الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٢ صباحاً

سيناريو الأسابيع أو الشهور الأخيرة

علي منصور
الخميس ، ٢٦ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
يختلف هادي وصالح في كل شيئ .... لكن من الواضح تماماً أنهما متفقان على ضرورة التخلص من الجنرال علي محسن والإصلاح... وإن كان لكل منهما اسبابه الموضوعية والشخصية المختلفة... ولكن بالإجمال فإن الجنرال كان شوكة في حلق لا نظام ماقبل الثورة وما يزال شوكة في فوضى ما بعدها... ومن الواضح ان من يحكم في اليمن لا يستطيع أن يقوم بذلك في وجود الجنرال...

اليوم يجد الرئيس والزعيم نفسيهما في خندق واحد مع الحوثيين لتنفيذ مهمة مشتركة ... وهي تقليم أضافر الجنرال والاصلاح (وأولاد الشيخ)... ويبدوا أن النجاح سيكون من نصيب هذا التخندق الذي سخر له هادي كل ما بمقدوره من اسباب النجاح... بما في ذلك تحييد الجيش وتهميش دوره والتضحية بدماء من يسقط من جنوده نتيجة هذه المكايدة السياسية... وارسال اللجان للتهدئة وترتيب الهدنات التي يستفيد منها الحوثيون ليلتقطوا انفاسهم ثم يعاودوا هجماتهم ويتوسعوا الى مناطق جديدة... ورسم الخطوط الحمراء الهزلية التي ستتواصل الى أن تصل الحرب الى ميدان التحرير ويعلن هادي شارع الزبيري خطاً احمر... وفوق هذا وذاك ابتلاع هادي لكرامته الشخصية وكرامة الدولة مع كل انتهاك يرتكبه الحوثيون في حق الدولة وجيشها وهيبتها والتضحية بدماء الجنود والضباط والمواطنين الذين يسقطون ضحايا في لعبة عض الأصابع هذه التي يمارسها هادي مع الجنرال والاصلاح وأولاد الشيخ... والتي وجد هادي نفسه في خضمها ... وإن كانت ممارسته لها تعرض البلد والنظام لمخاطر أكبر بكثير مما سلف ... مخاطر قد تورد البلاد في حرب أهلية تودي بالنظام الجمهوري برمته وتسفر عن تقسيم اليمن وتشرذمه.

نتائج معركة الحوثي مع علي محسن والإصلاح معروفة... سينتصر الحوثي ... ولن يكون ثمة رابح سواه... وهذا ليس بجديد إذ أنه في الحقيقة الرابح الوحيد في كل ماجرى ويجري منذ 2011 الى اليوم ... فهو اليوم لا يقاتل لأجل تثبيت هادي أو اعادة صالح... بل لكي يمسك بالسلطة بيديه وأسنانه... ولهذا يمكن لصالح من الآن أن يودع احلام عودة ابنه أحمد سواءً عن طريق انتخابات رئاسية او غيره...وكذلك الحال بالنسبة لهادي الذي سيخسر دوره كرئيس توافقي اللهم في حالة رأى الحوثي أن يستخدمه كرئيس ديكوري... مالم فلن يكون أمام هادي سوى ترك صنعاء في حالة من الفوضى والتوجه جنوباً لتكوين دولته المستقلة...

هكذا سيكون السيناريو في الشهور وربما الأسابيع القادمة... والمصيبة أن مايجري لايبدوا أنه يحرك أي عقلانية لدى الفرقاء للجلوس وتبادل التنازلات ومواجهة المخاطر معاً... فحزب الإصلاح مايزال مستغرقاً في قضيته الاولى وهي اقتناص المناصب لأفراده !!! والحكومة منهمكة في قضية مبيدات الجراف الحشرية واعطاء الأولوية للجنوبيين في التوظيف !!! وقوى الفساد في الديزل والكهرباء والذي قصم ضهر الخزينة العامة ماتزال تمارس فسادها كأن الأمر لايعنيها!!! ووزير الدفاع يعلن ويؤكد حيادية الجيش!!! وهادي يوجه بتجنب الاحتكاك مع الحوثيين !!!

والحل لن يكون إلا بخروج كل الأحزاب من الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات لإنقاذ البلد من دوامة الصراع الذي تخوضه أطراف السلطة القديمة والجديدة... حكومة يشكلها هادي بحرية كاملة وتتحمل مسؤلية اخراج البلد من هذا المأزق ... كما أن خروج الاخوان من السلطة ربما يعيد العلاقات مع دول الخليج الى طبيعتها ويهدئ من النقمة الحوثية ويضع الحوثيين في الركن امام جميع القوى السياسية الاخرى... ولتتفرغ الأحزاب بعد ذلك للإنتخابات البرلمانية وتحشد في هذا الإتجاه.