الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٦ صباحاً

الرد على مقولة تمرد الحوثي مثل ثورة 2011

طارق عثمان
الاثنين ، ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٠٠ صباحاً



أتحاشى كثيرا الرد على من يأتي ليبرر ما يقوم به الحوثيون الآن من الفوضى في صنعاء بقوله " أنتم فعلتم هذا في 2011 م " أو بأي صيغة أخرى تؤدي نفس المعنى ...
والسبب أني أجد الحجة واهية متهافتة لا تستحق الرد
لكن تكرار تجنبي للرد فُهم منه أنها العبارة المفحمة فازداد استخدامها بشكل مفرط ولذلك سأخصص لها هذه الأسطر التي توضح الفروق الجوهرية بين الحدثين ..

1- لماذا قامت الثورة وضد من ؟ .
قامت ثورة فبراير 2011 م بعد 33 سنة شعر فيها اليمنيون وخاصة الشباب منهم بانسداد تام في الأفق السياسي و إمكانية التغيير مع تصلب النخبة السياسية الحاكمة تجاه مطالب الشعب و السير نحو التوريث الكامل ابتداء من الرئاسة حتى الوظيفة الصغيرة و لم يكن هناك من منفذ إلا صناعة التغيير بالثورة السلمية . في حين أن الحوثيين يفتعلوا كل هذه الفوضى بعد انفراج سياسي غير مسبوق وبعد مؤتمر حوار استمر اشهر تمثل مخرجاته وتطبيقها جسر العبور لليمنيين نحو المستقبل ومن يريد التغيير الحقيقي والجذري والمؤثر سيسعى إلى البدء في تنفيذ المخرجات وعدم جر الوطن بعيدا عنها فالجميع تم إشراكه في صياغتها و الجميع ممثل والجميع له فرص متكافئة شبابا ونساءً ومجتمع مدني وأحزاب سياسية وشخصيات اجتماعية ...
إذن فغيرهم فتح أبواب الحرية وهم يغلقونها غيرهم أزال كل العوائق أمام التغيير وهم يضعونها ، غيرهم فتح الآفاق للجميع وهم يريدون الاستحواذ عليها .. هم يتصرفون عكس عقارب الساعة منذ 2011 م
الثورة لم تكن ضد صالح لأنه مجرد حاكم بل لأنه لم يعد هناك أمل في التغيير الديمقراطي والتنافس الحر والشريف ولا فرصة لتمثيل الجميع واشراكهم في القرار ولا فرصة التداول السلمي للسلطة ولا في بناء دولة مؤسسات ..
وحينما وضع اليمنيون أرجلهم على الطريق الصحيح يأتي الحوثيون بثورتهم المضادة لينسفوا كل شيء ثم يريدون أن نساوي فعلهم بما حدث 2011م في حين أن أي تيار الآن يستطيع أن يحقق الكثير بطريقة سلمية لو تم تنفيذ مخرجات الحوار ..

2- من هم الثوار ؟
في 2011م عندم كنت تقلب قنوات العالم كلها تجد المتحدثين من كل الأطياف اليمنية شبابا وشيوخا نساء ورجالا بل تم استضافة اطفال على قنوات عربية ، كنت ترى الاصلاحي والحوثي والاشتراكي والناصري والمستقل ترى توكل كرمان و سامية الأغبري و بشرى المقطري ونادية عبد الله وعفراء الجبوبي ترى وسيم القرشي و مانع المطري و علي البخيتي و وعبد الهادي العزعزي ، ترى الطبيب و المهندس والمحامي والعامل والطالب وربة البيت ، ترى القبائل من كل ناحية تركوا ثاراتهم وجاؤا للوطن ينشدون المستقبل ، ترى ساحات التغيير و الحرية في تعز و الحديدة وصنعاء و عدن و المكلا وشبوة وحجة ومارب والجوف والمحويت وفي كل ساحات المحافظات تقريبا واليوم لا ترى سوى البخيتي ومحمد عبد السلام واسامة ساري وعبد الملك الحوثي و قبائله ثم يقولون ثورة الشعب ...

3- كيف ثاروا ؟
لم يخرج ثوار 2011 م بالأسلحة الثقيلة ليطوقوا صنعاء من جهاتها الأربع و لم يكونوا قبل وصولهم إليها قد مروا بعشرات القرى والمدن والقبائل يعُملون فيها قتلا وتدميرا وتنكيلا ويوجهوا سهامهم ضد من قام في 2011 تحديدا ويتحالفون مع كل من عادى تلك الثورة ..

4- ما هو الهدف النهائي للثورة ؟
كان الشباب يعلنون أهدافهم بوضوح ولم يكن لديهم مانع أن تتحقق هذه الأهداف على يد أي جهة أو أي طرف على أن يشترك الجميع في صناعة المستقبل فقامت حكومة بشكل توافقي لم يستأثر بها طرف رغم بقاء حزب المؤتمر صاحب أغلبية تشير إلى أن الثورة لم تأتي الاستئصال واجتثاث تيار بمجمله بل إن أكبر مكونات الثورة لم يحصل سوى على 25% مما حصل عليه الحزب الذي ثارت عليه و ذلك لأنها وضعت قوعد لا يهم بعدها من سيحكم بها وهي مخرجات الحوار الوطني .. أما الحوثي فلا يرى إلا نفسه وتخلى عن كل من كاان يتعاطف معه و وضع يده فقط في يد مراكز قوى قبلية و عسكرية كانت هي من قامت ثورة 2011 م ضدها ويعلن بصراحة أنه قادم لاستهداف أطراف معينة رغم أن الواقع يقول أنه سيستهدف الجميع وأن الخطاب تكتيك مرحلي لا غير ...

الفروقات كثيرة لكن أكتفى بهذه الفروقات الثلاث فإني أظنها تفي بالغرض فالحجة متهافتة اساسا لعلهم يعقلون