الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٢ صباحاً

ابتعد عن عمران 100قدم

عبد الخالق عطشان
الأحد ، ٠٨ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٢٠ مساءً
عمران مثلها مثل بقية محافظات الجمهورية تريد أن تنعم بالأمن والإيمان وجاءها ماعكر صفو ذلك وحوصرت من جهاتها الأربع وقُطعت شرايين الحياة المؤدية إليها في إعتداء صارخ على هيبة الدولة وتحد واضح وفاضح لدولة النظام والقانون سعيا لإسقاط الجمهورية من سورها وحصنها الشمالي وهو آخر تحصيناتها الحصينة الشمالية والمُسيج برجالها أبطال القوات المسلحة والأمن المرابطين في عمران وفي ثغورها ورجال القبائل على مختلف اتجاهاتهم السياسية والفكرية كلهم وقفوا صفا واحد في مواجهة وتغول زحف المتمردين وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الجمهورية.

لم تكن القيادة السياسية ممثلةً برئيس الجمهورية غافلةً عما يعمل الظالمون المتمردون وأيضا ليست غافلة عما يُقدمه أبناء القوات المسلحة والأمن ورجال القبائل من تضحياتٍ ولقد أدرك ويدرك الرئيس حجم الخطر الذي يشكله المتمردون فكان تصريحه ( أن أمن صنعاء من أمن عمران ) فكان لقاؤه بمشائخ عمران ووجهائها وكان لصقور الجو اليمني حظورهم وكذلك جمال بن عمر وتمخظ عن ماسبق لجنة رئاسية هدفها الأسمى هو إيقاف أصوات البنادق ، ولاشك أن السلام وحقن الدماء غاية عظمى لايقوم بتحقيقهما إلا العظماء..

عظيمٌ هو إنهاء حالة التمرد والأعظم هو إنهاء التمرد باللجان والإتفاقات لا بالمدافع والمجنزرات وعظيم أن يحتكم طرفي النزاع إلى لغة العقل والحوار والأعظم أن يفي الطرفان بما التزما به ، لقد كانت فرصة سانحة ومازالت الفرصة قائمة للرئاسة في إنهاء التمرد عبر لجانها وعلى هذه اللجان أن تتقدم وتتطور في كل مهمة تظطلع بها تستفيد من أخطاء سبقت فتعمل على تلافيها فهي مسنودة بالدولة ( الرئاسة) وبيدها فصل الخطاب وما طرفي النزاع إلا خصمان بغى بعضهما على الآخر ورعايا من رعايا الدولة فليسا قوتين من خارج الحدود أو من قارة أخرى ، وملامح الخصومة لا تحتاج إلى قرائن فضلا عن أدلة فباغٍ متمرد قادم بسلاح ثقيل منهوب من أملاك الدولة يريد به فرض سلطانه وفكرة بالتهجير والتفجير أوكل إلى نفسه تغيير المنكر وهو قائم على المنكر ذاته.

ألزمت اللجنة الرئاسية الحوثيين بتسليم السجن المركزي في عمران والذي تم احتلاله لكن هل ألزمت اللجنة الحوثيين بإرجاع السجناء من القتلة والمجرمين أم أن اللجنة ألزمت المحافظ وقائد اللواء310 بإرجاعهم أو البحث عن بدائل عن أولئك المسجونين واللذين كما قالت بعض المصادر أن بعضهم انظموا إلى صفوف الحوثيين لدحر أمريكا وإسرائيل!!! ، هل ألزمت اللجنة الرئاسية المتمردين بالإبتعاد عن عمران 100 كم وإخلاء كافة القرى والمؤسسات الحكومية (المدارس ، المستوصفات ، المساجد ،....) ورجوع الأمر على ماكان عليه قبل الإعتداء على عمران أم أن اللجنة اكتفت بإلزام الحوثي بالتراجع 100 قدم عن عمران مع استمراره في الحشد وتعزيز مليشياته بعناصر قادمة من مركز تمرده وما جاورها حسب ماتداولته بعض المصادر عبر شهود عيان على ذلك.

إن على الرئاسة وعبر لجنتها الموقرة وهي في موطن القوة والسلطة أن تُخبر قيادة التمرد أن الدولة هي المخولة بإقالة المسؤلين واستبدالهم وإعلام المتمتردين للمرة الألف أن السلاح والسلاح الثقيل التي تمتلكه حركة التمرد عليها تسليمه طبقا لمخرجات الحوار لمخازن الدولة وفي فترة زمنية واضحة لاتحتمل المراوغة والتأجيل والإشتراط التعجيزي وأن صعدة جزء لا يتجزأ من تراب الوطن تخضع لسلطة الدولة والذي يمثل رأسها رئيس الجمهورية الرئيس هادي وليس المواطن عبدالملك الحوثي ، وعلى اللجنة أن تتسم بالشفافية وتبيين الحقائق للمواطن فلايوجد في هذا الموضع أسرار عسكرية يُحرم ويُجرم نشرها وإنما حقائق وطنية مصيريه يجب على الشعب إدراكها ليزول اللبس ويُفضح المرجفون ومن مردوا على النفاق واللذين يلبسون الحق بالباطل عبر إعلامهم الأفاك الطامع في عودة عهود حكم سابقة مازال يكتوي بنارها إلى اليوم هذا الشعب.