الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٧ مساءً

لم أتربى على الخنوع والذل !

عبد الغني المجيدي
الاثنين ، ١٣ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:٣٥ مساءً
بسم الله الرحمن الرحيم

ولدت في أسرة ريفية في شرعب في السبعينات وكان يومها الشيوعيون يملأون كل الأحراش والقرى ولم يكن مع جدي وأعمامي إلا بنادقهم ليقفوا أمامهم دفاعا عن الدين والأرض والعرض كان من يسموا أنفسهم عقلاء ينصحونهم لستم بقوتهم فالمنظومة الاشتراكية العالمية تدعمهم بالمال والسلاح الفتاك الثقيل والمتوسط وهم بالآلاف وانتم ليس معكم إلا بنادقكم ... فلم يأبهوا و وقفوا رجالا وماتوا شرفاء شهداء رفعنا بهم رؤوسنا وما زلنا نفخر بهم ونربي أولادنا على تذكرهم رجالا لا يقبلون الضيم ولا يعرفون الخنوع وسار من بعدهم أخوي رحمهم ألله وأولاد عمي ثلاثة
ثم درسنا على أيديكم في المعاهد العلمية وحلقات القرءان أن الإسلام ليس فيه أنصاف حلول ولا ترقيع وأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم أن أجاره أبا لهب بعد موت عمه أبي طالب كما يقول د. منير الغضبان رحمه الله في المنهج الحركي للسيرة النبوية ذهب إليه أبو جهل وقال له يا ابالهب كيف تجير محمدا وهو يقول أن أباك في النار فذهب أبو لهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له يا محمد أبي عبدالمطلب في الجنة أم في النار
وكان عليه الصلاة والسلام يعلم ما بعد الإجابة إنه رفع للجوار ومن ثم معاناة صنوف الإيذاء والعذاب .. ومع ذلك لم يجعل له عذر بالمهادنة بل قال له أبي وأباك في النار ورفع ورفع بعدها أبو لهب جواره عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
ثم علمتمونا كيف أن عبد الله بن حذافة السهمي رضى الله عنه رفض نصف ملك هرقل الروم والزواج من ابنته فقط عليه ان تنازل عن دينه ومبادئه التي يؤمن بها أو يلقى في الزيت الحار الذي يشوي جسده حتى الموت ومع ذلك لم يجد له عذر وقال إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان بل بكى لأنه ليس معه 100 نفس فتموت نفسا نفسا في سبيل الله .

ثم علمتمونا كيف ان مسيرة الإخوان الخالدة كانت راسخة وقوية وثابتة ثبات الجبال رغم التعذيب والإعتقال والقتل في سجون عبدالناصر
حتى أن الشهيد سيد قطب رحمه الله رفض ان يكتب مجرد كلمة اعتذار لطاغية مقابل أن ينجو بحياته وفوقها وزارة المعارف المصريه وقال (( إن السبابة التي تشهد لله بالوحدانية ترفض ان تكتب كلمة اعتذار لطاغية ))
على هذا تربينا ومن أجل هذا أحببنا الإصلاح انه جيل عزة وإباء لا يرضى الضيم ولا الدنية في دينه وأرضه ووطنه
فكيف تريدون منا أن نسكت ونحن نرى هذه المبادئ تتهاوى أمامنا يوما بعد يوم
فما نعيبه على غيرنا من الارتهان للخارج مارسناه وببشاعة أكبر أمام السفارات الأجنبية .لقد اركتبتم أخطاء جسيمه في حق الإصلاح وفي حق الوطن بدأت يوم ان أخطائتم في تقدير العدو الأخطر وتخليتم عن على صالح في حربه على الحوثيين وقلتم دعوهم يربوا أبوه فقد نسى نفسه .. وصورتم الأمر وكأنه دهاء سياسي بينما كان خطأ فادحا في تقدير العدوا الأكثر خطرا فقد تربى الوطن وانتم على أيديهم نهاية الأمر .

ثم أخطأت حساباتكم وضحكتم على قواعدكم يوم كنتم تصورون قوتكم وضعف الحوثي وتقولون أن الحوثي لا يصمد أكثر من 3 أيام أمام الإصلاح وانكم قادرون على إرجاعه إلى جحوره في مران وان صنعاء محصنة ولا يمكن ان يسقط فأصبتم نفسية أعضاء الإصلاح في مقتل فقد سقطت صنعاء في ثلاثة أيام ولم يرجع الحوثيون على جحورهم
ثم ارتكبتم جريمة أكثر بشاعة في حق الثورة ودماء الشباب يوم أن رضيتم ان تمنحوا عفاش الحصانة دون ثمن دون شرط أن يترك العمل السياسي ويغادر الوطن فدفع الشعب ثمنا باهضا جدا وكنتم تصورون لنا انها ذكاء ودهاء سياسي ولكنا نهاية الأمر صحينا على أفظع كابوس عانى منه الشعب مزق فيه الوطن لا يمكن ان نتخيله في أسوأ أحلامنا
ما زلنا نقول لكم بإمكانكم ان تسيطروا على إقليم سبأ وإقليم الجند وتسقطوا المعسكرات والأسلحة في أيديكم قبل ان ينهبها عفاش وحليفه الحوثي لأن هذين الإقليمين إن سقطا فلن تقوم للشعب اليمني قائمة بعدها
اسقطوا إقليم سبأ والجند وما سيجري على الحوثيين سيجري عليكم اسقطوا هذين الإقليمين من قبيل الذكاء السياسي والتفاوض مع الحوثيين وهادي فهم معهم إقليم أزال ذو الأكثرية الزيديه وانتم معكم إقليمي سبأ والجند ذو أكثرية الشافعيه
اسقطوا هذين الإقليمين ولو من قبيل تأمين أرض تحمي أعضائكم وينسحبوا إليها ولا تجعلهم عرضة للمطارادت والقتل والسجن والتنكيل من قبل عفاش والحوثيين
كفاكم بلادة تغلفونها لنا انها ذكاء ودهاء سياسي فتثبت الأيام انها قمة الغباء السياسي وان الوطن يدمر من خلالها
افتحوا باب المعسكرات لحماية اليمن وعقيدته وقودوا ثورة إستعادة الجمهورية وستجدوا 300 الف من أبناء صعدة شردهم الحوثيون معكم ومثلهم من أبناء عمران وستجدوا أسر أكثر من 80 الف شهيد من أبناء القوات والمسلحة والامن ورجال القبائل معكم يطلبون الثأر من قتلة أبائهم وابنائهم وإخوانهم
ستجدوا كثير من رجال القوات المسلحة الخائفين على حياتهم لانهم متفرقين ولا يوجد حاضن يجمعهم ويجميهم ويقودهم للعزة والكرامه وتحرير اليمن من عبودية إيران
اجعلوا من حماس التي تأمر عليها العالم بأسره فثببت على مواقفها ومبادئها قدوة لكم فالموت على الحق والمبادئ خير من الموت منبطحين أذلاء مطاردين
ولتعلموا أنكم ربيتمونا على قوله تعالى الذي يحدثنا عن فرعنة فرعون
(( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين )) ولذلك لا تنتظروا منا ان نفرعنكم ولا أن مدح أخطائكم بل سنصدق النصح لكم خوفا على عقيدة هذا الوطن وشعبه ووحدته ولا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها .

عبدالغني المجيدي
[email protected]