السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٣ صباحاً

مالكم كيف تحكمون !

د. طه حسين الروحاني
الثلاثاء ، ٢٠ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
الم تسألوا انفسكم ولو لحظة ضمير خاطفة لماذا نقتل الناس؟، هل من عاقل بينكم يسأل في لحظة مراجعة مع النفس عن مصدر طعامكم وشرابكم وحلكم وترحالكم ولباسكم وامتعتكم وعدتكم وعتادكم واسلحتكم وحتى رصاصاتكم؟ .. ام هو من عند الله؟،، ثم ان هؤلاء الممولين والمخططين لماذا لا يكونوا بينكم اوابناؤهم؟ هل اجابكم غيكم عن تساؤلات ربما تعيش في ضمائركم او بعضكم؟ اسألوا من في قبوركم ومن غيبتوا عقولهم هل صدقت وعودكم؟ هل ينعمون بالفردوس والحور العين؟ الم تكونوا احق بها ام كانت النفس غالية وتاجرتم بغيركم؟

تقتلون المسلمون ثم تطلبون من الله النصر، تسفكون الدماء ثم انتم المسلمون، تحملون السلاح وتكفرون بالوطن وتنكرون فكرة الدولة ثم تدعون الى تطبيق الشريعة، هل كان في شريعتنا امرا بذلك؟، هل دعت الشريعة الى الانسلاخ عن الامة وتسفيه المعتقدات وانكار كل ماهو قائم، هل اعتبرت الشريعة تكفير المجتمع والدعوة الى الجهاد ضده ذروة سنام الاسلام؟، هل اجازت الشريعة استدراج الاطفال وتضليل العامة والبسطاء واستغلال فاقتهم؟، هل اقرت شريعتنا الاسلامية كل ذلك ام انكم صنعتم من دعواتكم الضالة وفتاواكم المضللة شريعة اخرى وصلتكم مؤخرا ولم نعلم بها،

انتم على حد سواء كنتم من المغررين اوالمغرر بهم، كنتم من العائدين اوالمجلوبين من اصقاع الارض، لم نعد نحن اهل الارض نتقبل منكم التحدث بلغة اهل السماء، وانتم تعلمون ان الجنة والنار هما من شأن موجد الخلق ولستم المفوضون بذلك، ضاقت صدورنا بافعالكم، احرقتم ارضنا، وشوهتم ديننا، وهانت عليكم حياتنا، ومسنا منكم الضر، فآن لكم ان تلقوا مصيركم وتواجهون رجالا يؤمنون بحق القصاص منكم وحق الحياة لنا، فلاهدنة ولاتراجع ولن تضع الحرب اوزارها مالم تعودوا الى رشدكم، وتضعوا سلاحكم، وتكفوا عن قتلنا، وتتراجعوا عن تكفيرنا، تكونوا بذلك قد عصمتم دمائكم وحقنتم دماء اخوانكم،

عودوا الى رشدكم واعتنقوا ما شئتم من الافكار ضمن قاعدة لا ضرر ولا ضرار، سوف نحترمها على مضض، وربما نتعايش معها اونتقبلها بحذر، سنحترم اجزاء كثيرة من طقوسكم الدينية المختزلة، سنحترم رغبتكم العيش في الكهوف والوديان، وتكبيراتكم عند كل عابرة وبعد كل خاطرة، سنتقبل كل ذلك واكثر منه قليلا، سنتقبل قطعية معتقداتكم في الاسودان والابيضان والعسل والثوم والحبة السوداء وتغميس الذباب، ثم لن يكون اطالة الشعر واطلاق اللحاء والاكثار من السواك والتيمن في ارتداء الساعات ولباس الافغان وعمائم خرسان هي من ستفرق بيننا، سنجد حلا لذلك، وسنتقبل ذلك ايضا واكثر منه قليلا،

لكننا وبالمقابل لم نعد نقبل منكم اعوجاجا في الفكر يضفي الى تكفير المجتمع، او تدليسا للقول يقود الى القتل والتفجير، او تلبيسا للدين يفتي بجواز ترويع الامنين، وقتل الاطفال والنساء والمسنين، واغتيال الجنود والمواطنين والمعاهدين، لم نعد نتقبل غزواتكم في شوارعنا ولا تطبيق شريعتكم في حياتنا، وانتم تعلمون بأننا مسلمون، وان دماءنا واموالنا حرام عليكم كحرمة البيت الحرام في الشهر الحرام ان كنتم تعلمون، وان كنتم تعلمون او هكذا تدعون مالكم كيف تحكمون؟؟