الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٧ صباحاً

رسالة إلى فخامة العُكفي

طارق عثمان
الأحد ، ٢٧ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١٠:٣٣ مساءً

تمشيخ فللشيخ خمسُ فوائدِ
مواكبٌ واعتماداتٌ وأثوارُ وحضوةٌ ومعزومٌ على كلِ الموائدِ

البزات العسكرية الأنيقة والبدلات المفصلة في أرقى دور الأزياء وربطات العنق الباذخة لم تغير فيك شيئا
بقيت أنت ذلك العكفي الذي أقصى أمانيه أن يصبح شيخا ، الغفير الذي يحلم أن يكون عمدةً ولو ليوم واحد .
بقيت شخصيتك كما نراك في صورك القديمة ، العسكري الذي لا يقوى على مواجهة نسمة هواء من هزاله وضعفه بشعرٍ أشعث كأنه عش نسر مهجور ، بقيت بنفس هلعك كما تفضحك صورك القديمة وأنت تمتص أخر قطرة عصير في علبة الـ ( ديكو ) وقد نكستها بزاوية 90 درجة فوق شفاهك النهمة .

تغير شكلك امتلأت أردافك وأشداقك لم تعد تدخل طرف بنطالك داخل البيادة في ساق واحدة فقط والأخرى خارجه لم تعد تقف كالطالب الخائب أمام قادتك أصبحت تضع نظارتك الشمسية فوق رأسك أصبحت أنيقا لامعا براقا أصبحت تمشي كنمس بوند ، لكن بقيت عقدك القديمة تتضخم فيك ، عقدة أن الشيخ أهم بكثير من رئيس الجمهورية والقبيلة أكبر بكثير من الوطن كنت لا ترى اليمن إلا قبائل ومشايخ فنصبت في كل مكان شيخا حتى في حاضرة اليمن ودرة بحر العرب مهد الحياة المدنية في الجزيرة العربية عدن .
وحين فقدت الرئاسة لأنك لم تكن رئيسا يوما ما بل شيخ مشايخ غير متوج عادت إليك طموحاتك الدفينة في أن تكون شيخ مشايخ إسما و رسما ز

دمرت الجيش قائدا عسكريا ونحرت المؤسسات رئيسا و تريد أن تطحن القبيلة شيخ مشايخ .
ألا يكفيك كل هذا التخلف كل هذا الجهل كل هذا الفقر كل هذا الدمار كل هذا التناحر لتعود لليمن من باب المشيخة لتضع المشايخ الذين زرعتهم في كل مكان مثل الفطر تحت مظلتك لتهدم ما تبقى من أطلال المؤسسات و لتصبح قوة ينساق لها عشرات المشايخ ومن خلفهم الألوف بعد أن أسست مبدأ ( إشتر الشيخ واحصل على القبيلة مجانا ) وتريد أن تحصد ما زرعته بعد أن رأيت حليفك الحوثي يجني ثمار بذور الفساد التي نثرتها فوق الخريطة فاشترى بثمن بخس .

متى يموت الشيخ عفاش الكبير الذي يرقد بداخلك كجني في قمقمه لترتاح وتريح .
متى يكون اليمن ومصلحته ووحدته واستقراره ونهوضه وتقدمه ورفاهيته هدفا لك .
لن يكون مادام سحر الفلاشات يفعل فيك فعله ما دامت الألقاب التي يخلعها عليك المقربون تستهويك وتجعلك تزهو وتنتشي حتى الثمالة .

جعلوك يوسف الصديق بين إخوته و الخليفة السادس الذي لم يجد الزمان بمثله اوالزعيم الذي ما عرفت الزعامة نظيرا له لكن كل ذلك لم يرض جوعك الداخلي العميق في أن تكون شيخ مشايخ مثل جدك الكبير المزعوم
ها هم الطامعون في سحب بعضٍ مما ترقد عليه من مليارات يزينون لك ما هو مزيون أصلا في نظرك لتشبع أنت من غرورك ويشبع هم من ملياراتك .

كن ما تشاء ، زعيما ، شيخ مشايخ اليمن ، ملك ملوك آسيا ، سيد المجرة ، لكن ستبقى تلك الألقاب مهمة في نظرك أنت وحدك وفي نظر الذين نظرهم على دراهمك أما في نظرنا فستبقى الرجل الذي دمر وقتل واغتال ونهب وتآمر و المكانة الوحيدة التي يستحق أن يرتفع فيها علينا هي عود المشنقة