الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٩ مساءً

اليوم وحبا بالوطن سأبقى في المنزل ولن أخرج منه مطلقا

طارق مصطفى سلام
الاربعاء ، ١٤ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
(لست مع ما ينوي البعض فعله اليوم - الاربعاء الموافق 14مايو2014م- من أعمال شغب خطيرة وأفعال فوضوية مشينة تسيء للمواطن وتدمر الوطن واحتجاجا على ذلك سأبقى غدا في المنزل معتكفا أدعوا لصلاح الجماعة الضالة وأنشد رفعة الوطن, نعم لن أخرج من منزلي غدا مطلقا, فأما أن تعود الجماعة الضالة عن مأربها الغوغائية والخبيثة, أو حتى يتبين لنا جميعا الخيط الابيض من الخيط الاسود فيكون لنا ولهم الخلاص الذي يكلل بالوفاق )..
نعم لست بالمطلق مع ما تزمع فعله - الجماعة الضالة - بناءً على ما تظنه وتزعمه تلك الحركة الغوغائية والفوضوية التي تدعى بحركة "مناضلون من أجل اليمن" عندما دعت - في انتهازية مقيتة وبأنانية مفرطة- أبناء الشعب اليمني إلى بدء عملية عصيان مدني مفتوح اليوم الاربعاء، للمطالبة بإسقاط الحكومة، واحتجاجا على انعدام المشتقات النفطية, فكيف لحركة مناضلة تدعى البطولة خدمة للشعب وتنادي بالتصعيد من أجل الوطن, ثم تنحى هذا المنحى الخطير والمدمر للشعب والوطن !؟.. فتطالب الجماهير الشعبية بقطع الشوارع الرئيسية بالسيارات والشاحنات ثم تدعي بأنها وقفة احتجاجية سلمية الهدف منها "إسماع الفاسدين آلامنا ومآسينا ومنع أي من محتكري البترول أو الديزل ومن لهم القدرة على تأمينه لأـنفسهم من ذوي النفوذ والتسلط دون النظر الى مآسي غيرهم"!!، حسب ما ورد وجاء في بيان الحركة تلك, في تناقض غريب بين القول والفعل وتصادم عجيب بين النوايا والعمل !

نعم, كيف لهم الادعاء بصفات النضال ومزاعم البطولة ثم نجدهم يمارسون سلوك الاجرام المدان ويسعون لأفعال التخريب المشينة ؟!

وهنا ومهما كانت الأهداف جذابة وبراقة والأسباب مغلفة وشفافة والدوافع حماسية ومطلبية .. إلا ان حجم الاضرار الكبيرة والخسائر المتوقعة لأفعالهم الغوغائية المحتملة التي ستحل بنا وعلينا جميعا بالكوارث والويلات, أفرادا وجماعات, نخب ومواطنين ..

وهنا – ايضا – يصبح من غير المنطقي أو المعقول ولا هو من الوطنية والانسانية مطلقا القبول بهذا الأمر الجلل والشأن الخطير وهو المنحى المغامر المليء بالمخاطر وهو الأمر المخجل والمعيب ..

كما لا يمكننا مطلقا ونحن جميعا نعلم بحقيقة أوضاعنا الأمنية والاقتصادية الهشة والمتدهورة.. وندرك جيدا تفاصيل الصراع السياسي القائم حاليا في اليمن - ما ظهر منه وما بطن - فلا يمكننا حتما والأمر كذلك وهو بهذه الدرجة من السوء والمنحى الخطير أن نقبل بتطبيق مقولة نيكولو مكيافيلي البرجماتية على أوضاعنا الراهنة, وهي تلك المقولة الخبيثة التي تمهد للكارثة بقولها أن (الغاية تبرر الوسيلة ) .. فقد خربت هذه المقولة الشهيرة عقول الكثيرين ممن يدينون بديننا ويتكلمون بلساننا.

فهنا الأمر مختلف تماما وهنا الغاية لا تبرر للوسيلة مطلقا .. على الوسائل أن تكون بسمو الأهداف التي نسعى لها, والوسيلة يجب أن تكون شريفة ايضا و لمصلحة الشعب والوطن . . بل يجب ان تكون الغاية شريفة ورفيعة والوسيلة إٍليها ايضا نقية ونظيفة ومن أدعى بغير هذا فقد كذب وضل ضلالا مبينا .. حيث أن الغاية في الإسلام يجب أن تكون شريفة والوسيلة إليها شريفة أيضا .

ولما سبق ذكره كافة وحرصا على مصلحة المواطن وغيرة على الوطن سأبقى اليوم الاربعاء الموافق 14مايو 2014م في المنزل ولن أخرج منه مطلقا حبا بشعبنا الأصيل والمكافح ووفاءً لتربة الوطن .