الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٦ مساءً

قالت الايام هذا مبتداها !

د. طه حسين الروحاني
السبت ، ١٤ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
في كثير من الحالات العطارة لا تفيد، وترقيع المتهالك لن يجعله جديدا، والحلول المائلة والاسعافية لا تدوم، تحريك رقع الشطرنج دون رؤية لا تجعل المرء يكسب دائما، الرؤية والاستقلالية والحيادية وحسن الصناعة مطلوبة، ثم ان فقه الضرورات وعدم قراءة الواقع والاستماع من طرف واحد تغيب عنده الحقيقة ولا يكفي وربما يزيد من الاحتقان، كما ان الارتكان والتعويل على نفس الطرف مبالغ فيه وغير مبرر وربما يفاقم المشكلة،

الأطراف كثر والحمل كبير .. نتفهم ذلك، لكن بتر البقية وهي حبلى بهمومها لن يحل المشكلة، كما ان حرق الامال وتجاهل المطالب ربما يغير الاصطفاف ويدفع بأصحابها للبحث عن نصير آخر ولم نعد نحتمل جولات جديدة، كان لابد من الاستجابة للشارع والتواضع ثم النزول عند رغباته مهما عظمت التكلفة وبلغت الشكوك لدى الشركاء، اوتحقيق نتائج ملموسة وسريعة قبل ان تتضاعف الضائقة والسخط اويتحلل البعض من التزامات التعايش،

آلام الشارع لم تكن مفتعلة كما يحاولون تصويرها لصاحب القرار، وأنين الشارع اسمع الحجر والشجر وتفطر له كربا وحزنا، آهات الشارع لم تكن مدفوعة الاجر كما يعلقون ويدعون فذلك زمن ولى ولن يعود، ولكن للاسف المعاول نفسها والماكنات لم تتغير والادوات لم يتم تطويرها الا بفزاعات جديدة تضاف الى العزف المشروخ والشماعات المتهالكة والاصوات المرتفعة بهدف الترويع والتمرير ثم صرف الانظار ثم البقاء،

العدمية تجلت لدى أهل المال النفوذ وأولو الادعاء والصراخ، بصماتهم كانت واضحة وبقوة، نشوة النصر ومعالم التحدي لم يستطيعوا اخفائها فطفت الى السطح قبل الاعلان، اما الشماتة والازدراء والتهديد باليد الحديدية فحدث ولا حرج، مؤشرات لاحت بانسداد الافق وانعدام الحلول كنا في غنى عنها، انتصروا بفسادهم وظلامهم وانفلاتهم وازماتهم، وعادت الجمعة وعاد الخطيب، وكلما قلنا عساها تنجلي قالت الايام هذا مبتداها،،