الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٣ مساءً

سننجوا.. رغم الظروف والمحن

خالد الصرابي
الخميس ، ١٢ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
ربما كانت إفرازات الواقع هي من جعلتنا نشعر برغبة شديدة في إعادة النظر والقراءة الدقيقة لمفهوم العديد من الخطوات كوننا نتعامل مع المستقبل على أنه ليس إرثاً سلبياً خلفته الحروب الطاحنة, بل طريقاً شقتها إرادة جماهيرية فذة نشدت من خلال اجتيازها لصعوبة الحدث نفسه وضعاً يغاير تماماً لما اصطدمت به من حواجز جعلت جميع أبنائها يدركون بأن البقاء خلف صلابتها هو من سيبدد تلك التطلعات التي حملها كل فرد كأمل كان ينمو في كل خطوة كان يخطوها خلال مسيرته الثورية.. فليس من العدل أن تتلاشى جملة تلك الأحلام وتضمحل الى مجرد نيل أبسط مقومات الحياة لتحتل كمية الأحقاد قلوب عشاقها كبديل غير مناسب عن آمال وتطلعات لم يكن لها قياس حدودي، وأن تصبح ثورتهم التي اسقطتها أيادي المكر من صفحات التاريخ مجرد نقطة ألم تتفاقم في كل ذكرى لها حتى اليأس ليتلاشى عبق ذلك الانتصار الذي خلدته أرواح الشهداء الأبرار.. ليس فقط من خلال الصراعات المشخصنة والتي تعمدت ترك القضية الوطنية خلف ظهرها بل ومن خلال نتائجها التي تمكنت من سيطرتها الكاملة مستغلة أوضاع البلاد لتغيير مسار النهضة والبناء من اتجاهه الصحيح الى طريق مغاير لما رسمته آمال وتطلعات الجماهير إبان مرحلتها التغييرية التي لم تكن العزيمة والإصرار على ترسيخ نهجها قد جاء من فراغ.

شيء جميل أن نواجه الحقائق بشفافية مطلقة، وهذا الاعتراف سيعزز من قدراتنا ويثني العزائم لمواصلة مشوار البحث عن الحياة الكريمة الذي كنا قد بدأنا فيه، فمما لاشك أن سوء أوضاع المرحلة الراهنة جعلت الاختلاف شبه الايجابي عن السابق يبدو واضحاً أمام الجميع لكنه وعلى الإطلاق لا يعني الاستسلام والرضوخ للفشل كون الجميع يثق بأن خلف افتعالات أزمات الحاضر يقبع من أرادوا وصولنا الى هذه النتائج.. ربما يتطلب منا ذلك جهداً كبيراً وفترة زمنية قد تطول لكننا من خلال توحيد الرؤى والهدف حتماً سنجتاز التحديات كون الحد من الإرادة والعزيمة الجماهيرية ستظل من الأشياء التي من الصعب على العقل والمنطق تقبلها مهما تعددت وتنوعت أشكال وحجم تلك الصعاب والمعوقات.

«فلابد لليل أن ينجلي» لتشرق شمس الحرية..