الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٩ مساءً

فلتسقط الجرعة الظالمة ..!

طارق مصطفى سلام
الاربعاء ، ٢١ مايو ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
بعد ان علمت وعن يقين وتأكد لي بأن الجرعة آتية لا ريب فيها وأن رفع الدعم عن المشتقات النفطية أمر دبر بليل وحسم الأمر فيه منذُ بضعة أشهر بالموافقة من قبل حكومتنا الموقرة مجتمعة ودون اعتراض من الاحزاب السياسية المتوافقة والمشكلة لها !! وهو الرفع للدعم الذي يؤدي بالتالي لرفع الاسعار للسلع كافة ويتم حاليا التمهيد لإخراجه على بصورة بشعة تسيء كثيرا لجماهير شعبنا الكادحة والمكافحة لوجه من خلال خلق الاختناقات التموينية المصطنعة بالنفط والديزل والغاز وانقطاعات الكهرباء لتصل إلى ذروتها مع بداية شهر رمضان المبارك فيصل الشعب إلى حالة اليأس والاحباط من تحسن الأوضاع فيتم حينها الاعلان عن رفع الدعم فيشعر الشعب المنهك من بعد طول المعاناة والعيش على ضوء الشموع ان العبء أنزاح عنه وان الهم قد زال ! فلا ينتفض ولا يعترض فلا يخرج إلى الشارع رافضا تلك القرارات الظالمة والمتعسفة لشعب ووطن !!, هذا الشارع الذي قدم منه للتو ومل العودة اليه بعد ان أرهق من تكرار الخروج اليه .. نعم أنها حكومة التوافق على الشر والمحاصصة للمغانم فقط دون الامتثال لأدنى مسؤولياتها الدستورية والوطنية والأخلاقية !

نعم هي الحكومة المتلاعبة التي خانت الأمانة وتنصلت من الواجب وتنكرت للمسؤولية فتنكرت للشعب في أبشع صورة وباعت الوطن في أبخس ثمن.. نعم هي الحكومة الجاحدة والخبيثة التي بمكرها قد غلبت مكر الشيطان ذاته ..

نعم لن نهادن في مثل هذه الحالة المستهترة التي تؤدي إلى إلحاق أكبر الأضرار بالشعب والوطن, ولن نسمح بتهاون السلطة وتخاذل الدولة بالإيفاء بمهامها ومسؤولياتها العديدة مع القضايا المصيرية تجاه الشعب والوطن ..والأهم ايضا اننا نرفض اي جرعة .قادمة تصيب شعبنا الصابر المغلوب على أمره بمقتل ! وأن فعلوا هذه المرة ورفعوا الدعم استهتارا بنا نحن الشعب فليعلموا أن الشعب سيقاتلهم بكل ما يملك من قوة وبكل ما تصل اليه ايدينا وبكل صبر السنين الطويلة ومعاناتنا الأليمة ..

كم أمقت الحكومة عندما تفقد احساسها بالواجب وتتخلى عن كامل مسؤولياتها تجاه الشعب والوطن فتستمري الحلول السهلة للمصاعب عندما ترميها بكل البساطة والاستخفاف على كاهل الشعب المكافح المغلوب على أمره وبنوع من الاستهتار والسخرية المقيتة فتحمل الشعب الصابر على فسادهم وغيهم وبغيهم ما لا يحتمل من الأعباء الثقيلة ..

نعم هي الحكومة المستهترة والفاشلة التي تنكرت لمعاناة الشعب لأعوام طويلة وتناست اننا من البشر ولسنا حجارا صلبة وصامتة ..والبشر وان طال صبرهم وتحملهم فهو في الأخير محدود وله حدود وخطوط حمراء لا يجب تجاوزها, ولا بد ان يكون لهذا الصبر من نهاية مشهودة .. وقد أعذر من أنذر ..
وبينما نجد هذه الحكومة الفاشلة والفاسدة تلقي بالأثقال الكبيرة والعظيمة على كاهل الشعب نجدها بكل الجبن والخساسة تخفف عن النخب وتبذخ على مراكز القوى المتجبرة والظالمة وتنعم على الفاسدين والمخربين في جبن يندى له الجبين !..

ولعمري أنهم لن يمروا هذه المرة .. وإن بذلنا بسخاء الغالي والنفيس .. وقدمنا الأرواح والدماء رخيصة قربانا لغدنا المشرق وثمنا لمستقبلنا الآتي الجميل .

فلتسقط الحكومة الخائنة .. ولتذهب الحكومة الفاسدة .. وليحيا الوطن مزدهرا شامخا .. والنصر والعزة لشعبنا اليمني الاصيل والعظيم ..!
خلاصة : لا يمكن لأي موارد تأتي من الخارج أو تظهر من وراء رفع الدعم ان تذهب لصالح الشعب في ظل هذا الفساد المستشري وفي ظل ادارة هذه الحكومة الفاسدة ولذلك تحديدا نرفض اي دعم أو قروض خارجية او اتاحة الفرص للموارد الداخلية طالما ظل هذا الفساد قائما وهذه الشلة الفاسدة هي من تحكمنا .. أولا علينا انهاء هذا الفساد بصورة المختلفة والمتعددة ثم الحديث عن توفر وتوفير الموارد المحلية والخارجية وغيرها ..

هنا أنا لا أستثني أحدا من النقد والادانة في الحكومة المتضامنة على السوء والفساد – بالرغم من احترامي الكبير لبعض من أعضائها (نعم فهنا السيئة تعم طالما عمل الحكومة جماعي وقائم على مبدأ التضامن ) وخاصة عندما يكون الأمر بهذا الجلل وبهذا المستوى من الخطورة ويلحق أكبر الأضرار بمصالح الشعب في الأمن والاستقرار ويمس بقوت يومه وحقه في الرخاء والعيش الكريم .

كونوا جميعا معنا .. وساهموا في إفشال الجرعة الظالمة ولا تترددوا في أداء واجب وطني كهذا ..لا تتقاعسوا عن الالتحاق بموكب الحرية والاحرار فأنتم منهم وهم منكم .. وليحيا شعبنا اليمني عزيزا حرا أبيا شامخا.. وليبقى الوطن/ اليمن قويا وموحدا سعيدا ومزدهرا .. بأبنائه وبخيراته.. ينعم مواطنيه بالحرية والأمن والاستقرار والعيش الرغيد.