السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٧ مساءً
الأحد ، ٠١ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
بعث صلى الله عليه وسلم والعالم من عرب وعجم بين مرحلتين : مرحلة صناعة الولاءات من أنظمة كبرى هي الفرس والروم لدويلات عربية متفككة لا أنظمة لها تكون أراضيها ساحات حروب وصراع يذهب شعوب هذه الدويلات ضحايا دونما ثمن ، ومرحلة التآكل إن صح التعبير لهذه الأنظمة التي تجاوزت ذروة مجدها وقوتها حتى انحدرت وفق سنة الله في كل الأشياء أن لكل بداية نهاية ولكل أجل كتاب ومن المحال دوام الحال ، وتبدأ الدول القوية بالانحدار عندما تبدأ بالانحراف عن مبادئها التي شبت وترعرعت عليها بغض النظر عن صحة منهجها وفكرها أو بطلانه ، فالإيمان بالفكرة كيفما كانت تصنع الدافعية لصاحبها للتضحية لأجلها ويكون قويا وهو يقاتل بحماس المؤمن الذي اعتقد أنه بها ولأجلها يحيا ، وحين يضعف إيمانه بهذه الفكرة كفرد أو كأمة تضعف تلقائيا حماسة الحياة ويبدأ العد التنازلي لهذه الأمة التي انحرفت عن إيمانها أو ضعف الحماس لأهدافها التي قامت وتأسست كدولة ونظام وأمة ربت الأجيال ووضعت خططها ودستورها وقوانينها وفق ذلك!

كهذا هي الصورة المؤذنة بعهد جديد تتمحور البشرية لتتشكل عن أنظمة غير الأنظمة التي خلت بوسائل وأساليب تتناسب مع الظرف والزمان والمكان الجديد والتاريخ حافل بنماذج من دول قامت وخطت لها سجلا من البطولات والحضارة الموافقة لمبادئها التي قامت عليها حتى إذا دنى منها الأجل وشاخت انتكست وانقلبت على مبادئها وهوت بنفسها حيث شاء الله لها بحسب ما جنت يداها الآثمة في حق الله ثم في حق الناس ، وكلما كانت هذه الدولة أو تلك عادلة كفت عن البشرية شرها وأقامت العدل بين رعيتها أطال الله لها في عمرها وأحسن لها نهايتها وإن كانت كافرة به تشرك معه غيره ! وأما إن كانت جائرة ظالمة أشقت رعيتها ولم تكف أذاها عمن سواها من الدول ، لا يكتب الله لها أكثر مما تجنيه بيدها من عوامل عدم البقاء فيقصر عمرها وتهوي إلى أسحق ما يهوي إليه من أشرك مع الله سواه وإن كانت تعمل بشرع الله وتقيم الحدود وتحمل رعيتها على الشرع ! ذلك لأن الله خلق السموات والأرض للعدل وهو جل في علاه الحكم العدل .. حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما .. وما اجتمع الناس مؤمنهم وكافرهم على منهجية إقامة الدول والحكومات إلا لتنتظم الحياة وتتحقق المنافع بعدالة ومساواة ويأخذ كل ذي حق حقه دون حيف أو إجحاف .

والدول المترفة حين تعبث بأموال رعاياها وتنفقها هنا وهناك لنشر الضر والأذى وتقويض الأمن والسلم الاجتماعي وإسقاط من لا ترضاه لنفسها أو لا يوافق سياساتها وتذهب بهذه الأموال أرواح الأبرياء وتجري الدماء أنهارا لا لشيء إلا أنها ألبسها الشيطان لباس الطغيان فعمت وفسقت وحق عليها القول وهي تنتظر فقط موعد التدمير الذي وعد الله ولن يخلف الله وعده وصدق الله ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).