الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٠ مساءً

قبل اتهيار جامع الجند

عارف الدوش
الخميس ، ١٥ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
جامع الجند الأٌثري التاريخي هو ثاني المساجد التي شيدت في اليمن بعد الجامع الكبير بصنعاء ويعد ثالث المساجد الجامعة في العالم الإسلامي بعد المسجد النبوي بالمدينة المنورة والجامع الكبير بصنعاء بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه فقيه الأمة وأعلمها بالحلال والحرام عندما بعثه الرسول الكريم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليُعلّم أهلها أمور الإسلام .

وموقع بناء جامع الجند الذي يعد قبلة روحانية لإغلبية أبناء اليمن والكثير من المسلمين في العالم كان من اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أمر معاذ أن يبني المسجد في الجند بين السكاسك والسكون قائلاً له " يا معاذ انطلق حتى تأتي الجند فحيثما بركت هذه الناقة فأذن وصل وابتن مسجداً "

وأول جمعة صلاها الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه كانت في الجند وكانت الجمعة الأولى من شهر رجب ولذلك فإن اليمنيين يحتفلون بهذه الجمعة بزيارة جامع الجند أو بلبس الجديد من الثياب وزيارة الأقارب وتناول الأطعمة والحلوى كما في الأعياد الدينية الأخرى.

وقد كثرت التحذيرات من قبل القائمين على "جامع الجند" والآثاريين والمهتمين من انهيار الجامع خاصة بعد ظهور تشققات بدأت تتوسع بشكل أصبح مخيفاً في سطح الجامع وأركانه وجوانبه كما أن المأذنة قد مالت سبعة سنتيمترات ، ولم اكن أدرك حجم الكارثة لكن هذا العام فقط سمحت لي الظروف بأن ازور جامع الجند وأديت صلاة أول جمعة من شهر رجب فيه فقد هالني حجم وتوسع التشققات في سطح وأركان وجوانب الجامع .

وبرغم روحانية المكان والحشد الكبير للناس المصلين هذا العام في أول جمعة من شهر رجب الذين قدموا من مختلف محافظات اليمن ومن جنسيات أخرى من خارج اليمن فقد "تدرعني" الحزن الشديد مما شاهدته في جامع الجند والمنطقة المحيطة بالجامع فالمنطقة المجاورة للجامع مهملة بدون رصف ولا حتى قليل من الإسفلت ومنظر الجامع يزيد من درجات ونسبة الحزن .

فالشقوق في سطح الجامع وأركانه وجوانبه باينة للعيان ويقول الناس الذين سألتهم انها تتوسع والطريق من الشارع العام الى الجامع ترابية ضيقة ومنظر الجامع يفطر القلب وشقوق سطحه وجدرانه وميلان منارته تصيب الواحد بكآبة خاصة وهو قادم من مدينة تعز بعد أن شاهد قصورها الفارهة وعماراتها المبنية من الحجر متعدد الألوان .

يا إلهي كم هي اليمن حزينة وكئيبة وكم هي آثار اليمن وآثار تعز خاصة مهلمة وكأن هناك من يتعمد ذلك ليهيل التراب على تاريخ طويل وعريض من انجازات اليمنيين وحضارتهم ، لكن ما قرأته من تصريحات لمسئولين في المكتب التنفيذي لعاصمة الثقافة اليمنية " تعز" ازال قليلاً من سحابة الحزن والكآبة حيث تم رصد سبعة مليارات ريال يمني ما يعادل تقريباً " 35 مليون دولار " لترميم المواقع الأثرية المتهالكة في تعز التي تمتد إلى عصر الدول الأيوبية"569 – 626 هـ" والرسولية "626 – 858 هـ "

أتمنى ان يكون لجامع الجند نصيب منها وأدعو الله ان يكون ما قرأته نقلاً عن العزي مصلح خبير الآثار صحيحاً بأن هناك عملية ترميم لجامع الجند ستبدأ وأن مهندسين من ايطاليا قاموا بزيارة الجامع وتوجد دراسة هندسية متكاملة لهذا الغرض وأكرر اللهم أجعله صدق فكثيراً ما نقرأ ونسمع كلاماً ولكن يذهب مع الريح لا اشكك هنا ولم يبلغني شيء بهذا الخصوص ومنتظرون بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة أن تبدأ عملية الترميم المهم قبل انهيار الجامع.

وأخيراً: نتمنى أن تبدأ عملية ترميم جامع الجند التاريخي الأثري الهام كما اعلن ليكون قبلة السواح العرب والمسلمين وأن تنجح عملية الترميم أيضاً بالحفاظ على روح الجامع وزخارفه وأن يتلافى القائمون على ترميم الجامع أخطاء حصلت عند ترميم مواقع أثرية سابقة.