الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٧ مساءً

تسابق محموم وغير مسبوق !!

د. علي مهيوب العسلي
الخميس ، ٢٤ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
عندما تصل ثورات الربيع العربي إلى عقول الحكام الجدد ، وبالتالي من يمثلهم في مؤسسات المجتمع المدني كالنقابات يتم التغيير ،ونعني به قبول التداول والتنازل لجيل أو اشخاص أخرين يحلون محل من سبقهم وخاصة من تعاقب على النقابة أكثر من مرة ،طبعاً مع المحافظة على عامل الخبرة من السابقين الناشطين والذين أثبتوا أنهم منتمون الى العمل النقابي – أعني به الولاء للمهنة- أكثر من العمل الحزبي مع تقديم العمل النقابي على العمل الحزبي في مختلف الأحوال والظروف.

لكن الذي يتابع ويزور نقابتنا ونشاطها هذه الأيام وقد شمّر الجميع واستنفر كل قوته وقواه بعد أن تمّ هجرها من أكثر أعضائها في الفترة المنصرمة .. سيرى أن الأعضاء الحالين في الغالب جاهز ومستعد لترشيح نفسه بحجج ومبررات شتى،وللأسف عندما تسأل من مِن الهيئة الإدارية لديه الرغبة والاستعداد للترشح مرة أخرى يرد عليك بقوة وبسرعة لا أحب أو أرغب أو أفضل العودة ولن أعود مطلقا..عجيـــب ؟!!

واخيرا ظهر أعضاء في الهيئة الإدارية كانوا قد انسحبوا منذ الشهر الأول ليقودوا الأن حوارات واجتماعات بحجة استمرار العمل النقابي واستقلاليته وتقديم رؤى لتطوير الجامعة واستقلالها !؛ وعندما تسألهم أين أنتم مما تطرحون وتعتقدون؟ ؛سرعان ما تجد ردهم أن الرؤية متطورة وقد استقطبت حوالي 60- 70 % من أعضاء هيئة التدريس، وتكلّلَّ ذلك بالنجاح الناجز في الانتخابات السابقة بانتخاب 5-6 من أعضاء الهيئة الإدارية للنقابة ؛ لكنهم أنحرفوا عن تنفيذ الرؤية ..!

أما البعض من أعضاء الهيئة الادارية من اللامباليين بالعمل النقابي إلا من باب إسقاط الواجب لإنشغالاتهم فهم لا يجدون الوقت الكافي للنضال داخل النقابة ،والبعض الأخر يخلط بين العمل النقابي والعمل السياسي وربما أيضاً العمل الثوري ،والبعض يزاوج بين العمل النيابي والحزبي والنقابي.. إذن المحصلة ..أن ثقافة الثورة لم يأتي بعد ،وأن الوضع كما هو لا تغيير..!!

فما الدافع إذن الاستمرار والنضال في العمل النقابي إذا كان الأمر كذلك؟.. ولماذا المراهنة على تطوير العمل النقابي ومفاهيمهفي مثل هكذا مناخ وأجواء ؟؛ أعتقد أن على الجميع وهذا قدرهم إلا أن يستمروا في إحداث نقلات نوعية في كل مرة في مضمار العمل النقابي حتى تتحول قناعات وثقافات الجميع الى قناعات واهتمامات مهنية صرفة وهذا مطلب وضرورة حتمية في اعتقادي ولا مفرّمنه مطلقا .. وعلى النشطاء السابقين والمحزبين وحتى المستقلين أو المُتسلقين أن يفرملوا تسابقهم الذي نراه لأنهم جميعا باتوا في الوقت الضائع ،وانصحهم أن يتركوا هذا التسابق المحموم على المناصب القيادية للنقابة وان يفكروا فقط بابراز ما بدأو به من أعمال تخدم بالضرورة كافة أعضاء هيئة التدريس كالمسكن والصحة والكرامة.. نعم! يزداد التحضير والنشاط عند اقتراب مواعيد المؤتمرات في الغالب !؛ والذي ما يزال في أشده في السويعات المتبقية حتى موعد الاستحقاق السبت القادم السادس والعشرين من هذا الشهر ،وفي الذروة من ذلك نجد المُحترفين من الأحزاب والذين لهم باع طويل في الفيكات والتكتيكات التي تحصد لهم أكثر المقاعد بحق أو بدون حق ..

فاتقوا الله ولا تُوتِّروا الأجواء ياهؤلاء خصوصا عندما يقترب موعد الإستحقاق !!