الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٠ صباحاً

ثابت التغيير

فؤاد الحميري
السبت ، ٢١ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٣٢ مساءً
لكل بلد ثوابته التي يرسو بها آمناً من الأمواج العاتية . ويثبت بها شامخاً في وجه الزلازل المدمرة . ومع اختلاف هذه الثوابت من بلد لآخر، يبقى التغيير هو الثابت المشترك والأقدر على حماية الإنسان والأوطان ، وصيانة الحاضر والمستقبل .
وبقدر استيعاب الأمم لأهمية التغيير وخطورته ومركزيته في حياتها تكون ديمومتها ويكون تطورها . والعكس صحيح .
ولئن كان التغيير قدرا لا مفر منه فإن من نافلة القول التذكير بضخامة الكلفة التي ندفعها - عرقاً ودماً - كلما ضيّقنا على أنفسنا دائرة التغيير الاختياري الآمن، مغامرين بأنفسنا ومقامرين بأوطاننا في خضم التغيير الاضطراري المُهلِك للحرث والنسل .
ونحن في اليمن اخترنا نصف التغيير واضطررنا إلى نصفه . فأخذنا من سلبية الأخير ما رأينا به الصعب . ومن إيجابية الأول ما تجاوزنا به الأصعب.
ولعل في هذا تفسيرا لما يعتقده بعض المهتمين بالشأن اليمني ضبابية في الرؤية بل وتناقضاً في المشهد .
نحن اليمنيين - إذاً - نمتلك نصف النجاح وهو الجزء المملوء من الكأس وهذا يعني قدرتنا على امتلاك النصف الثاني إن أردنا .
كما يعني - لا قدر الله - إمكانية أن نخسر الموجود بدلاً من اكتساب المفقود إن لم نمتلك الإرادة التي نسمو بها فوق المصالح الضيقة ، والمناكفات النزقة .
وبين الفرضيتين تقف الأطراف السياسية - وكل الأطراف اليوم سياسية بامتياز - وقد تجاوزت خلافاتها حول (نظرية التغيير) عبر توافقها العلني على وثيقة الحوار الوطني كمخرج وحيد من سيناريوهات سوداء تنتهي كلها - على طريقة وادي الذئاب - بموت كل أبطالها . ليبقى التحدي الأكبر في قدرة الجميع على ترجمة الحبر إلى عرق، والأقوال إلى أفعال، منتقلين من الفلسفي إلى التطبيقي، ومن المناهج إلى البرامج . الأمر الذي يرقبه الشعب بصمت قد يغري المتذاكين بنقض العهود . لكنه بالتأكيد يحث الأذكياء على الوفاء بالوعود . ليقول هو كلمته في الأخير، وينتصر لإرادته في التغيير.

نائب وزير الإعلام