السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً

استدعاء داعش

سامي نعمان
الاربعاء ، ١٧ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٥١ مساءً
خلال فترة حروب صعدة واتهامات نظام صالح لايران بدعم الحوثيين، كان المنظرون المدنيون الرافضون للحرب يصفون تلك الاتهامات بانها استدعاء لايران.

وبما ان الفكرة ذاتها فان ما تقوم به جماعة الحوثي حاليا من عدوان بربري على خصومها الذين تنتقيهم بمعايير طائفية بامتياز وتتنمر عليهم بقوتها المفرطة وتتهمهم بالدواعش كمبرر لتصفيتهم، انما هو استدعاء فعلي لداعش التي لم تعرفها بعد ويبدو ان قيادتها لا تكترث لذلك طالما تظن نفسها ستكون في مأمن من وحشيتها المضادة.

و"داعش" هنا مجرد اسم للخصم الحقيقي الجديد الذي سينبري للدفاع والهجوم باسم "أهل السنة" الذين يبطش بهم مسلحو الحوثي وينكلون بهم ويفجرون منازلهم ومساجدهم في عدوان بربري همجي ارهابي مكتمل الاركان.

تصرفات جماعة الحوثي الصبيانية الطائشة يجب ان تتوقف، وهي مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع..

اخص بالذكر هنا اخواننا من اتباع المذهب الزيدي الذين يتحدث الحوثي باسمهم، وبالتزامهم الصمت يبدو وكأن ذلك بمثابة قبول بالامر الواقع.

هذا ليس محاولة للوقيعة، واكثر ما امقته هو التصنيفات الفئوية أو الطائفية او ان يتحدث شخص او يمارس فعلا كممثل عني أو غيري مناطقيا او مذهبيا أو ما إلى ذلك، بل محاولة للفت الانتباه واستشعار الخطر المحدق بالجميع بفعل وأثر هذه المغامرات الحمقاء على نسيجنا الاجتماعي.. كل المؤشرات تدل أن البلاد تتجه نحو حرب اهلية اذا لم يلجم العنف والارهاب من مختلف مصادره.

وكما يكفي ان يوجه الحوثيون، بمن فيهم - للأسف - زعيمهم ورجلهم الاول، وصحفيوهم والكتيبة المدنية، لشخص ما تهمة انه داعشي، فذلك يعني انه اصبح مرهبا ينتظر القتل او التهجير و تفجير المنزل.
وكما يقتل هؤلاء بتهمة داعش، وبدون لجم هذا العدوان، فسياتي قاتل وسفاح "داعشي" حقيقي او حامل للتهمة ليمارس القتل بعمى على الطريقة الداعشية، بحق كل من يصنفهم روافض وحوثيين.. بمزاجه فقط، وبطريقة اقذر مما يفعل هؤلاء..

لا تركنوا؛ اعزائي؛ الى اوهام الأمن الذي تجلبه جحافل مسلحة تحمل القتل والظلم، دون الانصاف والعدالة والمساواة، ولا تعولوا على قدرة المجاهدين الحوثيين على ضبطه، فغواة العنف لهم طرقهم في القتل والاجرام، وصنعاء ليست صعدة، ومهمتنا جميعا هي العمل على تعزيز التعايش وترسيخ المواطنة والحفاظ على النسيج الاجتماعي.

هناك خطر محدق بالجميع، دون استثناء، ليس في صنعاء وحدها بل يمتد الى معظم مناطق البلاد واريافها الكثيرة، والمسؤولية تقتضي ارتفاع الاصوات المنادية بالسلام والمواطنة والتعايش، الرافضة للعنف والارهاب والكراهية والطائفية.

مستقبل اليمن موحش، ومستقبل ابنائنا جميعا مرعب وميئوس منه في ظل المآلات التي يرسمها لنا الطائفيون؛ ارباب مشاريع العنف والارهاب.

من صفحة الكاتب على "الفيس بوك"