الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٤ مساءً

الجامعات الوطنية وحرب المتسلقين

د. محمد علي بركات
الجمعة ، ١٨ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
حرب مستمرة يخوضها نخبة من المتسلقين المتمصلحين المتلونين كالحرباء حسب ما تقتضيه مصالحهم الشخصية .. فلا يكلون ولا يملون من النفاق والتزلف والتملق و ( مسح الجوخ ) لكل من سيحقق لهم مآربهم ، مستخدمين كافة الطرق والأساليب الملتوية والسبل غير السوية .. سعياً لاستمرار بقائهم في مراكزهم التي شغلوها باستخدام نفس الأساليب المستهلكة المعتادة ، وتحقيقاً لأهدافهم وأغراضهم الأنانية ..

ولتنجلي الصورة نسلط الضوء على ممارسات إحدى تلك النخب الفاسدة الانتهازية في إحدى الجامعات الوطنية .. ففي رحاب إحدى الكليات المعنية بتدريس الفنون المتخصصة وتربية التذوق الفني والحس الجمالي لدى الشباب من أبناء وطن الإبداع يمن الحضارة والتاريخ الأثيل .. ومنذ تأسيسها بتلك الجامعة الوطنية الواقعة في الركن الهادئ من أحد أجمل الشواطئ اليمنية ، والمتسلقون المتكيفون مع مختلف الأوضاع أعداء الفنون والإبداع ، لم يهدأ لهم بال ولم يقر لهم قرار ، حيث يتحينون الفرص لشن حرب شعواء ضد كل ما هو صائب وجميل .. سواء في فن الموسيقى أو فن التصميم أو التشكيل .. وضد كل نجاح علمي أو فني يحققه هذا القسم أو ذاك بفضل جهود أعضاء هيئة التدريس والشباب من ذوي المواهب الفنية الرائعة في مختلف الفنون الإبداعية ..

كما يعلن أولئك المتعجرفون حرباً مستمرة ضد الاستقرار والسكينة داخل الكلية اليتيمة مما أثر على سير العملية التعليمية وأحدث خللاً في شـؤونها الإدارية .. بل وامتدت أضرارها لتطال بعض مفاصل تلك الجامعة الوطنية ، وكلما شعروا بحلول الاستقرار في رحاب الكلية وتفرغ الجميع كل لأداء مهامه بكل نشاط وحيوية .. واتجه كل فريق لأداء عمله في مجال تخصصه بتفاهم ومحبة بين أعضائه وتوافق وانسجام وحسن طوية .. اعترتهم حالة من الغضب الشـديد ، وعلى إثرها ينبري حاديهم بالنفخ في نفير الحقد والبغضاء ليعودوا لزرع الشر وإثارة المشكلات والنعرات المناطقية العفنة بين أعضاء هيئة التدريس زملاء مهنة التعليم السامية .. أو اختلاق الخلافات إما باستفزاز الآخرين أو من خلال الدس والنميمة أو استخدام أية وسيلة غير سوية ..
المهم في الأمر بالنسبة لتلك الثلة المتسلقة هو إشعال النار أينما حطت رحالها ليستمر التخريب متوازياً مع الابتزاز المعنوي والمادي بمختلف الطرق والأساليب الملتوية .. وتظل تنفث سمومها في الجسد الجامعي لتسري العدوى إلى إدارة الجامعة التي تتأثر بتلك السموم ، فتحدث الخلافات بين أعضائها لتصل أحياناً إلى حد العداوات التي تنعكس على أداء بعض المسئولين بصورة سلبية .. حيث تدفعهم إلى ارتكاب الأخطاء التي تضر بسير العمل الإداري والأكاديمي ، بل وتتسبب في الإضرار والظلم الذي قد يتعرض له الأكاديميون أو الموظفون ، وتلك كارثة إنسانية وخيانة مهنية ..

وهنا يتضح أن هذه الثلة المتسلقة هي أس الابتزاز والخراب سواء في ظل الحكم السابق أو اللاحق ، والكارثة لو أن أولئك المتسلقون استمروا في أداء دورهم الماحق دون أن يتنبه لأفعالهم ومصائبهم المخلصون فيما بعد الفترة الانتقالية ..

وكما تتواجد هذه الثلة من المتسلقين في كلية الفنون اليتيمة وفي تلك الجامعة الوطنية ، تتواجد أيضاً مثيلاتها في معظم الجامعات الوطنية التي يحلو للجميع تسميتها بالجامعات الحكومية .. وتمارس نفس أساليب الابتزاز بل وتضيف إليها أساليب أخرى عصرية .. وربما تتميز كل جامعة بنماذج مختلفة من أرباب الابتزاز المحترفين ذوي الوجوه والأقنعة المتعددة ذات الأشكال الناعمة المزرية ..

فهلا تنبه الأنقياء ذوو الضمائر الحية من أبناء هذا الوطن بالجامعات الوطنية وبوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبالحكومة لما يحدثه أولئك المتسلقون الذين أصبحوا كالوباء من تخريب في رحاب الجامعات دون وازع من ضمير ودون رادع يضع حداً لتلك الممارسات المخزية ..؟؟ وتلك هي القضية .