الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٤ صباحاً

البحث عن وطن !

محمد البعوم
الثلاثاء ، ٢٧ مايو ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٤ صباحاً
إلـى متـى سيظـل هـذا الوطـن يـئـن و يـُعـاني مـن الوجـع ولا يقوى حتى تضميـد جـراحـاته المــُتخمة في ظـل هـذا الصـراع المـُستميـت بيـن شعـبٍ أبــى إلا التغييــر والحلــم بــوطـنٍ مـُريح , وبيـن حـُكام عنيدون ومــُستبّدون هدفهـم هو الثـروة والجـاه علـى حسـاب الوطــن .إنّ ممــا يـُحزن المـرء حقــاً أنّ يفقـد المـرء هويـته ويـشـُك بـإنتمـائه نظـراً لمـا تزرعهُ الأنظمـة الديكتاتورية مـن تفرقة وتجزئة وتصدير الحروب بيـن أبنــاء الوطـن الواحـد التـي تعمـل علـى بـثّ كــُل الخلافات الطائفية والسُلالية و إثارة المناطقيـة والطبقية والقبلية على حسـاب الفكـر والثقافة والتعليـم والإنفتاح والحـُلم بدولة مدنيــة حـديثة تــُلبي طمـوح المـواطن اليمنــي هدفهـا إرسـاء سيادة القـانون وتطبيقة على الجميع بدون مـُداهنة أو مـُجاملة , لا دولة إيديـولوجية يحكمها حزبٌ أوحد متفرّد , أو دولة عائلية بإسم الجمهورية , أو دولة إمامية بإسم آل البيت, أو دولة عسكر مـُتشنّجون لا يفقهون أبجديات العمل السياسي وأدبياته ولوائحه. دولة مواطنة متساوية تتيـح الشـراكة مع النُخب والأفراد على حدٍ سـواء,يسودها الأمن والإستقرا ولديهـا الكثيـر مـن البرامج والمشاريع التي من شأنها أن ترفع وعي الشعب على كثيرٍ من الأصعدة إقتصادياً وسياسياً وثقافياً وعلمياً وإجتماعياً .دولة ذات رؤية ومنظور واقعي يعمل على تشخيص الواقع وإستشراف المـُستقبل ومعرفة جينومه المـُتوقـّع ومن ثُّم البدء في العلاج ورأب الصدع والإنشقاق.

.إنّ اليمـن اليـوم يـواجه الكثيـر من الإرهاصات والصـراعات والمـُخططات الكبيرة التي تقـف أمام طريق البنــاء والتشييد والإعمــار و عملية التغيير التي يقـودها الرئيس هـادي , المؤامرة على الوطن هـي مؤامرة إقليمية دولية ولكــن في الحقيقة هي مؤامرة يمنية من الداخــل بإمتيــاز . حـزب المـؤتمـر الشعبي العام الآن بـدأ يستعيـد أنفـاسه , ويـُرتــّب صفـوفه ,ويغـازل بعض شركائه على إستحياء , لا سيـّما بعـد إقامة إحتفال ذكرى تأسيسه وخطـاب رئيس حزبه الرئيس السابق علي عبدالله صالح. كـان خطـاب الأخيـر مشحونـاً بتراكمـات المـاضي وتصوّراته ورغبة جامحـة في الإستعراض بعـودة خطـاب الزعيم . فخطاباته مــُكررة ومتناسخة بعقلية قديمة لا زالت تعاني من شبح الماضي وهجوم الحاضر على خصومه السياسيين , لم نسمع عن البرامج والخـُطط والمشاريع والرؤى والإستراتيجية الجديدة التي يعتزم الحـزب عملها . كـُل مـأ أستلهمناه وأستحضرناه أن الأحزاب هي في الحقيقية شكلية ومـُعارضة صورية لا ترقى لأن تكون معارضة فاعلة وحيوية ومـُساهمة في القيادة التي غالباً ما تكون حريصة على الظهور الإعلامي أكثر مما تعمل على مصلحة البلد. حـال الوطـن أشبـه مـا يكـون بالجـُملة المـُقتضبه للأديب الإنجليزي كوليردج "مــاءٌ في كــُل مكـان ولا قـُطرةٍ للشراب"