الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٥ صباحاً

صوت صفير البلبل

الشرجبي معتصم
الثلاثاء ، ٠١ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٦:٢٠ مساءً
بعد ليلة قارسة البرودة , ساخنة الأحداث , صاخبة الإيقاع دوت فيها الانفجارات في أرجاء متفرقة من مدينتي المكلومة, لتقضي على الحياة فيها , هدأت كل الأصوات إلا صوت واحد , انه صوت الموت.

وفجأة وبدون أي مقدمات, ومع لحظات بزوغ أشعة صبح يوم جديد , سمعت أصواتاً لا أكاد أصدق أذني وأنا اسمع ترانيمها الآسرة , خلت أنني في حلم جميل, لكنها الحقيقة, إنها أهازيج البلابل وتغاريد العصافير, شقت طريقها إلى أفئدة الناس قبل مسامعهم , خرجت من أعشاشها المهترئة شكلاً والمتماسكة فعلاً ومضموناً, لترقص مع نسمات الهواء العليل, رغم رائحة البارود, تقبل أشعة الشمس الدافئة رغم لهيب الأكوام.

صوت وصورة, منطق وعمل, يحاكي قلوب اليائسين ليعيد الأمل فيها, ويدق في وجدان الخائفين ليبعث من جديد روح الإباء في أرواحهم التي أنهكها السكوت.

إنها دعوة للحياة تصدح بها أرق مخلوقات الله في الكون وأكثرها ركوناً للسلم والسلام, فهل لنا منها من معتبر ؟؟ .
تغرد لتوصل رسالتها مهما يكن الصخب من حولها, فصوت الحياة أبلغ.

ومهما أطال الليل سكوتها فإنها لا تفتأ تنتظر شروق الصبح لتؤدي دورها في الحياة, طالما وهبتها الحياة فرصة لذلك .