الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٤ مساءً

العدوا الحقيقي

خالد الصرابي
الاربعاء ، ٢٥ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
ليس مجرد اعتقاد بل هو اجزام على القول والفعل المقتضي على انه لم يسبق وان مرينا والوطن بوضع كهذا طبعا ليس المقصود هنا من حيث الازمات المعيشية القائمة وحسب كون هناك ما هو اشد عناء بكثير مرات . فكل من صرخ اليوم ينوح الم , او رفع يديه يشكوا مظلمة ,او كتب عن واقع معاناة قيل عنه ما لا يقال حيث يوصف بانه اما من اتباع النظام السابق الذي تغنى فيه الجميع سنوات طويلة , او وجهة اليه تهمة الانتماء الى جماعة او قوى معادية للنظام , وبهذا لا يتم انصافه , وهنا تكمن المشكلة في هذا التوجه الغير منصف من قبل معظم القيادات والتي لا تعد فقط نقطة تعثر امام جمود الحركة العملية بقطاعات الدولة والشارع اليمني بشكل عام بل مكنت عدة مسئولين من ممارسة عملية الانهاك الكلي داخل وخارج مؤسساتهم مستغلين في ذلك تردي اوضاع البلاد المتسببة في عدم التركيز على مجمل سير العمل ومتابعته المستمرة من قبل المعنيين ليصدر على ضوئها العقوبات الصارمة في حق كل متخاذل انتهج في قيادته اسلوب الاقصاء والتهميش والمحسوبية المعروفة ب"الشللية" التي لاينتج عنها سوى اضرار مادية وبشرية وتراجع ملحوظ في مستوى اداء العمل , وعند مثولنا امام وقفة وطنية جادة فأن هؤلاء هم اعداء الوطن الحقيقيون الذين وجب محاسبتهم والضرب بيد من حديد حتى لا تتفشى هذه الظاهرة المقيتة . فكما هو معروف ان الوطن قد شهد حالة تغيير اقتربت من الجذرية ابتدءا من رئاسة الدولة وصولا الى الوزارات والمؤسسات والقيادات العسكرية كخطوة ايجابية مازالت بحاجة الى مساندة الجميع كي تتمكن من المضي بالوطن الى الامام . لكن عملية الفرز والتصنيف التي اوجدتها بعض القيادات بين ابناء الشعب هدفت الى تمزيق كيان الصف الواحد من خلال التعامل على خلفية الانتماءات الحزبية والطائفية تعد النقطة التي سببت حالة من الارباك في الوسط الشعبي باعتبارها لغة صعبة كان من المفترض ان تتعامل معها القيادات بحذر شديد على ان تقدم مصلحة الوطن قبل وفوق كل المصالح لكن ذلك لم يحدث حيث كان البديل اشد مرارة وخطورة على الوطن والمتمثل في الانقسام الحاصل وسط القيادات كونه من شكل ذلك التمييز العنصري بين الطبقات العاملة اما تلك القيادات فقد انشغل جزء منها بمصلحته الشخصية ليتم اهمال المسؤولية الملقاة على عاتقهم , والجزء الاخر اهتم بعملية الفرز حسب الانتماء .. اما من تبقى منها وهي الاشد خطورة على الوطن والمجتمع فهي من قامت بتقسيم الكوادر الى شقين الاول من اصحاب التغيير والمد الثوري وتعتبرهم من المواليين للنظام الحالي . بينما الشق الاخر صنفته على انه من بقايا النظام السابق ويتم التعامل معه وفق هذا المعيار حتى وان كان هذا التصنيف غير واقعي لكنها تعمدت اتخاذ هذا السلوك لتخلق من خلال مماحكاته تصادم كبير بين ابناء الشعب الشيء الذي ندرك عدم تحمل البلاد نتائجه خصوصا ونحن بحاجة الى اصطفاف وطني للوقوف امام جملة التحديات التي يواجهها الوطن خلال مرحلته الانتقالية لذا لم يكن امامنا سوى احتساب كل من يسير في تلك الطريق على انه من الذ اعداء الوطن وقد وجب الخلاص منه قبل تمكنه من نشر سمومه القتلة.