الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٩ مساءً

الحصانة لها ثمنها

فضل عبدالكريم الجهمي
الخميس ، ١٦ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٣٨ مساءً
ثمن الحصانة الأولى من صالح كانت تسليم السلطة بدون تسليم دولة وثمن الحصانة الثانية لصالح تسليم صنعاء مع الدولة مع بقاء سلطة شكلية

من دهاء علي صالح انه تمكن في الثورة الأولى من تحصين نفسه ومن معه من أي مسائلة أو عقاب فخرج من مأزقه ومأزق الربيع العربي سالما غير مهان على عكس ما لاقاه زملائه من الرؤساء العرب الذين ابتلت أوطانهم بثورات الربيع فمنهم من تم سحله وقتله ومنهم من فر من وطنه مذعورا ومنهم من اخذ إلى السجن مشلولا مهانا ومنهم من لا يزال يقاتل ويقاوم فشرد شعبه ودمر وطنه

ولا زلنا في الحديث عن صالح وبحسب منطق الحوثيين بان ما جرى ويجري حاليا ثورة شعبية على الفساد والمفسدين تساقط معها جزء من ثوار فبراير وهم جزء من أعمدة النظام السابق فان صالح وللمرة الثانية تمكن وبدهاء من الحصول على حصانته الثانية ومن الانتقام من أعوانه السابقين ومن ألد أعدائه الحوثيين وعلى يدهم وهم من اعترضوا على منحه الحصانه الاولى

في الحصانة الأولى كان الثمن هو تسليمه للسلطة دون إراقة مزيد من الدماء مع احتفاظ إتباعه على نصف مقاعد الحكومة وجزء كبير من السلطة

وفي الحصانة الثانية كان الثمن هو تسليم صنعاء للحوثيين وتسليم الدولة لهم مقابل سلامته وسلامة إتباعه بل ومشاركة جماعته في صناعة أو صياغة المرحلة المقبلة

لقد تغلب صالح على الجميع تغلب على المشترك بتسليمهم سلطة بلا دولة وعلى الإسلاميين بالأخص من خلال إغراقهم في دوامة من أزمات لا نهاية لها قبل أن يزيحهم عن المشهد نهائيا وتغلب على الرئيس المتمرد عليه فأظهره بمظهر الضعيف العاجز وتغلب على حلفائه السابقين ممن تمردوا عليه فمنهم من قتل ومنهم من ترك البلاد هاربا ومنهم من قبل الذل والخضوع وتغلب على الحوثيين ذاتهم لأنه جعلهم يتخلون عن مبادئهم وأهدافهم مما أظهرهم بمظهر الجماعة التي لا عهد لها

كان صالح على رأس أولويات الحوثي كما رفيقه محسن وحليفه السابق حميد وإخوانه لكنه اخرج نفسه من قائمة الأولويات الحوثية ولو بثمن باهض دفعته اليمن وادخل نفسه في قائمة الحلفاء للحوثيين

اليوم الحوثيين في صنعاء أداة طوعها صالح وأمام إغراء تسلمهم صنعاء للانتقام من خصومه للانتقام من كل تطلعات الأمة للانتقام من كل حلم وأمل

صالح ياخذ مزيد من الحصانات والوطن هو من يدفع الثمن