الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٥ مساءً

وحدة الارض والانسان

خالد الصرابي
السبت ، ٢٤ مايو ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
في مايو الرابع والعشرين يخالج ابناء الشعب شعور امتزج مابين الفرحة وحيرة الموقف ..ما بين استثنائية المرحلة وامالها المستقبلية , وبين صمود شمعة الوحدة بضوئها الوهاج رغم كل الافتعالات والمساعي المأزومة .. هاهي وحدتنا المباركة في عيدها ال24تنير الدرب امام بناء اليمن الجديد..

الفرحة في هذه الذكرى العظيمة لا تحدها المظاهر الشكلية كون للجماهير اليمنية قلوب تتوجس فرحا بها مهما تعالت الام الواقع نتيجة مساعي قلوب المرض والحقد الدفين الى تمزيق رايتها الخفاقة في عنان السماء .. يأتي يوم ال22من مايو كذكرى عطرة تخمد في طريقها نيران الغضب الشعبي كبقاياء اثر خلفها الحاقدون تجاه هذا الانجاز التاريخي العظيم "الوحدة اليمنية" . نعم تاتي هذه الفرحة في ظروف صعبة لكنها لن تكون معقدة ومستحيلة امام ارادة الجماهير التواقة الى غد اكثر اشراقة ..يأتي هذا اليوم وجيشنا المغوار في مهمته الوطنية والمتجسدة بتطهير ارض الوطن من ذلك الدنس الارهابي , وكل من يفتعل الازمات بغرض اعاقة مسيرة البناء.. ما يدركه بل ويلامسه الجميع انه ورغم العواصف والمحن التي مر بها الوطن الا ان وحدتنا ظلت مصانة تسموا بشموخ جبالها , وان دل ذلك على شيء فأنما يدل على مدى الرغبة الجماهيرية الكامن في مواصلة هذا العناق الابدي , وهو مايحتم على الاجيال وخاصة البالغين عمر الوحدة التمعن بمفرداتها الوطنية من خلال قراءة تاريخ ما قبل تحقيقها لمنحها تلك المساحة من الاخلاص والعشق الوطني المفرط لما لها من مكانة عظيمة في حياة اليمنيين..ربما كتب علينا الشقاء لكن ما نتجرعه من هموم والام سببها نيران الفتن المشتعلة , وما اقترفه في حقنا والوطن اعدائه المتربصين وفي مقدمتهم قوى الشر الارهابية ليس بالضرورة ان نجعله ينعكس على الوطن ووحدته المباركة والتي عانا شعبنا اليمني قبل تحقيقها ويلات الشتات والتمزق , ولعل الاجيال الواعدة لاتعي الكثير من تلك الآلام بحكم عدم معايشتها لذلك الواقع المرير , وبسبب تلك التعبئة الخاطئة التي تم من خلالها ارهاق فكرهم وقلوبهم الركيكة بالاحقاد الدفينة تجاه وحدتهم التي قضت على العديد من الحواجز للوصول بناء الى هذا التلاحم الوطني الكبير للارض والانسان , والذي نحتفل اليوم بذكرى اعادته وانتصاره على وهن التشطير البغيض لتعلوا راية الوحدة في مثل هذا اليوم الاغر من سنة 1990م , وكل عام سنحتفل به ليس كما يروج له فكر بل كحلم ظل يراود ابناء الشعب اليمني جيلا بعد اخر عقود من الزمن . لذا يجب ان تبقى الوحدة التي استعادة عافيتها بمخرجات الحوار الوطني بعيدة عن كافة المناكفات السياسية والأيديولوجية وفق منطلق ان عبورنا الى ضفة الامان مرهونا بالحفاظ عليها , وان جميع نقاشات قضايانا الوطنية , وحواراتنا , والعمل في مسارات البناء , وحياتنا الشخصية والعامة لابد وان تبقى في ظل وتحت سقفها المتين , وعلى الحالمين بعودة التاريخ الى الورى ان يدركوا مدى صعوبة تشظي طينة الارض وروح الانسان التي امتزجت خلال العهد الوحدوي كعنوان لمساره الخالد..