تأتي ذكرى اكتوبر المجيد لهذا العام واليمن تعيش اوضاع سياسية تغير فيها المشهد السياسي الذي كان الشعب يسعى لتغييره بعد طول معاناة بثورة شبابية سلمية نتيجة نظام حكم وامعن الاستئثار والاقصاء والتهميش والتعالي على ابناء الشعب اليمني العظيم ليقوده ادمانه على التحكم اتباع سياسة التحريش والكراهية وضرب هذا بذاك وشن حروب عبثية ظناً منه أن هذه الاساليب ستطيل من عمره في السلطة وتوريثها حتى يرث الله الارض ومن عليها ..

لم يتعلم النظام السابق من دول الجوار كيف تحكم وتدير شؤون البلاد والعباد حتى تعيش شعوبها عيش رغيد ورفاهية ويضمنون الطاعة من المحكوم للحاكم بمثل هكذا سياسات ..

هذه الدول التي كانت صحراء قاحلة يعيشون حياة البداوة لكن بفضل الله ثم بحكمة الحكام هناك الذين يدركون أن سيد القوم خادمهم وأن ابناء الوطن من حقهم العيش بكرامة في اوطانهم ..

وبعد الثورة الشبابية لم يكتفِ بما ناله من تسامح الشعب من خلال منحه الحصانة ولم يترك وسيلة لعرقلة تنفيذ اتفاقية السلطة وذهب بعيداً بالتحالفات مع من امعن فيهم تقتيلاً في السابق بحروبه العبثية من اجل افشال العملية السياسية والعودة إلى السلطة وإن بوجوه اخرى ..

لم يدرك أن الشعب اصبح اكثر وعياً وإدراكاً لكل الاساليب التي مارسها ويمارسها إلى يومنا هذا من اجل انفاذ رغباته التي يريد أن يفرضها على الشعب وكأن الله وكله امر هذا الشعب بوحيٍ والعياذ بالله ..

نعلم أن النظام السابق يسعى للعودة للسلطة وأنه لازال يمسك بخيوط اركان الدولة التي اسسها بطرقيته الخاصة وأن العودة إلى السلطة بانقلاب سياسي ممكن لكنه سيلقى مقاومة ورفض خاصة من ابناء المحافظات الجنوبية كونه السبب الرئيسي للمطالبة بفك الارتباط نتيجة سياسته العبثية في الجنوب ..

لهذا لجأ هذه المرة بالتحالف مع الحوثة ودفعهم لتصدر المشهد وتسهيل استيلائهم على صنعاء للإيحاء أن الاوضاع تغيرت كلياً وعليه فأن المتحكم الجديد بالمشهد السياسي هم من يفرضون اجندتهم على الجميع وعلى اساس انهم ليسوا خصوم حقيقيون لأبناء الجنوب وأن مشروع الاقاليم (وهو جوهر هذا التحالف الشيطاني) قد اصبح من الماضي وما سيمن به سيد مران على الجنوبيين من حلول للقضية الجنوبية العادلة سيكون مقبول (لأن الحاكم ليس النظام السابق) في محاولة للمراوغة والالتفاف على مشروع ابناء الجنوب ..

نعم هي محاولة اخرى وقد تكون اخيرة للنظام السابق وحلفاءه القادمون من كهوف مران لتمرير مشروعهم الخاص في اليمن ظناً منهم انهم اصحاب الحق في حكم اليمن وهم من سيفرضون شكل ونظام الحكم على الجميع ..

لم يدرك أن الاوضاع تغيرت وما عاد هناك مجال لفرض اجندات البعض المتوهم بأنه قادر أن يفرضها بالترهيب او بقوة السلاح او بإسقاط المدن والمعسكرات ونشر المسلحين في الشوارع على شعب قرر أن ينتزع حريته والعيش وفق نظام يفرضه هو (الشعب) ويحقق مصالحه ..

نعم يا اكتوبر المجيد لازلنا وحدويون وسنبقى كذلك إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ولكن لن نقبل أن تتحكم اقلية او جماعة او طائفة بمصير شعب عريق من حقه العيش بحرية وكرامة او فرض نظام يفرق بين ابناءه على اسس عرقية او سلالية او مناطقية ..

ولهذا يا اكتوبر المجيد سنظل ندعم خيارات الشعوب التواقة للانعتاق من الظلم والطغيان .. فإما حياةٌ تسر الصديق واما مماتٌ يغيض العِدا .. حفظ الله اليمن