الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٨ صباحاً

الفكر الشبابي والانصدام بالعقلية القبلية في بناء الدولة الحديثة

نادر الصلاحي
الاربعاء ، ٠٧ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
مكونات المجتمع اليمني كثيرة ومن أهم مكوناته شريحة الشباب وشريحة القبائل والشيوخ ،ولو اتينا وقارنا بين الشريحتين من حيث الكثرة بالعدد حسب الإحصائيات الشباب يمثلوا نسبة سكانه أكثر بإضعاف المرات من أصحاب الفكر والمنظومة القبلية في اليمن ولكل شريحة نظام فكري خاص وتطلع يتناسب مع كينونتها الفكرية والنظرة المستقبلية والمكانة الاجتماعية والثقافة المدنية .

رغم الغلبة في العدد للشباب ولكنهم لا يسمنوا ولا يغنو من جوع في قرارات الحكومة إمام المنظومة القبلية كمشايخ وإفراد وأنصار ،بل وان الشيخ القبلي الواحد بتأثيره القوي يستطيع ان يقوم بإعمال ويغير في سياسات مكتب تنفيذي او مؤسسة حكومية، تفوق على تأثير مجموعة شباب في نفس المعاملة او طلب الخدمة،

بل تعدى الأمر أكثر من ذالك بكثير مناصب وظيفية صنعت هكذا بالفطرة لكي يقودها الشباب لا غيرهم وهم أحق بها لأنها تتناسب مع فكرهم واندفاعهم وتطلعهم وفيها تقنيات تكنولوجية حديثة ، نجد ان المدير او الموظف شيخ قبلي بعقلية قديمة وبأفكار قد مر عليها الزمان ولم تعد صالحة وهنا يصبح الشيخ عائق لنمو المنشئة او لتطورها ولتحسين خدمة جمهورها،

صراع فكري يخوضه الشباب ضد العقلية القبلية في بلد عانى كثيرا من أفكار بعض القبائل، القبيلة تفكر بطريقة عاطفية اجتماعية والفكر الشبابي يسوده المنطق والنظرة المستقبلية والسياسة الخارجية والمكانة الدولية والتطور التكنولوجي والملابس الدبلوماسية في أماكن العمل ،العقلية القبلية تفكر بصيغة الماضي ونظرتها محدودة والعقلية الشبابية تفكر بصيغة المستقبل ونظرتها واسعة.

استطيع ان اسمي المنظومة القبلية كائن لا ديمقراطي وان اسمي الفكر الشبابي بأصحاب الديمقراطية الناشئة ومادام هذه الشريحتين موجودتين بنفس البيئة فلا اضن ان اليمن ستنتقل للديمقراطية بشكل سريع ،لان التناقض والصراع الفكري سيستمر الى ان يموت أخر إنسان يحمل الفكر القبلي داخل اليمن ،وهذا يحتاج لان ننتظر عشرات السنين لكي نحصل صلاحيات كاملة والسيطرة على كل القرارات الحكومية والتأثير على سياسة هذا البلد .
ولاختلاف في التفكير والتغيير امور طبيعة ونوعية المجتمع لم تعد عقلية تنحصر على عقلية الكائن لا ديمقراطي ولم تعد سياسة المنظومة القبلية مجدية في ادارة شئون البلاد والسياسة و المؤسسات وادارة الدولة. حتي وان كانت الدولة تحتوي علي النظم القبلية في اغلب مفاصلها ، فلا يصح ادارة الدولة او المنافسة علي زعامتها باسلوب وعقلية ادارة القبلية، فمن تبع الشيخ كتبت له كل الرغد والسعة في الرزق والماء ومن خرج عنه او عارضها او انتقدها يتم افتراسه تماماً من قبل المرافقين كما يحدث في الحياة البرية.

ولان العقلية السائدة في الحكم هي عقلية القطيع وهي عقلية تعتمد علي ادارة العقل الباطن للامور والشئون البلاد أصبحت الساحة السياسية في الأغلب عبارة عن ساحة للتنافس والصراع والتناطح حول الزعامة والثروة والمكانة.

يكفي القبائل نفوذا الى اليوم يكفيها السنين الماضية التي كانت هي الغالب بحكم اليمن وقبلنا حكمها وتجرعنا مرارات أخطائها وتذوقنا حلاوة نجاحاتها كسيا سه تحكم البلد والى هنا يكفيكم ، اتركوا الساحة لنا فهذا العصر لا يتناسب مع أفكاركم التقليدية ولا محسوبيتكم ولا وساطتكم ولا نفوذكم ولا طريقة حكمكم وأسلوب اتصالكم وتواصلكم مع الغرب وطريقة تسويقكم لكي شي جميل في اليمن ،نرفع لكم القبعات احتراما لكم لأنكم كنتم أصحاب القرار والمؤثرين على الساحة والمسيطرين على الدولة .

ألان العصر عصرنا عصر التكنولوجيا عصر الاختراعات عصر الهندسة عصر الطب عصر الحرب الالكترونية عصر الطاقة البشرية عصر السرعة عصر الحقوق عصر التنمية عصر الإبداع والتألق والتميز عصر الصناعة الحديثة وهذا لا يتناسب مع عقلياتكم القديمة ، ليس هدفنا إقصائكم ولا تهميشكم ولا ترحيلكم الى كوكب أخر وانتماء إعطائكم مناصب وظيفية تتناسب مع عقليتكم القبلية لكي تبدعوا بها وتكونوا ضمن التيار لا عكس التيار كما يحصل ألان ،انتم إبائنا وأجدادنا،

نحن فقط نريد تغيير أسلوب ادارة الدولة القبلي الحالي بأسلوب حديث شبابي يدير دولة حديثة متعددة الأعراق وهنالك نموذج مصغر مثل بعض المنظمات الأهلية القائمين عليها شباب والمتطوعين فيها شباب وألان نجحت نجاح مبهر ،والمطلوب من الشباب الان البروز وإظهار مواهبهم وإبداعاتهم والمضي على هذا المنهج حتى نصل باليمن الى مصافي الدول المتقدمة.