الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٨ صباحاً

فخامة الرئيس .. انت من سيدفع الثمن !

د. طه حسين الروحاني
الخميس ، ٠٨ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
نعم فخامة الرئيس .. سيأتي اليوم الذي يتنكر فيه شركاؤك السياسيون لهذه الحرب، وستكون انت من سيدفع الثمن، وسيكون خطابهم حينها ان القرار كان منفردا، وانها كانت حرب عبثية اضاعت الجهد والوقت والموارد، وانك كنت تشعلها بتلفون وتطفئوها بآخر، ولصديقك معهم تجارب عديدة، كنت انت شاهدا على كثير منها، ولم يعد خافيا عليك ان من تعود القفز لمرة سيكونون هم اول الناجون في المرات القادمة، الجميع على حد سواء بما فيهم اعضاء من حزبك واهلك وعشيرتك، وآخرون كثر من احزاب اخرى تظن انهم مقربون منك، اعطيتهم اكثر من حقهم، وفضلتهم على كثير من وعودك لشعبك، ولن يزيد ذلك في ميزانك عندهم شيئا،،

فخامة الرئيس .. القوات المسلحة التي تخوض المعركة البطولية اليوم هي نفس القوات المسلحة التي خاضت الحروب السابقة، ثم خطأها نفس الشركاء السياسيين وتنكروا لبطولاتها وحملوها المسؤولية وقدموا الاعتذار نيابة عنها دون علمها او حتى محاولة فهم موقفها، وتعمدوا اخفاء صوتها، وقدموها الى المجتمع انها احد اوجه الشر الانساني والمقصلة الحقوقية، وحرضوا في خطاباتهم الى التحرر من حكم العسكر، وهاهي اليوم في شوارع العاصمة والمدن الرئيسية واحيانا في ثكناتها ومنشأتها، تدفع ثمن ذلك الاعتذار وذلك التحريض، مما جعلها معزولة تتقبل العزاء فقط بين وقت واخر في العشرات من خيرة ابنائها،،

فخامة الرئيس .. رغم الغبن والتحريض الذي تعرضت له قواتنا المسلحة والامن خلال الازمة، ورغم انها كانت الحلقة الاضعف في كل حوارات ولجان وقرارات التسوية، الا انها لم تعاتب احدا، ولم تتوقف عند ذلك، فاستعادت جزء من لحمتها، وفضلت الاستمرار في دورها الريادي للدفاع عن وطنها وشعبها، ولكن وما يزيد في الالم ان الشعب مع قواته المسلحة والامنية هما فقط من يتصدرا الموقف اليوم ضمن امكانياتهما البسيطة، في ظل غياب تام لكل مؤسسات الدولة في هذه الحرب، ابتداء من الحكومة التي تمتلك جميع امكانيات ومقدرات الامة، وانتهاء بمنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية والتي سطت على قرار توظيف تلك الامكانيات والمقدرات،،

فخامة الرئيس .. ان ضبابية المواقف للاحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الحقوقية، ومنابر الاعلام والارشاد الحكومية والحزبية تجاه هذه الحرب تكشف الكثير من طقوس التقية السياسية التي عاشت وتعيش بها تلك المكونات، فهناك من يعتصر ألماً على الحليف الفكري والثقافي، وهناك من يمتعض أسفاً على فقدان شماعة افعاله ودسائسه، كما ان آخرون كثر قد خافوا من الدور القادم اليهم، وكل له حساباته ومرجعياته، دون اكتراث بالدماء او شعور بالمسؤولية، ولا عجب في ذلك، انما العجب في ان نعيد نفس الخطوات ونفس الاجراءات والترضيات ومع نفس المكونات ثم ننتظر نتائج مختلفة،،،

فخامة الرئيس .. بما يرضي الله، والحكم بالعدل، نحن الشعب او جزء كبير منه ندعوك ان تكون صاحب المبادرة قولا وعملا بالاقتراب اكثر من شعبك وجيشك، واسماع من كان في اذنيه صمم، انك انت رئيس الدولة بكل مكوناتها، وانك القائد الاعلى للقوات المسلحة، وانك رئيس السلطة التنفيذية، وان تعيد حساباتك مع جميع الاطراف، وان يكون الشعب والجيش طرفان رئيسيان في معادلة العدل والسياسة، قبل ان يعيد شركاؤك السياسيون تحالافاتهم ومغازلاتهم للشارع مرة اخرى، ويحملوك اوزارهم واوزار المرحلة، وتكون عندها انت وحدك من سيدفع الثمن .. والله المستعان،،،