السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٧ صباحاً

دولة رخوة ونص وثمن ونص الثمن

علي منصور
الاثنين ، ٢١ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
نظراً لما احدثته مقالة "الدولة الرخوة" التي ابدعها الأخ خالد الرويشان من إستياء شديد (أو إنبعاص او جغرة بلهجات بعض المناطق) لدولتنا المبجلة ، وحيث أنه من الواضح أن تلك المقالة قد اوجعت "الدولة" التي كنا نظن انها قد "تدرعت" واصبحت دولة "منطعة" وجهها من "ربل" لا احساس ولا شعور لديها، فما لجرح بميت إيلام .... وبما أن وجع الدولة ربما يكون بإذن الله الواحد الأحد قبس من النور في النفق المظلم الذي تقودنا فيه... وجع من النوع الذي تحسبه الدولة شر وهو خيرٌ لها (ولنا)... على اعتبار أنه قد يكون حافزاً لها لمباشرة البحث عن علاج، وهذا مبتغانا جميعاً ....


لهذا كله فإنني أدعو الى استحداث صفحة على الفيسبوك وهاش تاغ على التويتر بعنوان "الدولة الرخوة" ... ليتم من خلالهما وبمساهمات من يرغب من المتطوعين وفاعلي الخير استكمال ما نقص في مقالة الأخ خالد الرويشان من تشخيص لمختلف اشكال الرخاوة التي تعانيها الدولة... ولعل في جغرها وبعصها خير ... والتشخيص نصف العلاج!!!


وحتى لا يساء الفهم... فيقال مثلاً أنني انكاء جرحاً ، حاشا لله، أجد أنه من المهم من التوضيح بأن هذا المقترح لا يهدف لاستفزاز الدولة أو اثارة غضبها بل أن غرضه الوحيد هو الحفاظ على هذا "العرق" النابض في الدولة والذي ادهشنا وافرحنا بانتفاضته ... فمن المهم جداً أن لا يموت هذا العرق وأن يتم الحفاظ عليه ورعايته واللجوء الى كافة طرق الإنعاش والتنفس الصناعي لإبقائه حياً ...لعل وعسى أن يكون في بقاءه سبباً لاستمرار الدولة في البحث عن العلاج لكل هذه الرخاوة التي تعانيها... سائلين المولى أن يفتح بيننا وبين هذه الدولة بالحق وهو خير الفاتحين... واليكم بعض الاضافات التي رأيت أن اتقدم بها كنواة لمساهماتكم...


لم يشر الأخ خالد الرويشان الى الدولة الطائشة قليلة العقل وهي الدولة التي يكون رئيس وزرائها بذيئاً طائشاً خفيف العقل بحيث يصدر بياناً سوقياً طويلاً عريضاً يشتم فيه محافظ من المحافظين (وهو محافظ مستقيل أصلاً) ويأمر ببث البيان على قناة الدولة التلفزيونية الرسمية اثناء نشرة الأخبار الرئيسية لتتواصل قراءته لنحو خمس دقائق، اصابنا خلالها الغثيان من الانحدار الذي بلغه هكذا رئيس حكومة واضطررنا الى ارسال اطفالنا للنوم حتى لا تخدش طبلات آذانهم تلك البذاءات ولكي لا يفجعوا كما فجعنا وكما سبق أن فجعنا خصوصاً أن له سابقة عندما رفع يده في قاعة الموفنبك وصاح "ازرقه"، ورثينا لحال وزراء حكومتنا الذين يتوجب عليهم التعامل مع رئيس حكومة بهذه العقلية والاجتماع اليه كل اسبوع في مجلسهم. كان الله في عونهم!!



كما لم يشر الأخ خالد الرويشان ايضاً الى "الدولة العميلة" وهي الدولة التي يكون معظم من يسوسونها ويتخذون قراراتها من ساسة ومشايخ وقادة عسكريين مرتبطين بدول أجنبية ، إما محتمين بها أو يتقاضوا منها الأموال ...مما يجعلهم بالعقل والمنطق وبالمقاييس الدولية عملاء لدول اجنبية ... مكانهم الأصح هو المحاكم حيث يقول فيهم القضاء كلمته... كعملاء يتقاضون مبالغ مقطوعة ومرتبات واعتمادات شهرية لشراء ما تبقى من ذممهم وولاءاتهم وللتآمر والقيام بأعمال تخريبية تضر بالمصالح الوطنية... ودولتنا العميلة هي أيضاً دولة "متواطئة" لأن اعمال العمالة هذه تتم بشفافية كاملة وبعلم الجميع ولا يتخذ إزائها أي اجراء...


أيضاً لم يشر الأخ خالد الرويشان الى الدولة مهدورة السيادة وهي الدولة التي يقوم رئيسها بإرادته الحرة المستقلة بتسليم سيادتها للغير دون أن يطلب منه ذلك ودون أي تردد ... فيطلب من مجلس الأمن وضعها تحت الفصل السابع ... وكل هذا لكي يفرد عوده ويسند ظهره ... مستقوياً بهذا المجلس على خصومه السياسيين الذين عجز عن تطويعهم. وهي أيضاً الدولة التي أصبح مبعوث الامم المتحدة اليها حاكماً بأمره ، يلجئ اليه كبارات (؟) الدولة وصغارها يشكون بعضهم البعض ويحتكمون اليه...


ولم يشر الأخ خالد الرويشان الى الدولة الغوجانية ... وهي الدولة التي يعين فيها رئيس الجمهورية امناء عموم الأحزاب السياسية مستشارين له !!! مما يعكس فهما فريداً ومبتكراً للديمقراطية وطرازاً جديداً منها بطعم ولون جديد ... ليس فقط كون أمناء عموم الأحزاب اصبحوا موظفين عند الرئيس يداومون ويتقاضون البدلات لكي "يشوروا" عليه وقت اللزوم ... ولكن أيضاً لكون قرار من هذا النوع يعني أن المعارضة والمواقف الفردية للأحزاب المعارضة يفترض أن تنتهي وتصبح من ممارسات الماضي التي لم يعد لها لزوم أو حاجة...


ولم يشر الأخ خالد الرويشان الى الدولة السفينة (بالنون وليس بالهاء نسبةً الى سفينة سيدنا نوح) ... وهي الدولة التي تتكون عندما يفور التنور الشعبي ويثور الناس لكن ثورتهم تتعرض للاختطاف من قبل البعض فيضطر الناس الى تشكيل دولة مخضرية ... تحمل من كل الأزواج ... من النظام السابق واللاحق والمعارضة...


كذلك لم يشر الأخ خالد الرويشان الى الدولة "القصيرة"... وهي الدولة التي يصنع بها خصومها المتضررين منها واصحابها المنتفعين بها .... على السواء.... كما يصنع أهل القرية بالدابة القصيرة ... يجعلونها مطيةً لمن هب ودب... يستبيحونها أنى شاءوا وكيفما شاءوا .... ظهراً وبطناً وجنباً...


وفات الأخ خالد الرويشان أن يشير الى الدولة النعامة التي ينطبق عليها قول الشاعر (أسد علي ... وفي الحروب نعامة) فهي تتمأسد على المساكين وتتحول الى نعامة امام كل عاصر لشنبه... تتمأسد على صاحب القلم وتتحول الى نعامة امام كل انواع المجرمين الذين "ينكلون بها " كل يوم... من مخربي كهرباء ونفط وارهابيين وحركات مسلحة ومشايخ وقادة عسكريين...



ولم يشر الأخ خالد الرويشان الى الدولة الهايدرا ... وهي الدولة التي تشبه الكائن الاغريقي الخرافي متعدد الرؤوس ... لاشك أن هذه الدولة تشبهه من حيث تعدد رؤوسها خصوصاً في المؤسستين العسكرية والأمنية.