الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٠ صباحاً

الموهبة اليمنية والموت المبكر

نادر الصلاحي
الاربعاء ، ٢٨ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
الموهوب اليمني يمتلك أسرع تاريخ انتهاء هذا واقع ولا احد يستطيع نكرانه بدون أن ننجر وراء عواطفنا ونجاملكم يا من بيوم من الأيام أمتعتمونا وأعطيتمونا جزء من حياتكم فكلكم باختلاف مواهبكم سواء كنتم رياضيين او منشدين وفنانين وغيركم من المبدعين الآن أصبحوا في عداد المفقودين .

لو وضعت نفسي موضع المراقب وأتيت بكم في طاولة والبيئة المجتمعية والوطن بطاولة اخرى لحملتكم نصف المسئولية والوطن والبيئة النصف الآخر ،واحملكم انتم لعدت اسباب منها القاعدة الهشة و العلاقة الاجتماعية واستثمار العاطفة او عدم التدرج في الشهرة والبروز وكذلك استخدام جميع الأوراق الرابحة بفترة قصيرة و عدم تطويرالمهارات بالممارسة والاطلاع والاحتكاك والقراءة وعدم التوسع بدائرة الموهبة في العقل الباطن بتلك الأفكار المرتبطة بالموهبة مباشرة وجعلها تضيق يوما بعد يوم .

زدحام الأمور والهموم الشخصية يقتل باقي الأمل في المواصلة المستمرة للنشاط الذي بدا فيه الشخص الموهوب .... أما مسئولية البيئة فهي جماد وأفكارنا هي من تتحكم فيها والوطن كما قال سلمان الفارسي "الأوطان لا تقدس احد" وكذلك جون كيري" لا تنتظر من وطنك ان يعطيك" .... فالوطن بنفس المكانة والثقافة وانتم لم توافقوا على دخول عالم الترجمة العملية لمواهبكم إلا بعد ان عرفتم ظروف هذا الوطن وقدمتم اعمالكم فمهما قلتم عن البيئة او الوطن لايعتبران مبرر أبدا لكم أيها المبدعون القدامى،،، في أحلام الأعذار الواهية حجزتم المقاعد وأصبحت شاغرة فنقلتم صورة ذهنية سلبية لمن كان يريد ان يسلك سلوككم وأصبحتم جدار عازل بينه وبين الوصول إلى طموحة.......إن الموهوب في البلدان الأخرى عبارة عن جسر عبور للجيل الجديد وأنتم مازلتم تلومون الوطن ولو عرفتم مواهبكم حقا وعظيتم عليها بنواجدكم لكان مستقبلكم مثل بقية أقرانكم في الأقطار العربية

لكن للأسف هدمتم الوطن لا إراديا ودخلتم دوامة القيود الوهمية وبدل أن تصبحوا عوناً للمهنة أصبحتم مثل حجر أللعثرة في طريق اي مبدع يحمل حلم هويتكم الإبداعية ،،،والسبب في ذالك انه عندما يرى حالكم قبل ويقارن الحال بعد،،، تتشكل لدية صورة ذهنية عن المستقبل والمصير وهو لا يعرف ان كل ما حصل لكم من تراجع هو بسبب أفكاركم والبيئة من حولكم وهذا كله يؤخر النمو في اي مجال إبداعي داخل الوطن .

لذلك الأمر يتطلب منا جميعاً أصحاب المواهب من مبدعين وناشئين وجيل جديد ان لا ندخل مجال من المجالات ونحن على يقين انه لمجرد تحسين الوضع المادي او إشباع غرائز البروز والشهرة وحب الظهور وننسي ان هنالك أجيال بعدنا تُبرمج سلبياً وتتخلى عن أحلامها في الإبداع وهي لم تولد بعد. لذا فانتم مطالبين بتغير المنظومة الفكرية لدى المبدعين المحتارين بسبب اختفائكم عن ساحت موهبتكم او هجرتكم خارج الوطن وتوضيح سبب ذلك بإيجاد حلول لها وتقديم النصح للاحقين بكم في نفس المجال كي لا يقعوا بنفس أخطائكم التي أوصلتكم إلى هذه المرحلة التي لم نكن نرجوها وهذا الكلام ليس تنكيلا او حقدا بكم .. صدقوني انما هوا تحذير لمن سيحمل الراية من بعدكم ويكون بنفس المكان الذي كنتم فيه انتم وكذالك لتحريك الجمود الذي بداخلكم ونجعلكم تترجمون خبراتكم الرائعة على شكل كتيبات أو مقاطع على قنواتكم في اليوتيوب او حتى كتابة مقالات..

ونصيحه لكل مبدع ان يؤمن بعبارة انا المبدع الجديد وان يسال نفسه الأسئلة التالية .. من انا ..وأين انا ؟ .. وماذا سأكون بعد ان استفيد من اخطاء السابقين .