الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٢ مساءً

الاولوية .. لنا !

احلام القصاب
الجمعة ، ٢٧ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
اعتماد الحكومة برئاسة الاستاذ محمد سالم باسندوة قرار اعطاء الاولوية لأبناء المحافظات الجنوبية لشغل الوظائف الشاغرة في مختلف الوزارات والهيئات قد يكون قراراً ايجابياً لامتصاص بعض الاحتقان الذي تسبب به النظام السابق من خلال ممارسته لسياسة الاقصاء والتهميش بعد حرب صيف 94م وقد يتفهم البعض أن يكون هذا القرار مرحلي نظراً لما لحق بجزء من ابناء اليمن من ضيم واعتبارهم (انفصاليين) بالجملة والتجزئة وعلى هذا الاساس تم التعامل مع كل (جنوبي) حتى تثبت براءته ..

نقول هذا مع علمنا أن شيئاً لن يطبق من هذا القرار كحل تضميدي للجراح لأن القرار بحاجة لإرفاق ملحق تفسيري له لمعرفة من هو المستحق لهذه الاولوية من ابناء المحافظات الجنوبية وهل يقصد به كل ابناء المحافظات الجنوبية ام أن المقصود منطقة او مناطق معينة تم اختزال الجنوب فيها !! ..

ما كنا نحب الخوض في هذا الموضوع لو لمسنا انصاف خلال الثلاث السنوات الماضية للفترة الانتقالية برئاسة فخامة الرئيس هادي وحكومة الاستاذ باسندوة ..

نعم لا نقول هذا من منطلق عنصري او مناطقي فلو كان هذا ديدننا لما تحملنا الاقصاء والتهميش لسنوات طوال مع كوننا وحدويون (للعظم) متجردون من النزعات الحزبية والمناطقية لا نرى لاحد فضل على احد فكلنا اخوة دين ووطن ولا نرضى أن يقع الظلم على احد ..

لكن السياسة المتبعة خلال الثلاث السنوات الماضية اظهرت لنا حقيقة ان لا شيء تغير على ارض الواقع فالجميع لازال يعيش بعقلية الماضي فالأولوية تم اختزالها لأصحاب البلاد (القرية) ومقايل القات والحزب ومن لا ينتمي لهذه الثلاثية المحظوظة فلا نصيب له من الإنصاف وإن كان ممن يشملهم قرار حكومة الاستاذ باسندوة .

هناك موظفون من ابناء المحافظات الجنوبية تم اقصائهم وتهميشهم لسنوات طوال واخص هنا (ابناء عدن) هم بحاجة للإنصاف من التهميش والاقصاء فهم في وظائفهم لا يسمح لهم تبوء اي موقع لانهم لا قبيلة تسندهم ولا وجود لهم في المؤسسة العسكرية ولا ينتمون لأحزاب المكايدات السياسية ..

والبعض حصل على امر واضح بالتوظيف من رئاسة الحكومة الا أن البعض لا يفهم معنى الامر بالتوظيف لأن حامل الامر من (ابناء عدن) ويتم حفظ الامر وتجميده في ملفات الطلبات بينما هو امر صريح وليس طلباً للتوظيف ..

هذا ما يحدث على ارض الواقع يا فخامة رئيس الحكومة الانتقالية حتى اوامركم الصريحة لا يعمل بها لأنكم لا قبيلة تسندكم ولا قائد عسكري يدعمكم ولهذا عليكم عمل مرفق تفسيري لمثل هذا القرار على أن يتم تعميده من قبل مشايخ قبليون نافذون وقادة عسكريون حتى يمكن انفاذه على الجميع دون تحريف لمضمون القرار وتجيره لصالح منطقة او قرية او مقيل واعتبار ابناء عدن جزء ممن شملهم القرار والبدء بمعالجة اوضاع الذين تم اقصائهم والمهمشين في وظائفهم قبل استقدام الاخرين وتفعيل دور التوعية من قبل المشاركين في الحوار الوطني بالنزول للمؤسسات والهيئات الحكومية بضرورة افساح المجال لأبناء المحافظات الجنوبية لتبوء المناصب ومن ضمنهم ابناء عدن ..

لا احبذ الحديث بهذه اللغة مطلقاً الا أن اسلوب ( دقها عماسه ) وطول الانتظار علَّ وعسى سيدرك البعض ان ابناء عدن جزء لا يتجزأ من الوطن اليمني لهم حقوق مثلما عليهم واجبات هو ما دفعنا للتذكير بمثل هذا المقال ( لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) او علينا أن نستلف شيخ قبلي نافذ او قائد عسكري ليكون سنداً ودعماً لنا ..

فهذا هو الحال عندما لا يسود القانون ولا يتساوى الجميع امام الدستور والانظمة والقرارات الحكومية وسيبقى دائما هناك من يمارس بحقهم الاقصاء والتهميش والظلم وسيبقون بحاجة لمن ينصفهم والقرارات الترقيعية قد تزيد من الاحتقان والتنافر بين ابناء الوطن الواحد ولا تحل مشكلة..