الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٧ مساءً

الهدنة مع الحوثيين... نكته سمجة!!

علي منصور
الجمعة ، ٠٦ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً

اولاً... كثير من بلدان العالم شهدت او تشهد حركات مسلحة ترفع شعارات معينة وتقاتل لتحقيق أهداف محددة لطوائف أو اعراق او اقاليم معلومة ... اما استقلال او حكم ذاتي او لإنهاء مظالم معينة او انتزاع حقوق مغتصبة أو اي كان ما تريد تحقيقه... اما نحن في اليمن فلدينا حركة مسلحة ... شعاراتها كلها مشفرة مثلها ... الشعار في وادي والفعل في وادي آخر... تقول أنها تعادي امريكا واسرائيل واليهود والنصارى... لكنها في الحقيقة تعادي الدولة اليمنية وتقتل اليمنيين المسلمين ... تتحدث عن مسيرة قرآنية لكنها في الحقيقة مسيرة دموية تتجه نحو صنعاء ... تسمي نفسها أنصار الله واعمالها تغضب الله ...

ثانياً... كلنا نعرف ماذا تريد حركة أنصار الله... نعرف تماماً أن لها هدف استراتيجي واحد ... خلاصته اسقاط ما بقي من هذه الدولة المهلهلة واقامة دولتها على التراب الزيدي ومعه ما تيسر لها من تراب الشوافع ... وسوف تواصل الحركة العمل على تحقيق هذا الهدف باستخدام العنف والقوة المسلحة ... ولن تنخرط لا في حزب ولا في غيره ... اللهم إلا تكتيكياً ، إن اضطرت لذلك... وبدون أن توقف مسيرتها المسلحة... تماماً مثلما فعلت عندما انخرطت في الحوار وهي تقاتل في نفس الوقت في دماج والرضمة وآنس ... ومن يحدث نفسه بإمكانية تحويل هذه الحركة الى حركة سلمية ليس إلا ساذج او واهم... وعلى الذين يتوسطون ويسعون لهدنة او تهدئة أو ما شابه أن يدركوا هذه الحقائق... فلايوجد شيئ اسمه هدنة مع الحوثيين... فالهدنة معهم ليست سوى فرصة لهم لإلتقاط الأنفاس لمواصلة "المسيرة".

ثالثاً... لا توجد دولة تحترم نفسها ولديها ذرة من السيادة الوطنية تقبل بأن تقيم هدنة مع جماعة مسلحة تتربص بالدولة وتعمل على اسقاطها بالقوة ... جماعة متمردة تهاجم معسكرات الجيش ونقاط الأمن وتقتل الجنود وتروع السكان وتفجر المساجد وتنسف منازل مناوئيها وتمضي لتحاصر مدن وتحتل القرى وتعين المحافظين والمسئولين الأمنيين ومسؤلي مكاتب الوزارات وتجبي الضرائب والواجبات في مناطق واسعة من البلاد... والدولة التي تفاوض على هدنة مع جماعة مسلحة ليست دولة ... الهدنة معناها انتقاص سيادة الدولة والاعتراف الضمني للحوثيين بشرعيتهم كحركة مسلحة وبالندية أمام الدولة... وبحقهم في الانقضاض على هذه الدولة وانهائها ... ثم هناك كارثة المراقبين للهدنة ... اليوم مراقبين محليين وبكرة بعده يطلب الحوثيين نشر مراقبين دوليين على خطوط التماس بين مناطق نفوذهم الزيدية وبقية اليمن.

رابعاً... الشيئ الطبيعي في هكذا ظروف أن تتصرف الدولة بناءً على فهم عملي وواقعي لحقيقة الصراع الوجودي الذي تخوضه معها الحركة الحوثية... فاما أن يكون هناك نظام جمهوري أو نظام امامي ... وعليها أن تنذر الحوثيين انذار نهائي بين تسليم سلاحهم الثقيل وتسريح ميليشياتهم والانخراط كحزب سياسي أو الإجتثاث ... اما أن تتواجد دولتين داخل الدولة فهذا لن يكون إلا بداية النهاية...

خامساً... الأمر والأدهى هو هؤلاء الساسة الحثالة من اشباه الرجال الفاقدين لأي احساس بالمسئولية الوطنية الذين ابتلى الله اليمن بهم ... المتكالبين على مصالحهم الشخصية وتشليح الخزينة العامة والاستيلاء على مزيد من الوظائف العليا... المنغمسين في احقادهم المتبادلة والمكايدة لبعضهم البعض متناسين أن هناك عدواً مشتركاً يتربص بهم جميعاً... وأن تفرقهم هو الذي سيمكن هذا العدو منهم جميعاً وحينها لن يبقي لهم ولن يذر... هؤلاء الساسة سيلعنهم التاريخ وسوف يسجل اسمائهم واحداً واحداً في قائمة العار الأزلي... ولن ننساهم نحن ولا الأجيال القادمة ... والى أن يرث الله الأرض وماعليها.