الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٠ مساءً

شكرا عبد الملك

يوسف الدعاس
الأحد ، ٢٤ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١٢:٠٢ صباحاً

يختلف اليمنيون ويتصارعون ، ويتنافسون فيما بينهم ، ولكنهم إذا ما حزبهم أمر خطير تراهم يندفعون كالأسود تاركين خلف ظهورهم جراحهم وخلافاتهم وبرزوا لمواجهة الخطر الأكبر خاصة إذا ما كان هذا الحدث يهدد الوطن وأمنه وإستقراره .

خبرنا ذلك عن شعبنا العظيم في محطات الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر من فلول الملكية ، وتداعى اليمنيون لفك الحصار الذي ضرب على صنعاء حين ذاك والذي عرف بحصار السبعين ، حيث كان الملكيون يستهدفون صنعاء رمز الجمهورية الوليدة ولم يكن سكان صنعاء حينها يتجاوزون ال 60 الف نسمة .

وعرفنا شعبنا في حراكه ونضاله المستمر لتحقيق الوحدة اليمنية شمالا وجنوبا وتوحده قبل أن يتم الإعلان عن الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م وحين حاول الواهمون اختطاف الوحدة بمسميات الإقصاء وغيرها اصطف اليمنيون جنبا إلى جنب وواجهوا التمرد بشجاعة وبسالة حتى اندحر المتمردون الانفصاليون خائبين .

وخبرنا شعبنا المغوار في فبراير من العام 2011م ونزوله سلميا في ساحات الثورة لإسقاط النظام بعد أن أصبحت المخاطر تهدد الوطن بسبب الفساد والعبث ومشرع التوريث الذي كان يريد العودة باليمنيين إلى العهد الملكي بلباس جمهوري وتحملوا الجوع والتعب والمعاناة والرصاص بصدور عارية حتى رحل رأس النظام وسقط مشروع التوريث وبقي المشروع الوطني ، ليأتي اليوم من يدعي أحقيته بالحكم وبأن الله اختصه وسلالته دون بقية اليمنيين بوحي من السماء ليعود من جديد بلباس ( حقوقي إنساني ) للانقضاض على السلطة بمسمى الجرعة متجاوزا كل مراحل النضال والتحرر التي عمدها شعبنا اليمني بدمه ، محاولا التسلسل خلسة وسط غفوة من اليمنيين ليمتطي ظهورهم مظهرا حرصه المفاجئ على الفقراء و المعدمين مستغلا حاجتهم رغم انه احد أسباب انهيار الاقتصاد الوطني بالحروب والمآسي الذي قادها ضد اليمنيين وقتل الآلاف منهم وشرد أطفالهم ونسائهم والذي وصل عددهم كنازحين في مخيمات الإيواء إلى ما يقارب ا(300 الف مشرد ) أخرجهم من ديارهم وأرضهم في صعدة ، وحجة ، ودماج ، وعمران ، والجوف ، لأسباب وحجج تخفي نهمه بالسيطرة على الأرض وقضم الجغرافيا .

شكرا عبد الملك لأنك كشفت عن وجهك ومشروعك الحقيقي ليعرفك المخدوعون أما الأحرار فهم يعرفون بالضبط ماذا تريد ، شكرا لأنك أجهضت كل حملة مباخر مشروعك السلالي الذي يطوف السفارات ومقرات المنظمات الحقوقية ليطمس آثار ودلائل انتهاكاتك الفظيعة التي سببتها لليمنيين .

شكرا عبد الملك لأنك بقفزتك لحدود صنعاء حاضرة اليمنيين شاهرا سلاحك في وجه مولد الجمهورية وضعت نفسك و مشروعك في مآزق مع كل اليمنيين بلا استثناء لأنك أصبحت مصل مضاد استنفر اليمنيين وردوا بجزء بسيط من جماهير سبتمبر في تعز و إب والحديدة وذمار ، وقبائل اقليم سبأ ، واحرار إقليم آزال ، وسمعت نداءات رفض دعواتك العنصرية للتظاهر في المحافظات الجنوبية .

شكرا مرة أخرى لأنك توحد اليمنيين للاصطفاف رفضا لمشروعك وقمت بتذكيرهم بجمهورية مغدورة من قبل القائمين على النظام الحالي لفسادهم أولا وثانيآ لخيانتهم القسم الجمهوري بالسماح لك بالوصول إلى صنعاء متجاوزا كل أساليب وأدوات العمل السياسي والسلمي وسيقوم اليمنيون بالدفاع عن جمهوريتهم متجاوزين السلطة الحالية إذا ما لزم الأمر .