الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٤ مساءً

اليمن ليست مجرد عاصمة تشرف كل اليمنيين

صقر منقوش
السبت ، ٢٦ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
ظل اليمنيون يعانون لسنوات طويلة وما زالوا يعانون من النظام المركزي، النظام الذي أصفه بالغاشم بحق أبناء اليمن في باقي محافظات الجمهورية، فالمحافظة تفتقر لأبسط الصلاحيات التي تستطيع أن تنجزها لأبنائها في معاملاتهم دون الاضطرار للسفر وتحملهم تكاليف السكن والقوت اليومي خلال المتابعات في وزارات ومؤسسات العاصمة ،ومع ذلك لم يكتفِ هذا النظام فقط بسحب الصلاحيات، إلا أنه أهمل هذه المحافظات تحت أعذار وشعارات ديكتاتورية كـ (معاً لعاصمة تشرف كلَّ اليمنيين) هذا الشعار ظل مقبولاً عند اليمنيين لفترة اعتبروها تطويرية لعاصمتهم إلا أن هذا التطوير جاء على حساب إحدى وعشرين محافظة في الجمهورية طالها الإهمال المتعمَّد والبطيء، فلم يتم تطوير هذه المحافظات بالبنية التحتية ولا الجسور والأنفاق ،ولم تحترم مكانة هذه المحافظات ولا مواقعها الاستراتيجية، فاليمن تتميز بتنوع تضاريسها وثقافاتها، فحضارة اليمن ليست بقليل، فمن العيب اختصارها بمدينة صنعاء القديمة وقلعة صيرة وشبام حضرموت . فلماذا لم تُستغل مناظر إب سياحيًّا والاهتمام بهذه المحافظة لتكون إحدى أهم مدن الاستجمام الطبيعي، وتطويرها بما يتناسب مع طابعها السياحي بالإضافة إلى معبد الشمس رمزحضارة حمير وسبأ، نحن كيمنيين يصعب علينا الذهاب إليها ورؤيتها، فمأرب تفتقر حتى للكهرباء في مديرياتها، رغم وجود محطَّات الكهرباء فيها، المدن الساحلية باليمن كعدن التي يجب أن تعود لها مكانتها، فهي تمتلك مقومات تجعلها منطقة حرة من الطراز الأول هي الأخرى طالها التقصير والإهمال مثلها مثل الحديدة عروس البحر الأحمر والمكلا التي يُهاجم تجارهم ويحرمون من ممارسة الاستثمار ببلدهم بحرية. اليمن أيضاً لم تقتصر على السياحة، هناك منابر للعلم الإسلامي ،كمدينة تريم بحضرموت التي يجب أن تكون قبلةً يتجه لها المسلمون ليتعلموا أمور دينهم، غير عاصمة الثقافة تعز التي يكافح أبناؤها في الحفاظ على الثقافة والعلم رغم الحرب الممنهجة على هذه المدينة،والتي يعتبر أبناؤها العمود الفقري لليمن، بالإضافة إلى الجزر والمحميات الطبيعية التي تمتلكها اليمن، كسقطرى التي تعتبر من أهم جزر العالم لندرة أشجارها وموقعها في وسط المحيط .

اليمنيون تأملوا الخير بمخرجات الحوار الوطني الذي كان أحد مخرجاته الأقاليم الحل الأمثل للحياة اليومية للمواطنين وهو أيضاً حل على أمل أن يعيد لباقي محافظات الجمهورية مكانتها، وتحظى كل محافظة بالاهتمام، إلا أنه رغم قرار الأقاليم تظل شعارات (معاً من أجل عاصمة تشرف كل اليمنيين) تعلن وتُكرر ومازالت الميزانيات تُصرف بالمليارات للعاصمة ومشاريع الجسور والأنفاق تملأ شوارع العاصمة، بالرغم أن أغلبية محافظات الجمهورية تحتاج لكمية بسيطة من الإسفلت لسد الحفرات التي تملأ الشوارع، فأين هو العدل ؟ يجب أن تتوقف هذه الشعارات الديكتاتورية، إن اليمن ليست مجرد عاصمة، اليمن دولة تتكون من 22 محافظة لهم كيان وسيادة وثروات نفطية وسمكية.