الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٥ مساءً

رفع الرواتب وحقيقة مسرحية المصالحة

صلاح العليمي
الخميس ، ٠٧ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
تشير العديد من الدراسات المُتعلقة بإحصائيات نفقات الأسر في العديد من المجتمعات أن الأسرة تنفق مابين ( 15 - 20 ) بالمائة من دخلها في التنقل أو وسائل المواصلات على هيئة شراء بنزين أو مقابل نقدي لتلك الوسائل ، وحيث أن وسائل التنقل في اليمن تقليدية حيث لا يوجد وسائل حكومية ولا مترو أنفاق ولا قطارات علوية أو أرضية ولا حتى باصات تملكها وتديرها الدولة بحيث تصبح قادرة على التحكم في أسعار التنقل كما هو الحال في العديد من الدول التي تحترم مواطنيها .

فقد بات في حكم الضرورة بعد رفع الدعم عن المشتقات النفطية ( والذي بطبيعة الحال لم يكن مقرراً الا لمساعدة الناس في نفقاته الحياتية ولو بالجزء اليسير) وحيث أن من أهم الأسباب التي سردتها الجهات المعنية بهذا الرفع هو أن جزءً كبيراً من هذا الدعم و يبلغ 40% لم يكن يذهب سوى الا جيوب المتنفذين و المهربين أو ما يطلق عليهم بتجار النفط الحرام ، وحيث أن الدولة كما تقول تسعى جاهدة لمكافحة تلك السرقات ومنع التهريب فهذا يعني أن الدولة لم ترد الاضرار بالناس ولكنها مغلوبة على أمرها في ذلك القرار حماية للمال العام من السرقة وبأن ذلك الدعم لم يكن ذا فعالية ناجحة تؤدي الهدف من إقراره قبل ثلاثين سنة وتحقيقا للمصداقية من جانب الحكومة فقد بات في حكم الضرورة أن تقوم بمعالجة وسيلة إيصال ذلك الدعم للناس بطريقة أكثر فعالية وأن يعود هذا الدعم الى الناس بواسطة المسار الأقصر، وحتى لا يقال بأننا نغرد خراج سرب خطط الحكومة في التقشف فلن نبالغ ونطلب عودة الدعم المقدر بثلاثة مليارات دولار كاملا الى الناس كما قد تفهم الحكومة المغلوبة على أمرها وإنما نطالب بجزء يسير من هذا المبلغ يصل مباشرة الى الناس دون أي خوف من أن يتخطفه لصوص النفط ، فليذهب نصف مليار دولار فقط لدعم الناس مباشرة وتبقى البقية الباقية في خزينة الدولة.

ورغم أن كثير من الساسة والمحللين قد بدأت خيوط اللعبة السياسية تتكشف لهم بعد لقاء المصالحة التاريخي وبدأت حقيقة انضمام الجنرال لصفوف الثورة الشبابية التي أضحت بعد ذلك الانضمام (سقطة شبابية) جراء إجهاضها في مهدها من قبل الجنرال ، ولم تكن المسيرات الغاضبة ولا حتى الزاحفة تتجاوز حدود شارع الزبيري حتى تعود إدراجها الى مخيم الاعتصام ، ومعلوم أن كل تلك المسيرات كانت تدار من قبل عسكر الجنرال ، وبهذا يكون الجنرال العجوز قد نفذ الخطة على أكمل وجه وأنخدع الجميع فكانت مسرحية المصالحة وعلى كلِ فالجميع قد أستبشر خيراً بها رغم ما قد تخفى وراءها.

وعودة للمعطيات المذكورة من حجم الدعم المالي ونسبة النفقة الشهرية على المواصلات للأسرة ونسبة الفاقد من ذلك الدعم فقد أصبح من البديهي والواجب زيادة رواتب موظفي القطاعين العام والخاص بنسبة لا تقل عن نسبة زيادة مادة البنزين والتي بلغت 62.5% ... فهل يفعلها فخامة الرئيس ويعيد لهذا الشعب المطحون جزءً من حقوقه المسلوبة وبطريقة صحيحة لا تشوبها أي أعذار مستقبلية توجب إزالتها .... هل تفعلها يا فخامة المُشير هادي ..!!