الذي كان معروضا لهم من اجل عدم تأييد الثورة او الانضمام اليها ، هناك من ضحى بمكانته ومنصبه من اجل التغيير ولو كان غير ذلك لما أعلنوا تأييدهم للثورة.

ماذا كسب اللواء علي محسن الاحمر من وراء دعمه وتأييده للثورة ؟؟ هل كان طموحه ان يكون مستشارا للرئيس ؟؟ هل هذا هو المكسب الحقيقي الذي سعى من اجله اللواء ؟ بالتأكيد لا .. وانما هناك من يبالغون بتصوير الموضوع على اساس مصالح ومكاسب مادية دون النظر للاعتبارات التي دفعتهم لتأييد الثورة ، اليوم اللواء علي محسن امام نيران الاشاعات ( نيران صديقة ) من الرفاق الذين ناشدوه لحماية الثورة واستجاب لمناشدتهم واعلنها بقوة وشجاعة وعد واوفي ولا زال في ذلك الخندق الى اليوم رغم تنكر بعض الرفاق الذين تجاوبوا مع علي صالح وحلفاءه الجدد ومالوا اليه ونسوا عقود سنوات الظلم والعبث لمدة 33 سنة.

وما هي مكاسب قوى الثورة مقابل ما قدموا من تضحيات ؟ اذا جاز لنا قياس هذا بحساب المكاسب التي ينطلق منها البعض ؟ وهل من المعقول ان ترضى هذه القوى بحقيبة او ثلاث حقائب وزارية مقابل تلك التضحيات ؟ ليس من الإنصاف إنكار مواقف تلك القوى في دعمها لثورة الشباب بالشكل الذي يرضي بقايا النظام الذي ثار عليه الشعب.

الإصلاح اكثر قوى الثورة قدموا دعما للثورة وقدموا المئات من شبابهم شهداء وجرحى والكل يعرف ان شباب الاصلاح كانوا في مقدمة المسيرات التي كان يواجهها علي صالح بكل انواع الاسلحة ، وهناك القبائل ومشائخ القبائل في ارحب ونهم والحيمة وفي تعز الأبية قدموا للثورة خدمة لايمكن نكرانها ، ومقابل هذه التضحيات ماهي المكاسب التي تحققت لهم من وراء تلك التضحيات ؟

الاستاذ محمد سالم باسندوة جاء اليه التكليف ليتولى رئاسة حكومة الوفاق في ظل مرحلة تعتبر هي الاسوأ بتاريخ الحكومات كلها فالمنصب جاء له تكليفا رغم نضاله الطويل ضد نظام علي صالح وكان سباقا على كل من كانوا في مستواه الذين لم يتجرأ احد لفتح فمه بقول كلمة حق في وجه علي صالح بينما باسندوة خرج عليه علنا وانضم الى قوى النضال بعد ان وصل الكل الى قناعة من فشل ذلك النظام ، فالاستاذ باسندوة مناضل وله بصمات واااضحة على عكس هادي مثلا الذي جاء اليه منصب (رئيس انتقالي) على طبق من ذهب وهو يراقب الثورة ويومياتها ومعارك النضال من على شاشات الفضائيات ولم يتحرك ضميره امام الدماء التي سالت وشاهدها العالم كله .. واكتشفنا اخيرا ومن خلال مواقفه ان من جاءت له الرئاسة على طبق من ذهب اقتنع ان تلك الدماء عصير طماطم وطلاء احمر !! لهذا اوعز لاحد قيادات حزبه بمهاجمة الاستاذ باسندوة من على شاشة فضائية الحزب والهجوم هو برغبة من الرئيس القاه الحجري نيابة عنه ! هذا هو الفهم الاقرب للحقيقية ولو غير ذلك كنا سنرى موقفا من هادي تجاه الحجري لانه لا يعقل ان يتلفظ محافظ على رئيس حكومة بتلك الالفاظ الخارجة عن حدود المسئولية لو لم يكون عنده اشارة وضوء اخضر ، كنت اتمنى من هادي ان يراعي على الاقل مكانة الاستاذ باسندوة ونضاله ويصدر موقف قبل ان يصدر بيان الحكومة.

هناك امثله واسماء كثيرة قدموا تضحيات على اساس مبدئي خدمة للوطن وهناك من تسلقوا على الثورة بحثا عن مكاسب وهناك من تركوا المكسب ورفضوه في ظل هذه المرحلة ايمانا منهم بترك فرصة للاخرين او لمعرفتهم بسلبيات المرحلة.

وهناك من تعاملوا مع الثورة كفرصة سانحة لتحقيق اكثر المكاسب والشاهد على ذلك كثير خاصة المقربين من هادي الذين منحوا المناصب الرفيعة بعد ان كانوا مسجل عليهم ( انتهى تاريخ الصلاحية ) وهو كذلك لكن هادي بعثهم للحياة من جديد.

انا على قناعة تامة بأن هدف كل من ضحوا من اجل الثورة لم يكن لديهم حساب المصلحة والمكسب وان تضحياتهم كانت على اساس المبادئ خدمة للوطن ، المصالح كانت معروضة امام هؤلاء وبمستوى عالي يحقق لهم الكثير من المال والممتلكات لو كان الأمر منطلق وفقا للمصلحة ، اذا جاز للبعض التنكر لتضحيات هؤلاء فلا يجوز التنكر لمبادئهم لاننا وصلنا الى مرحلة وضوح الحقائق ولم يعد للتضليل أن يطمس تلك الحقائق.

هناك من اعتلى الثورة وركب على تضحيات الشباب وجاءت له المكاسب الى منزله ولم يقدم شيئا !! وهذا معروف للكل وهذا هو الذي يستحق ان يطلق عليه متسلق وسارق للثورة وتضحيات الشباب.

وهناك من استنفر نفسه واهله وعشيرته وماله وسخر كل شيء من اجل الثورة ونال عقابا قاسيا وتنكيلا ظالما دون ان نسمع من هؤلاء طلب واحد للتعويض ولم يمنوا على البلد وحتى على من تسلق على الثورة وتضحياتهم من هؤلاء اولاد الشيخ الاحمر الذين كان لهم الشرف بدعم الثورة رغم ان اغلبهم كانوا مع علي صالح الا ان غريزة النضال تجري في عروق دمائهم واندفعوا للخروج عليه ، فضلت ان اتناولهم بالاسم نتيجة ماتعرضوا له من عقاب وانتقام وتعرضوا ايضا لانكار من بعض رفاق الامس للدور الذي قام به الشيخ حميد من قبل اندلاع ثورة الشباب بسنوات.

كان اولاد الشيخ عبد الله الاحمر رحمه الله في الطليعة من اول يوم بمالهم وامكانياتهم وعلاقاتهم التي وظفت لصالح الثورة وسجلوا مواقف يشهد لها كل الناس دون ان يشترطوا أي شروط مقابل ماقدموه من دعم.

على اثر موقفهم الوطني تعرضوا لكل انواع الانتقام ووجه لهم رئيس النظام الذي خرج الشعب عليه بثورة عارمة جيش الدولة لضربهم عسكريا ودك الاحياء المحيطة بمنزل والدهم الشيخ عبد الله الاحمر من اجل القضاء عليهم.

هدمت منازلهم في صنعاء وتعرضت اموالهم للنهب وكانت الفضائية تبث المشاهد وبلاطجة رئيس النظام ينهبون مؤسسات وشركات الشيخ حميد احد اكبر داعمي ثورة الشباب من ماله الخاص.

واجهوا حربا على كل الاتجاهات ولا زال رئيس النظام السابق يمارس الانتقام ضدهم واستطاع الوصول الى الفئات التي وقف الى جوارها الشيخ حميد واخوانه اثناء مظلوميتهم حين كانوا مشردين في كهوف صعدة وجبالها ويمارس الانتقام بهذه الفئة التي تنكرت وتنصلت لقواعد الاختلاف والخصومة لتنصب نفسها نيابة عن جلادهم السابق ليقوموا بمهمة الانتقام من اولاد الشيخ الاحمر.

بكل شجاعة وصراحة .. اولاد الشيخ الاحمر هم اكثر الناس تضررا في الروح والمال وهم اكثر من دفع فاتورة وقوفهم في وجه علي صالح وهذا شيئ يسجل لهم ويحفظه سجل تاريخ نضالهم.

الشيخ حميد الاحمر جند نفسه وعلاقاته وماله من وقت مبكر للبحث عن مستقبل افضل لليمن ووقف الى جوار اصحاب المظالم وخاصة الحوثيين والحراك الجنوبي وهؤلاء هم اول المتنكرين له ، دعمهم والناس ( المسئولين ) يسبحون ويهللون بحمد علي صالح ولا يستطيعوا ان يعارضوا صالح حتى خلسة في سرهم.

استعد مبكرا للثورة على نظام وصل الى الهاوية وكان لاستعداده اثرا وفضلا على ثورة الشباب ، دعم القوى السياسية التي كانت تناضل سلميا نظام علي صالح ووفر لها كثير من الحاجات وهيئ الكثير من الوسائل والخدمات لتنطلق بقدر امن لتنفيذ برامج النضال المختلفة.

القوى والقيادات التي تكفل الحوثي بالعداء لهم جميعا والانتقام منهم بقوة السلاح نيابة عن جلادهم يدفعون فاتورة مواقفهم الثائرة الذي انحاز الى الشعب ويعاقبون اليوم من القوى التي كانت ضحية لظلم علي صالح وعلى رأس هذه القوى والقيادات اولاد الشيخ الاحمر بالدرجة الاولى الذين نالوا عقابا وصل الى درجة اكبر من الانتقام ، وهم يعرفون ذلك ويعرف الشيخ حميد ان هذا ضريبة على مواقفه الداعمة لقوى النضال منذ وقت مبكر
اليوم نجد من يسوق تبريرات علي صالح بأن دعم اولاد الاحمر (تحديدا) للثورة كان بهدف الركوب عليها وسرقتها .. وهذا هو المفهوم الذي ابتكره صالح ووسائل اعلامه ضد من ثاروا عليه وكانوا سببا رئيسيا في خلعه من الحكم.

وامام هذا يجب ان نضع هؤلاء على الميزان لقياس مكاسبهم وتضحياتهم للوصول الى نتيجة ..هل كان انضمامهم بهدف المكاسب ام استجابة للواجب ؟ ومن هو الكاسب والرابح الوحيد دون ان يقدم أي تضحيات بدءا من الموقف الى الريال ؟

ماهي مكاسب اولاد الأحمر وخاصة الشيخ حميد الاحمر الذي تعرضت كل استثماراته وممتلكاته للنهب والسلب والحرق وتعرضت منازلهم الى الدمار وكان دفاعهم عن انفسهم واجب وقاموا بذلك من اموالهم الخاصة للدفاع عن انفسهم من الة الدولة العسكرية التي كانت تحت سلطة على صالح وعائلته
الشيخ حميد كان الداعم لخوض اللقاء المشترك الانتخابات الرئاسية عام 2006 وكان الفوز من نصيب المشترك وحميد الاحمر وراء تجميع القوى الوطنية تحت اللجنة التحضيرية للحوار وهو وراء دعم كثير من وسائل الاعلام وهو من انشأ قناة سهيل في ظروف لا يسمح لاي قوة انشاء مثل ذلك ، ماقدمه كثير ولا يحق لي الحديث عن التفاصيل الا بإذن اهلها وكلما ذكرته عبارة عن دليل فقط.

حميد الاحمر واخوانه وقوى الثورة وقياداتها وانصارها هم تحت طائلة العقاب لكن عقاب اولاد الاحمر مؤلم من كل النواحي ويتواصل هذا العقاب في سلطة كان اولاد الاحمر اكبر الداعمين لمن تولى السلطة وفي مقدمتهم هادي الذي يغض الطرف " عنوة " للنيل من اولاد الاحمر بل اصبح مطبخه وحاشيته ترسل نيرانها اليهم كل يوم واصبح اولاد الاحمر وخاصة الشيخ حميد يتعرضون الى سيل من الاشاعات التي تلحق بهم الضرر بدون أي شك ، وهذه الاشاعات تحمل معاني كثيرة وقد تكون رسائل ملغمة اضافة الى الالغام والقذائف التي ضربت منازلهم على مدى الثلاث السنوات الماضية والى اليوم مع فارق بسيط ان الغام وقذائف علي صالح كانت شجاعة لانها كانت ترسل منه وبإسمه على عكس الغام وقذائق هادي التي هي بمثابة نيران غدر صديقة ترسل من مخازن وزارة الدفاع للحوثي ويقوم هادي باعلان حياد الجيش لاعطاء الحوثي وبقايا نظام علي صالح فرصة للانتقام منهم.

من الناحية المادية والاجتماعية لحقتهم خسائر كثيرة ولا زالت خسائرهم متواصلة الى اليوم ، ولو كانوا يبحثون عن مصالح وارباح ومكاسب فهذا كله موجود عند علي صالح والدليل ان كثير من المشائخ والقادة والسياسيين الذين ذهبوا الى علي صالح ولهفوا الكثير من مائدته حققوا مكاسب وحصلوا على اموال وممتلكات ومعدات وسيارات مقابل جرائمهم التي ارتكبوها بحق الوطن.

شيء مؤلم ان يتنكر البعض لمواقف هؤلاء نزولا عند رغبة ما او تحت تأثير الاختلاف الذي كان للشيخ حميد الأحمر الريادةة في تذويب كل الاختلافات السياسية وكان المظلة التي سار تحتها اللقاء المشترك القوة الرئيسية والأساسية الحاضنة للمولود الذي أطاح بعلي صالح " الثورة "
الكل خسر وضحى لكن بدرجات متفاوتة .. الوحيد الذي لم يقدم أي تضحيات او خسائر هو الذي ركب الثورة وتسلق عليها .. انه الرجل الذي منحه الناس ثقتهم ، انه عبد ربه منصور هادي الشخص الوديع الطائع لرئيسه علي صالح واختارته قوى الثورة حاكما وتنازلت عن حق طبيعي من حقوقها بينما هذا الرئيس لم يستطيع الوصول الى رئاسة الحزب بدلا عن سلفه وهو رئيس بإجماع ثوري وشعبي ليتولى قيادة مرحلة انتقالية وليس لاحتكار السلطة والقرار وفتح باب العبث للفاسدين في مؤسسات الدولة.

هادي هو الوحيد الذي لم يكون له أي بصمة في ثورة الشباب على عكس رئيس الوزراء الاستاذ محمد سالم باسندوة الذي يملك رصيد نضالي واضح ومعروف وكان اكثر الناس شجاعة وجرأة لمعارضة علي عبد الله صالح في حين كان هادي لايجرؤ على معارضة رئيسه حتى في السر او حتى " وسوسة " ! بينما يقوم اليوم بإعادة انتاج كل سلبيات علي صالح التي ظل يتقمصها سبعة عشر عام.

اليوم هذا الرئيس يمارس الحياد " بشيطنة " وحقد ليفسح المجال لجماعة الحوثي لتكمل مسيرة الانتقام بحق هؤلاء المناضلين وقوى الثورة الحقيقيين وأنصارها نيابة عن علي صالح وبتمويل منه حتى تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود لنجد هادي في خانة المنتقمين ضد هذه القوى وقياداتها ورموزها فتنكره اصبح حملا ثقيلا وطعنة غادرة في الظهر الذي كان الواجب عليه حمايته وفاء منه لثقتهم به.

كل قوى الثورة وقياداتها ورموزها تحت طائلة العقاب والانتقام والتنكيل والتحجيم بحماية من سلطة هادي الذي آلت إليه دون ان يقدم حتى قطرة عرق او بالحساب المادي ما يساوي قيمة قلم رصاص.

كل شيء يهون الا ... ان تكون نيران الغدر صديقة !!