الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٧ مساءً

على مذبح الشيطان!

د . أشرف الكبسي
الأحد ، ١٠ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
ما عساك تقول.. وأي كلمات تجرؤ على التواجد في حضرة الأم الثكلى، وهي ترى رأس وليدها (الجندي) ، يُذبح ، باسم الله والوطن، على قبلة نقيض الدين ومعكوس رحمة الديان ، وبأياد كائن (داعشي) لا بشري، بدا لأمه يوم ولدته إنسان ، وهمس أبوه حينها عبثاً في أذنيه بكلمات الرحمن وتمتم بالآذان.. المسكين لم يدر أن وليده هو الشيطان..!

هل تذوق أحدكم بشاعة سكين ترتوي دناءة وجودها من عنقه المرتجف، لتفصل - مع ابتسامة على وجه الجزار اللعين - رأسه المكتظ بعلامات الاستفهام والدهشة والخيبة عن جسده المثخن بكل شيء..؟

إن كانت الإجابة بلا ، واحسبها مؤقتاً كذلك ، كان حري بنا ، حكومة (مغايرة) وشعبا ، وهذه أكتافنا ما تزال تحمل بحمد الله رؤوسنا ، أن نستشعر بصدق مأساة (العرضي) والسبعين الجريح ، وهذا وذاك الجندي الذبيح من أجلنا ، ونتحمل مسؤولياتنا لأجل عدالة رحيله وبقائنا.. أن نطرح جانباً هراء خلافنا ونرحل بعضاً من حماقات اختلافنا ، فنحن وإن تخاصمنا لسنا فجرة ، ونحن وإن تقاتلنا لسنا قتلة.!

مع احتفاظنا بحقنا المحموم في غباء الصراع ، لنوحد ، بعد استعادة ذاكرتنا الأخلاقية ، صفنا الإنساني وصفوفنا الوجودية ، إن لم تكن الوطنية، فالقبح القائم القادم يتهدد وجودنا جميعاً ، وما لم تكن حربنا عليه وتجفيف منابعه أول أولوياتنا ، فأقرأ السلام تحت سكاكينه على رقابنا ، وقل وداعاً لمفردات الشرف في قاموسنا.!

وكفى توظيفاً رخيصاً يا أصحاب القلم الرخيص.. فلا فرق بين بائع الكلمات وبائعة الآهات.. كفى يا عار السلطة وحكومة (الخذلان) تباكياً سياسياً هنا ، ولهواً هناك بالرؤوس ، وتصفية متسخ الحسابات بالأشلاء والجرعات وتمزيق النفوس.. فما الفرق ، بقانون الجحيم ، بين شيطان رحيم و(إنسان) رجيم ؟