الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٩ مساءً

على نفسه، هو أول ما يحتاجه "هادي" من دعم

عبد الله دوبلة
الاثنين ، ٠١ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٢ صباحاً
يحدث أن يقاتل بطل أسطوري كـ"أخيل"، وهو لم يكن مضطرا، مع ملك كل قضيته هي أن أخاه البغيض لم يستطع الحفاظ على زوجته الجميلة التي فرت مع أمير طروادة.

لكن ماذا حين يكون الأمر مصيريا ومتعلقا بأمر وطن وجد نفسه ودولته الآيلة للسقوط مرتبطا بأداء ومصير رئيس انتقالي، قيل له إنه السيامي البديل عن السيامي الأول الذي أدت عملية فصله عن الدولة إلى كل هذا الخطر الذي يتهددها الآن و إن هذا "البديل" قد يساعده على تجاوزه، هل يكون الوقوف معه مبررا ومقبولا حين يكون هو أيضا أحد أكبر المساهمين في تفاقم الحالة؟!.

في بلد متخلف كاليمن، حيث يعبر عن الدولة والرئيس كشيء واحد، لا تتوفر أمامك خيارات كثيرة، وحين تقرر أن تكون مثابرا وطموحا، سيكون عليك أن تدفع الثمن. فقد كلف قلع "صالح" كل هذا الانهيار في بنية الدولة، غير أنهم يقولون إن قلع خلفه قد يقضي على ما بقي منها.. قد نجد أنفسنا مضطرين للوقوف مع الرئيس لا لأجله، وإنما لأجل ما تبقى من هذا الوطن، ولأجل إعادة بناء دولته، وقبل ذلك الحفاظ عليها من المخاطر الراهنة التي تتهدد وجودها ذاته. هذا الأمر كما هو لا لأجل أحد، هو لا يحتاج أن يكون ضد أحد، كما أن الحرب ليس التعبير الوحيد الذي قد يعبر عنه.

فـ"هادي"، هو الرئيس الآن، وهو المسؤول الأول عن الدولة و عن البلد والحفاظ على أمنه واستقراره، كما هو المسؤول الأول _أيضا_ عن المهمة التي جيء به لأجلها لإنجاح التسوية السياسية والمصالحة، وقيادة الانتقال السياسي والديمقراطي. والجميع يدعمه لأجل ذلك، ولا يكاد يخلو بيان عن القوى الدولية في مجلس الأمن أو الإقليمية في "الخليج" من التأكيد على هذا الأمر، حتى أن القوى المحلية وهي تختلف معه أو مع بعضها لا تنسى تأكيدها على دعمه.

قد يكون هو المتاح الوحيد أمام الجميع، ولأنه كذلك قد يكون التأكيد على دعمه وفي كل الأحوال هو أقل الخيارات سوءا، إن كان هناك من خيارات أخرى في الأصل. لكن. هل يكون تجديد الدعم له هو كل ما يمكن فعله؟، وهل هو كاف لتحقيق الهدف من فعاليته وكفاءته في الوظائف المنوطة به؟، ماذا لو كان هو وأداءاته في الفترة الماضية أحد الأسباب الرئيسية لعدم الفعالية في تنفيذ تلك المهام، وربما إرباكها والانحراف عنها؟!.

فحين تكون التسوية السياسية على قاعدة المبادرة الخليجية هي الأساس لوظائف الرئيس في تحقيق المصالحة والانتقال السياسي السلمي، على أحدهم أن يقول له إنه لم يكن موفقا بخروجه عنها في استعداء صالح وأنصاره، حيث هو وهم طرفا في التسوية والجميع قبل بذلك. ولأن الأمر كذلك على أحدهم أن يقول له أيضا، إنه لم يكن موفقا في استخدام الورقة الحوثية في عمران لاستهداف طرف سياسي وقبلي هو شريك في التسوية كذلك، وإن هذه اللعبة إضافة إلى استعداء صالح هما من أتى بالحوثي إلى أبواب العاصمة وأنه كان له شرف المساهمة.

وحين تكون وظيفته انتقالية، على أحدهم أن يقول له أنه لم يكن في حاجة إلى الكيد السياسي واللعب على جميع الأطراف لتحقيق مكاسب سياسية له وعلى حسابها، وأنه كان يمكنه فعل ذلك للدولة وبدعم الشعب، على أحدهم أن يذكره أن الغرض من هذه الوظيفة هو انتقالي ولإنجاز الدستور الجديد والذهاب إلى الانتخابات في أقرب وقت.

قد لا يكون هناك من خيار آخر للحفاظ على ما تبقى من الدولة من المخاطر الراهنة، أو إعادة بناءها وتحقيق الانتقال السياسي، غير دعم رئيس الدولة حيث هو المسؤول عن ذلك. إلا أن مثل هذا الدعم إن لم يقرن بتذكيره بوظائفه التي جيء به لأجلها، وبتنبيهه إلى ما كان انحرافا في أداءاته عنها، لا أظن أنه قد يفي بالغرض. فدعم المرء على نفسه هو أول ما يحتاجه المرء، وهو أحوج ما يكون حين يكون رئيسا.

من صفحة الكاتب على "الفيس بوك"