الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٨ مساءً

الإرهابيين قتلوا اليمنيين وخربوا اليمن

يحي محمد القحطاني
الثلاثاء ، ٢٠ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
اليمن السعيد لم يعد كذلك اليوم بل صار(تعيساً)كئيباً،فاليمني في هذه الدولة الضعيفة والرخوة،يعاني من بؤس وفقر،وبحث عن عمل بعيد المنال،وخدمات صحية هزيلة،وتعليم ليس له صلة بالتنمية،وانتشار أحياء عشوائية من ألبلك والزنك، ومشكلة المساواة وسوء توزيع الدخل والثروة الوطنية،والفساد المالي والإداري والفساد السياسي،ويعيش دون غيره مسجون منتهكة حقوقه،ويعاني من شظف العيش،ومن الخوف والحرب القذرة من قبل خفافيش الظلام،الذين يعيشون في ظلام الكهوف،من عناصر ألإرهاب الضلامية،والذين قتلوا المئات من جنود وضباط القوات المسلحة والأمن،ومن ألأطباء والممرضين والنساء والأطفال ألأبرياء،بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة أوبا لدراجات النارية، ويقومون بضرب الاقتصاد والخدمات الأساسية،كالبترول الذي يفجر ويحرق،والكهرباء الذي تضرب وتقطع بشكل شبه يومي،ويقامون بتدمير المنشآت،وتخويف الآمنين،وهتك حرمة المعاهدين،والتشريد للمواطنين وتشويه سمعة الدين،هذه الجرائم ألإرهابية التي لا يقبلها عقل ولا دين،وصارت تلقي بانعكاساتها السلبية،على المسارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية،ناهيك عن جملة المشاكل والاحتياجات التي أثقلت كاهلهم،وحولت نهارهم إلى ليل كئيب،وجعلوهم يصارعون من أجل البقاء منذ ولادتهم وحتى مماتهم.

فقد مات من مات وضعف من كان قويا،فمنذ أسبوعين يقوم الجيش والأمن والمواطنين،في محافظة شبوة وأبين بالحرب ضد الإرهابيين،وسوف تمتد هذه المواجهة إلى محافظة البيضاء ومأرب،حتى يتم تطهير اليمن من ألإرهابيين،الذين يقتلون اليمنيين ويخربون اليمن،ومهما يكن الأمر،فانعدام الحسم في هذه المعركة ضد ألإرهاب،وبروز المناورات والمضاربات فيها،وتحولها إلى ضرورة سياسية تكتيكية،تحت أي مسميات أو مبررات،فذلك يعني أنه تصرف رئاسي يجعل، ذلك مجرد(لعبة)، لإلهاء الناس وخلط الأوراق،فقد حاوروهم العلماء أعواما عديدة فلم يزيدهم إلا عتوا ونفورا،وسمحوا لهم بالخروج من أبين بداية العام الماضي،للجهاد في سوريا بوساطة قطرية وبالمال المدنس،بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدني من الهزيمة أو الاستسلام،فعادوا لنا من سوريا بإرهابيين عابرين للقارات ومتعددي الجنسيات والقوميات،لأن الدولة صارت أضعف من أي وقت مضى، وأصحاب القرار لم يعد لهم وجود،فأضاعت السلطة قوتها وتماسكها،وضعفت أمام المصالح الخارجية وحساباتها،فصرنا نعتمد تصورات وحلول عفا عنها الزمن،فكل أطراف السلطة الأساسية المؤتلفة في الحكم،كانوا يستخدمون عملية ألإرهاب كفزاعة ضد ألأمريكيين والدول الغربية بغرض ألارتزاق وكسب المال الحرام،على حساب أمن اليمن واليمنيين.

واليوم نراهم مشغولين في توجيه التهم ضد بعضهم البعض،في عملية مساندة ألإرهاب والإرهابيين،هؤلاء لم يجلبوا لليمن واليمنيين غير الويلات والحروب والإرهاب،وصاروا يتحينون اللحظة التي يسقط فيها هذا الوطن في حرب مستعرة لا تبقي ولا تذر،غير مدركين أن تأجيج ألأزمة السياسية وتوسيع نطاق حرائقها ليس في مصلحة أحد،وإذا كان هناك مستفيد من وراء استمرار ألإرهاب والإرهابيين،فلن يكونوا سوى أعداء اليمن المتربصين به،ومن بعدهم تجار الأزمات ومشعلو الفتن،الذين يقتاتون من الصراعات والكوارث،واليمنيين يعرفون تمام المعرفة،أن المؤامرة التي يتعرض له وطنهم أضلاعها،معروفة ومكشوفة ولا تخفى على أي متابع،وإن الواجب يضعهم أمام مسؤولية كبيرة في التصدي،لعناصر ألإرهاب الذين أعمى الله أبصارهم وبصائرهم,إذ ليس من الإصلاح تدريب عصابات التخريب، واستخدام الإرهاب لمعالجة أخطاء يمكن معالجتها بغير ذلك،فلا يعالج المنكر بما هو أنكر منه،أو بما يقود إلى مفسدة أعم،وهذا هو منهج ألإسلام لذلك فعلى الجميع أن يدركوا أن استمرار ألإرهاب،وانعدام ألأمن وفقدان هيبة الدولة،سوف يلحق الضرر البالغ بكافة أطياف المجتمع اليمني،ويضع حاضر ومستقبل اليمن واليمنيين في كف عفريت ألإرهاب،فعلينا جميعا مساندة الرئيس هادي في الحرب ضد ألإرهاب،فالأمن والأمان للشعب أهم من ألانتخابات وتحرير سعر النفط.