الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٤ صباحاً

وطن الألف جرعة..!!

ادم امير المزحاني
الاثنين ، ١٨ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
بالأمس كانت المسئلة تهون حين كانت لترات البترول والديزل بالسعر الذي يقاوم على دفعة ؛لتكن اليوم عجز كبير وسافر بحق الحياة المعيشية بالنسبة لمواطن كمواطن يمني الذي مازال يتجرع جرع الحرمان من مذلة التشظي في قوت يومه والفقر والجوع والبطالة ...,فجروح المرض والبطالة والتخلف وما خلفتها الأزمات السابقة مازالت باقية تنخر في جدار الوطن وأبنائه..فكيف اذاً لمواطن ان يتحمل فوق كل هذا جرع إضافية مدمرة لكيان المجتمع المعيشي رغم الطفح الحاصل لمتطلبات الحياة الأساسية...؟! إغفال الدولة وتسرعها في إنزال وإقرار الجرعة عملية معجلة لهدم الترابط المعيشي والحياتي معاً بالنسبة لأبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة وايضاً المهمشة حيث وان أوضاع الواقع لأتشجع بأكثر من هذه المعانات التي لم تخلص بعد.

ليس بمقدور المواطن اليوم ان يتحمل كل هذه الأعباء التي خلفتها سياسة الدولة البلهاء ،وسياسة الساسة المتناحرة على كرسي الحكم ,فكل أشكال العذاب التي مر بها ـ ومازال ـ المواطن هي عار على حكومة وفاق وطني أخفقت بعملها تجاه الوطن ومجابهة أوضاعة المتردية ..فجرع الموت المقررة هي إحدى عناوين الفشل والانهيار لخطط القادة والمسؤولين على أمور هذه البلاد المنهارة ...والتصرفات العشوائية كفرض جرعة مثل هذه فيها نوع من المغامرة ضحاياها هما المواطنون المغلوب على أمرهم...فالواقع لا يفرض الاستجابة لرفع الدعم عن المشتقات النفطية كون الوطن ومواطنيه يعيشون أبشع مراحل تاريخهم وأردئ مراحل أيامهم ,لهذا كان من المفترض ان يتسنى الأمر الى ما بعد تعافي وإصلاح حال اقتصاد البلد واسترجاع الوطن على اعتبار الوطن كينونة الاستقرار وبوتقة إصلاح بين الفرقاء ؛لكن تظل حماقة الدولة وسذاجة مسؤوليها هي الصواب وخاصة عندما يغيب الوطن ويرحل الشرفاء والمناضلين من أبنائه... حينها يبدو المشهد اكثر كئبة ..وفراغ تملئه وحشة المنظر وانكسار المكان.

كان يفترض على الحكومة المنتهية صلاحياتها والدولة المفقودة شرعيتها بدلاً من إقرار هذه الجرعة الغير مدروسة وتجريعها المواطن ليتحمل بعدها ويلات كثر من العذاب الحقيقي في وضعه المعيشي الذي هو في الأصل متدهور ـ ان تعمل على استرجاع كل أموال الدولة المنهوبة مع محاسبة كل الفاسدين والنافذين على حده ..أما بالنسبة لقضية رفع الدعم فهذا يعني أضحوكة وسخافة ساذجة افتعلها اصحاب القرار بحجة الاستفادة من هذه الأموال في مشاريع تنموية اخرى ...كون رفع الدعم عن المشتقات لا يعني شيئاً للمواطن اليمني على اعتبار ان تلك الأموال التي كانت تروح كدعم للنفط ـ حسب أقوالهم ـ هي في الأصل ذاهبة الى جيوب النافذين والفاسدين أنفسهم ..والمواطن بكل تأكيد غير مستفيد منها إطلاقاً ..!!