الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٦ صباحاً

صراع طائفي ، هان الجيش ، وكسر شرف الدولة

علي العمري
الجمعة ، ٠٦ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
لا يمكن لأي كائن من كان ان يقدر يبرر ما يحصل في عمران من صراع طائفي بين الإخوان والحوثيين تورط فيها الجيش اليمني وتورطت الدولة نفسها مُرغمة لا مخيرة لأسباب مختلفة منها ضغوط حزبية من قِبل حزب الاصلاح ( الاخوان ) ورجالاتهم العسكر ، وهذه الورطة انما هي طائفية مغلفة بدوافع سياسية وثأر بين طائفتين سنية بقيادة الاخوان تولاها القشيبي ، وشيعية بزعامة الحوثيين يقودها آية الله الحوثي .

وهذه الورطة الكبيرة الحاصلة في عمران ليس للجيش الحكومي لا ناقة ولا ثور فيها ، وكل ما يحصل ليس كما يشاع بانه دفاع على العاصمة وعلى الوطن بشكل عام وانما هناك مشكلة بين طائفتين تقتتل لأسباب دينية تحت غطاء سياسي ، والذي يحصل من تدخل للجيش فيها انما ورطة بعلم القائد الاعلى للقوات المسلحة ووزير دفاعه الذي ليس له اي سلطة على ضباطه ووحداته المقاتلة وخاصة اللواء 310 الذي يقوده القشيبي .

المشكلة هنا لم تنحصر في هذه الورطة العويصة التي ستؤرق الجميع وعلى راسهم فخامة الرئيس والشعب عامة ، انما هناك ما هو اكبر من ذلك ، ويتلخص الأمر في ان الدولة دخلت على الخط في هذا الصراع الطائفي بين فأتين تملك من النفوذ السياسي والقوة العسكرية ما توازي قوة الدولة ، ولهذا الدولة ساهمت في القتال ضد جزء من الشعب مع فئة بعينها دون مراعاة اسباب المشكلة الأصلية حتى تقوم بعلاجها بطريقة صحيحة دون اللجوء الى التدخل المباشر وتحريك الطيران للقتال في عمران ضد الحوثيين ، حيث ان الجميع يدرك ما حصل في السابق واقصد الستة الحروب التي حصلت وكان يُذم ويتهم ان من قام بها انما الرئيس السابق من قِبل الاخوان الذين اشعلوا اليوم الحرب السابعة ضد الحوثيين .

الآن الدولة في وضع لا تحسد عليه الا وهو صمود الحوثيين حتى انجبرت الدولة ان تقبل بشروط الحوثيين مكسورة الشرف بسحب جميع المقاتلين ( الإخوانيين ) والذين ينتموا الى الجيش اليمني بقيادة القشيبي ومنع تحليق الطيران في اجوا صعده وعمران ، وهذا الشرط قد حدد دخول لجنة محايدة بين الطرفين ، وهذا اقوى شرط من الحوثيين وقبوله من الحكومة انما مذلة لا بعدها مذلة ، وكذلك اهانة للجيش الذي اقحموه في صراع طائفي ليس له علاقة لا بدفاع عن الوطن ولا على الشعب من اي عدو خارجي .

وكل ما حصل انما يعتبر درس تلقاه القائمون عن هذه الحرب التي اشعلوها في عمران ، كون ذلك التدخل الحكومي وقبولها للشرط الحالي قوى من شوكة الحوثي واعطاه دافع للمواصلة في فرض شروطه على الصغير والكبير من حيث لا تدري الدولة ، واعطاه قوة في التفاوض في الكثير مما يطمح اليه وعلى رأس ذلك الطموح الحكم الذاتي لإقليم صعدة وما جاورها ( حجة وغيرها من المدن ) لأن شوكة الدولة قد انكسرت بالنسبة للحوثيين لأن ما بني على باطل فهو باطل .

والله من وراء القصد .