السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤١ مساءً

ان راشدا قد مات !

طارق مصطفى سلام
الاثنين ، ٠٢ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
( هو مجرد عتاب لقيادة مؤسسة الرئاسة ولسكرتارية الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي..)

لنا ملاحظة بسيطة لسكرتارية فخامة الأخ الرئيس هادي هو مجرد عتاب .. هو ذلك العتاب الذي يصدر من الصديق الحريص إلى قيادة أهم مؤسسة في الدولة والذي يفترض فيها الدقة والحرص والموضوعية والتعامل المتساوي والعادل مع المواطنين كافة .. نعم هو العتاب الموجه للمؤسسة الأولى بل والأهم في الوطن, وهي مؤسسة رئاسة الجمهورية .

وعتابنا موجه لها وعلى وجه الخصوص لسكرتارية فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ..ومحتواه .. هل شخصية بحجم الاستاذ المناضل الكبير الذي فقدناه جميعا مؤخرا وشكل بوفاته خسارة كبيرة للشعب والوطن, لا يستحق منا مجرد التفاته بسيطة وتذكير فخامة الأخ الرئيس برحيل هذه القامة الوطنية الكبرى ..فتكون منه التعزية والمواساة الواجبة لأسرة الفقيد الكبير وذويه كافة ؟!

وهل يكون من المنصف لهذا المناضل الفذ ان نتجاهله في مماته بعد ان تجاهلناه كثيرا في حياته؟! وهو ذلك المناضل الوفي الذي كان رمزا للتضحية والايثار ونصيرا للفقراء والكادحين وهو سليل الاسرة العريقة ذائعة الصيت واسعة الثراء إلا أنه هجرها مفضلا البقاء مع الفقراء.. وعاش معهم وسار على دربهم ولعقود طويلة مناضلا صلبا لا تلين له قناة مقدما الوفاء لمبادئه وقيمه على العيش الرغيد ..

المناضل الأنسان عثمان عبدالجبار راشد كان نموذج للمناضل الوحدوي الذي عاش مع الجماهير اليمنية في الجنوب والشمال وعاش وكافح لأجلها, وكان وفيا لتطلعاتها المشروعة في الحرية والعدالة والتطور والعيش الكريم بل والرغيد وكرس حياته كاملة دفاعا عن مصالحها واليوم لا يجد من يدافع عن ذكراه !!
ولقيادة مؤسسة الرئاسة وسكرتارية الرئيس هادي أقول : لا تظلموا هذا المناضل الفذ مرتين .. الأولى كانت في حياته عندما أهمل كثيرا وهو قعيد الفراش مريضا ووحيدا لا يوجد من يسأل عنه أو يسانده في تلك الظروف العصيبة التي عاشها طويلا ومريرا .. أما الثانية فهي الأن بعد مماته بعد أن فقدناه في غفلة من الزمن وتغافل رفاق دربه والمسير وجلهم من المسؤولين والقيادين في الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة وممن تسمع كلمتهم الأن .. فلم نذكره بمجرد برقية عزاء ومواساة لأسرته الكريمة بينما كان الشعب بمجمله والوطن اليمني بأكمله هو أسرته الحقيقية والكبيرة التي قدم لها الكثير من البذل و العطاء.. أكثر بكثير مما قدمه لأسرته الصغيرة ..!

نعم, رغم وجود العديد من رفاقه البارزين في قيادات مؤسسات الدولة المختلفة وممن يحيطوا بفخامة الأخ الرئيس هادي لم نجد أحد منهم يبادر فيهمس في أذن الأخ الرئيس ليقول له : ان راشدا قد مات ..

طوبى للغرباء في زمن قل فيه الوفاء .. وما أجمل الوفاء في زمن قل فيه الوفاء .