الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٩ مساءً

فترينة عرض ...!

طارق مصطفى سلام
الاثنين ، ٢٦ مايو ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
اليوم فقط قد عرفت ان زميلتي الاعلامية المبدعة التي ملئت الدنيا صراخا وضجيجا في تعبيرها عن مواقفها المشهودة عنها والمعروفة بها قد تحولت عن كل تلك المعمعة إلى النقيض منها تماما وكليتا ودون مبررات ذاتية أو اسباب موضوعية تذكر ..حينها فقط أدركت ان زميلتي تلك قد سقطت من العلاء فهبطت إلى المنحدر.. !!

نعم اليوم فقط عرفت ان زميلتي الاعلامية المبدعة تلك قد سهت فهوت إلى المنحدر .. واليوم فقط قد قرأت منشورات فيسبوكية – تحولت لمادة صحفية نشرت في العديد من المواقع الاخبارية - لزميلة اعلامية يمنية بارزة .. فهالني ما وجدت من حجم التناقض الكبير في الرؤى والمواقف بين الأمس واليوم .. وصعقت لذلك السقوط القيمي والاخلاقي الذي جاء فجأت ودون مقدمات تذكر فتمهد للقادم المتحول أو مبررات تفسر هذا التحول العجيب الرؤية والتحليل ..نعم هو التنقل بالمواقف بحسب المصالح الخاصة ولا شيء غير ذلك يفهم ويذكر ..

عندما تتنقل في الحواري وعلى الارصفة حاملا فترينة عرض متواضعة عارضا فيها مواقفك للبيع .. هنا يصبح حديثك المعتاد ن القيم الجميلة والمبادىء الرفيعة حديث ممجوج فاقد للروح والمعنى وحينها لا يمكنك الامساك بناصية الحق وجادة الصواب والادعاء بالخصال الحميدة بل تصبح من أصحاب المواقف الهشة والضعيفة بل وعارض للسلع الرخيصة وهي السلع ذاتها التي سبق لك عرضها للبيع في سوق الخردة والبقايا تماما مثل البيع المتهاون للمواقف والتمادي عند التنقل بها من طرف سياسي إلى أخر ..

هو ذلك التمادي الغريب في الانتقال من صف متقدم إلى اصطفاف أخر متخلف .. نعم هو تماما الاصطفاف الأرعن والمتسارع من صف الواجهة الزاهي إلى صف أخر متأخر في رعونة لا يمكن تفسيرها مطلقا حيث تم توظيف الوقائع القديمة ذاتها وهي من بالغت –في الماضي - في رصف عبارات الاطراء والمديح والثناء بل والتمجيج والتفخيم لها فأجزلت لها –تلك الوقائع - العطايا والهدايا وبسخاء ليس له مثيل !! إلا أننا اليوم نجد الزميلة الاعلامية ذاتها وقد غيرت جلدها وتنكرت لماضيها القريب ولبست ثوبها الجديد خدمة للأهداف الجديدة الخبيثة ورغبة في التنفيس عن كم هائل من المكنونات المتراكمة لحقد دفين ذلك الحقد الغريب الذي طفى للسطح وبات ظاهرا جليا للعيان ولا يخفى على أحد .

أنا اتساءل فقط ..متى حدثت كل هذه التراكمات العجيبة التي أوجدت هذا التحول الغريب في الرؤى والمواقف والأهداف فصنعت كل هذا الحقد الدفين يا لها من سرعة فائقة عجيبة وزمن غريب لئيم !!

نعم اليوم فقط عرفت ان زميلتي المبدعة في مهنتها الاعلامية والتي كانت كبيرة جدا في نظري بمواقفها الواثقة وبموهبتها الساحرة وقلمها الرشيق وصوتها الاذاعي المميز قد تغيرت في كل شيء فلم تعد تتذكر شيئا واحدا مما كانت تقوله لي دائما بكل الاباء والشموخ وتعرضه بكل الوضوح والعلانية وتعبر عنه دائما بكل القناعة والشجاعة فأصبحت اليوم تتوارى عن الأضواء بكل الخجل والكسوف .. مثل واجهة عرض سلع مستعملة لمحل ادوات نظافة مستخدمة او محل بقالة لمواد منتهية الصلاحية ..!! بينما لسان حال الصديق القديم يكاد ان ينطق, فيقول ( خذِ ما شئت من الخرائب مادام كسرى سالما ) ..
اليوم فقط - للأسف – قد عرفت ان زميلتي الاعلامية المبدعة تلك قد سقطت من العلاء فهبطت إلى المنحدر ..