الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٥ صباحاً

بل سقطت صنعاء ياريس!

احلام القصاب
الاربعاء ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:١٤ مساءً
بعد سقوط الدولة في قبضة الحوثة ومثلما حاول اعلام الحوثة الحديث كثيراً عبر اللقاءات في القنوات الفضائية بأنهم حرروا هادي من هيمنة بعض القوى المتنفذة التي كانت تسيطر على قراراته ..

هل يستطيع هادي أن يقنع الشعب أن الحوثة سيكونون اكثر مدنية واحترام لقواعد اللعبة السياسية وانهم سيتجهون لتسليم هادي كل السلطة او أن هادي اصبح اليوم حر في قراراته اكثر من اي وقت مضى وهم من اكتسح العاصمة بميلشياتهم !! ..

لا اظن أن أي مبتدئ يفهم الف باء السياسة لا يدرك أن هادي اليوم اوقع نفسه في سجن حقيقي وتبعية كاملة لإرادة وإملاءات الحوثة (وإن انسحبوا شكلاً من صنعاء) الذين يحاولون جاهدين اظهار انفسهم على انهم المخلص المؤتمن الذي قام بتخليص هادي من سيطرة الطرف الثالث (هذا التوصيف ردده محمد البخيتي كثيراً على قنوات الفضائية) بإسقاطهم لبقايا دولة انهم يسعون لإشراك الجميع في الحكومة وعدم اقصاء أي طرف والجميع يدرك انهم يهدفون لتمرير انقلابهم على الجمهورية بسلاسة مرحلياً حتى يتمكنوا من الاطباق على كل مفاصل الدولة ووقتها سيبدأ مسلسل الاقصاء والتهميش والتصفيات والاختطافات والاخفاء القسري وفق القوائم السوداء التي اعدوها سابقاً لكل من خالفهم ويخالفهم حتى الرأي ومن يدفع بهم من خلال التحالف الخفي (وليس بخفي على احد) بالتهمة المعلبة والجاهزة للاستخدام (التكفيريين ) ..

فهل يظن البعض أن الحوثة بعدما اسقطوا بقايا الدولة الشكلية سيذهبون بسلام الى قواعدهم في صعدة ويتركون لهادي اكمال مشروع اليمن الجديد ..

ما يحدث في صنعاء لا يمكن أن يخرج عن ما يحدث في المنطقة وعلى وجه الخصوص في العراق وسوريا والحملة العالمية لمحاربة داعش فلضمان عدم حدوث أي رد فعل للجماعات المناوئة للسياسة الامريكية دفعوا بالحوثة في الصورة لدخول صنعاء من اجل تشتيت القوى المناوئة لسياسة امريكا في حربها على داعش بينما اللاعبون الحقيقيون يتوارون عن الانظار فأمريكا تعلم أن داعش ليست بتلك الخطورة التي تستدعي كل هذا الحشد العالمي لمحاربتها بل يكفيها استخدام الطائرات بدون طيار مثلما يحدث في اليمن لملاحقة القاعدة فالهدف الحقيقي للحملة الامريكية اسلحة حديثة يراد تجربتها في معارك حقيقية والترويج لها وافضل ساحة لمثل هذا العمل سوق الشرق الاوسط وبمشاركة الزبائن المحتملين لشراء مثل هذه الاسلحة ..

ليتم بعد ذلك التوجه لضرب الحوثة في حال بسطوا نفوذهم على الحديقة الخلفية للمملكة وبمشاركة حلفاء السعودية التاريخيين والجيش الذي توارى مؤقتاً الا أن الحوثة على ما يبدو ادركوا هذا المخطط (مثلما ادركه الاصلاح) واكتفوا بما حصلوا عليه من غنائم وتوجهوا بها الى صعدة وعمران واظن انهم سينسحبون من صنعاء بعد ترتيب اوراقهم لضمان بقاء نفوذهم عبر الاتفاقية الموقعة مع هادي والقوى السياسية ..
بقاء الحوثة في صنعاء سيدفع بالأخوة في الجنوب بالمطالبة باستعادة دولتهم وهم محقون في هذا لأنهم عندما توحدوا مع الشطر الشمالي في مايو 1990م دخلوا في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية ولم يدخلوا في مشروع وحدة مع فصيل مذهبي يريد ابتلاع كل اليمن لحساب اقلية ..

***
مثلما يقال شر البلية ما يضحك
الرئيس هادي .. (وإنني اليوم أقول لكم بأننا لم نخيب ظنكم أبداً) .. لا نعلم من المقصود بهذا الخطاب الحوثة ام غيرهم (!) ..
الرئيس هادي .. ( صنعاء لم تسقط .. ) ربما يقصد الرئيس ان داره الذي يقطنه هو صنعاء (!) ..

الرئيس هادي يبعث برقيات عزاء ومواساة لوفاة احد مناضلي اليمن (!) .. ولا عزاء لهذا الشعب المنكوب بفضل (الحنكة) التي يتمتع بها سيادته ..

المندوب الاممي بن عمر .. متفاجئ من سقوط صنعاء .. ربما لم يكن على علم بسقوط دماج وكتاف وعمران وقدوم الحشود الحوثية المسلحة ومحاصرتها لصنعاء وشارع المطار لهذا هو متفاجئ (!) ..

وزير الخدمة المدنية يدعو موظفي (الدولة) للالتزام بالدوام الرسمي .. لا نعلم عن أي دولة يتحدث الوزير التي تبخرت في الهواء امام شباب لم تتجاوز اعمارهم العشرين يتأبطون الكلاشنكوف ويستولون على كل اسلحة الدولة الثقيل .. ام أن البعض لازال يزايد حتى في احلك الظروف من اجل حجز مقعد في أي ترتيبات قادمة في دولة لا تستطيع أن تؤمن الطريق للموظف للذهاب إلى مقر عمله وحتى لا يعود إلى منزله ليجد أن كارثة قد حلت فيه اثناء غيابه عن منزله في ظل غياب الدولة (!) ..
اخيراً ..

من يدمر وطنه او يقبل أن يكون ساحة لتمرير سياسات الاخرين على حساب امنه واستقراره وسيادته ودماء ابناء الشعب لابد انه لا يحس بالانتماء لهذا الوطن مطلقاً .. سلام الله عليك ياوطني